عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

يكشف الجاهزية

تم النشر في: 

20 أكتوبر 2025, 7:59 صباحاً

في مدننا لا يمرّ بصمت. يترك أثره في الطرق، وفي تفاصيل الحياة اليومية، ويكشف في كل مرة مدى جاهزية البنية التحتية، وقدرة الأجهزة المعنية على إدارة المشهد تحت ضغط الزمن.

ومع استمرار الهطول، لا تعود الحالة مجرد ظاهرة جوية، بل تتحول إلى اختبار ميداني حقيقي: هل كانت الخطط كافية؟ هل كان فعّالًا؟ وهل كان المجتمع حاضرًا في الصورة؟ ومع أولى قطرات المطر، تبدأ منظومة العمل في التحرك.

منذ اللحظة الأولى، كانت غرف العمليات في حالة استنفار، تعمل على مدار الساعة، وتُدير المشهد بدقة.

الأمانات حرّكت فرقها للمواقع الحرجة، المضخات بدأت العمل، والخطط المرورية المؤقتة تم تفعيلها بسرعة، بالتكامل مع الجهات الأمنية والخدمية الأخرى.

وتظهر قوة المنظومة حين تصل الرسائل الموحدة إلى الناس في الوقت المناسب — إشعارات وتوجيهات — فيشعر السائق والمشاة أن المدينة تتحرك معهم، لا ضدهم.

المجتمع لم يقف متفرجًا؛ التفاعل كان حاضرًا. بلاغات منصة "بلدي" والمكالمات الواردة على 940 ساعدت في اختصار زمن الاستجابة وتحديد الأولويات.

وفي الجهة الأخرى، التزام الناس بالتعليمات وتجنّب مواقع الخطر ومتابعة القنوات الرسمية ساهم في تقليل حجم الأثر، ومكّن الفرق الميدانية من أداء مهامها بكفاءة وهدوء.

ومع انحسار المياه، تبدأ مرحلة التعافي مباشرة: تنظيف، رفع مخلفات، فتح مصارف، ومعالجة المواقع المتأثرة.

لكن القيمة الحقيقية لا تتوقف هنا — البيانات التي جُمعت خلال الحالة تُستخدم لاحقًا لتطوير الخطط، وتحسين البنية التحتية، ورفع الجاهزية للمواسم القادمة.

النجاح من وجهة نظري لا يُقاس فقط بحجم الجهود، بل بالفارق الزمني بين ارتفاع المنسوب وعودة الطريق إلى طبيعته.

وهذا الفارق يتناقص موسمًا بعد آخر، لأن هناك من يخطط، ويجهز، ويتعلم. "المطر يكشف الجاهزية" عبارة لا تقول إن التحديات انتهت، لكنها تؤكد أننا نتحرك في الاتجاه الصحيح: مدن أكثر مرونة، أسرع، ومجتمع يعرف دوره ويشارك فيه بثقة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا