في واحدة من أبشع قضايا الاستغلال البشري في فرنسا، كشفت السلطات مأساة امرأة في الـ45 من عمرها قضت خمس سنوات كاملة محتجزة داخل «جراج» تابع لمنزل زوجين مسنّين، عاشت خلالها في ظروف لا تليق بالحياة الآدمية، بعد أن استغلّا ضعفها وطيبتها وعلاقات عملها لسرقة أموالها وسلب حريتها.
كانت الضحية تعمل مساعدة تمريض في مستشفى بمدينة غيراند الفرنسية حين تعرفت على الزوج المسن خلال عملها، قبل أن يخدعها بعلاقة ودٍّ زائفة ويدعوها إلى منزله الذي يعيش فيه مع زوجته، لكن ما بدأ كزيارة بريئة تحوّل سريعًا إلى كابوس من العبودية والعزلة.
فخلال سنوات احتجازها، أُجبرت المرأة على النوم على كراسي الاستلقاء أو تحت خيمة صغيرة في الحديقة، وتتعرض للأمطار والبرد القارس، وتتناول طعامًا ملوّثًا بمواد تنظيف، وتغتسل بمبيضات حارقة. وكانت تتخلص من فضلاتها في أكياس بلاستيكية، بينما كان الزوجان يسيطران على حسابها البنكي ويستوليان على مستحقاتها من الضمان الاجتماعي.
وفي 14 أكتوبر الجاري، سنحت لها فرصة نادرة للهروب عندما أُرسلت لأداء مهمة بسيطة خارج «الجراج»، فاستغلت اللحظة وطرقت باب أحد الجيران طالبة النجدة. وعندما وصلت الشرطة، كانت قد فقدت نحو 50 كغم من وزنها وتبدو في حالة إنسانية مروّعة.
وكشفت التحقيقات أن الزوجين مارسا عليها التهديد النفسي والتعذيب الجسدي على مدى سنوات، ووجّهت إليهما النيابة العامة تهمًا تشمل الاختطاف المقترن بأعمال تعذيب وهمجية، والاستغلال المالي والبدني لشخص في وضع هشّ، وهي تهم تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد.
القضية التي هزّت الرأي العام الفرنسي أعادت تسليط الضوء على الاستغلال الخفي الذي قد يقع داخل جدران بعض المنازل الهادئة، حيث من الممكن أن تُمارس أبشع صور القسوة باسم الثقة والعمل.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.