عرب وعالم / السعودية / المواطن

المجيرمة.. وجهة الصقّارين وهواة الطيور المهاجرة على ساحل البحر الأحمر

يبرز مركز المجيرمة التابع لمحافظة الليث بمنطقة مكة المكرمة، كإحدى الوجهات البارزة لهواة الصقور في المملكة، وملتقى سنوي يجمع الصقور والصقّارين من مختلف المناطق، لإحياء موروثٍ عربيٍّ أصيل يعكس عمق العلاقة بين الإنسان والطبيعة، ويجسد مهارات الصيد والفروسية المتوارثة عبر الأجيال.

وتتميز المجيرمة بموقعها الفريد على ساحل البحر الأحمر، حيث تمتد رمالها الناعمة بين السهول الساحلية ومناطق الشعاب المرجانية، ما يجعلها بيئة مثالية لتدريب الصقور والانطلاق في رحلات القنص خلال موسم الهجرة الشتوي.

تجمعات واسعة للصقّارين

ومع اعتدال المناخ في هذه الفترة من العام، تشهد المجيرمة تجمعات واسعة للصقّارين الذين يقيمون مخيماتهم على امتداد الكثبان الرملية، في أجواء تراثية تنسجم فيها روح الصيد مع جمال الطبيعة البحرية والصحراوية، لتتحول إلى لوحة متكاملة تعكس تراث المملكة وهويتها الثقافية الأصيلة.

ويحرص الصقّارون خلال هذه التجمعات على تعليم النشء والشباب أساليب الصيد بالصقور وفنون تدريبها، مؤكدين أن الصقارة ليست مجرد هواية أو ، بل إرث ثقافي يرمز إلى الصبر والدقة والوفاء بين الصقّار وطيره، ويعزز قيم الانتماء والاعتزاز بالموروث الوطني.

وأوضح الصقّار ذيبان الثعلبي, أن المجيرمة تمثل وجهة استثنائية لعشاق الصقور لما تتميز به من تضاريس ساحلية مفتوحة ومسارات طبيعية تسهم في تدريب الصقور على الصيد بدقة عالية، مشيرًا إلى أن هذه التجمعات تسهم في توثيق روابط الصداقة بين الصقّارين وتعزيز تبادل الخبرات بين الأجيال.

وتعد المجيرمة كذلك إحدى أهم محطات هجرة الطيور في المملكة، حيث تشكّل موقعًا بيئيًا غنيًا يجذب الطيور المهاجرة القادمة من أفريقيا وأوروبا وآسيا، لما تتمتع به من تنوع طبيعي يوفر مصادر الغذاء والمأوى، ويجعلها محطة استراحة أساسية لتلك الطيور قبل مواصلة رحلتها الطويلة، ومن أبرز أنواع الطيور التي تعبر سماء المجيرمة: الطيور المائية مثل البط والإوز، والطيور الجارحة كالصقور والنسور، إضافة إلى الطيور المغردة كالعصافير والحمام والقمري، ما يضفي على المنطقة حيوية بيئية فريدة طوال العام.

ويواصل نادي الصقور جهوده في تنظيم رياضة الصقّارة بالمملكة من خلال إقامة المسابقات والبرامج التدريبية الدورية التي تهدف إلى تطوير مهارات الصقّارين وتشجيع الشباب على ممارسة هذه الهواية، إلى جانب مبادراته لحماية الصقور والحفاظ على بيئتها الطبيعية بالتعاون مع الجهات الحكومية، بما يسهم في تحقيق التوازن البيئي وضمان سلامة الصقور والصقّارين.

وتبقى الصقارة موروثًا سعوديًا أصيلًا وهواية ثقافية عريقة ترمز إلى الشموخ والفخر والاعتزاز بالهوية الوطنية، وتحمل دلالاتٍ اجتماعيةً وثقافيةً تجسد علاقة الصقّار بصقره، كما أنها إرثٌ إنسانيٌّ عالميٌّ أدرجته منظمة اليونسكو عام 2010م ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المواطن ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المواطن ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا