يشهد حي الحمدانية شمال محافظة جدة جدلًا كبيرًا بين سكان المنطقة، حيث تلقت ورش تشليح المركبات إشعارًا نهائيًا من الأمانة يقضي بإخلاء هذه المواقع اعتبارًا من 1 ديسمبر 2025، ويرجع ذلك إلى جهود تنظيم الأنشطة التجارية والصناعية في ظل النمو العمراني السريع الذي يشهده الحي. يمثل هذا القرار خطوة مهمة في تطوير المنطقة وجعلها أكثر ملاءمة للسكن.

يؤكد ساكن المنطقة، مرزوق العتيبي، أهمية هذا القرار نظرًا للازدحام والضوضاء الناتجة عن التشاليح، ويشير إلى عدم توافقها مع طبيعة الحي السكنية، فالمدينة بحاجة إلى بيئة أكثر هدوءًا وراحة، وبالتالي، يعتبر الكثيرون أن إخلاء هذه المواقع ضرورة ملحة لتحسين جودة الحياة.

في المقابل، يتمسك عبدالله العسيري بآراء مضادة، حيث يعتبر أن نقل التشاليح إلى جنوب جدة سيخلق فجوة خدمة كبيرة للسكان، مشيرًا إلى أن المنطقة الصناعية الرئيسية تقع في الشمال، مما يجعل الوصول إليها صعبًا، وهذا يتطلب التفكير في إنشاء منطقة بديلة قريبة لتلبية احتياجات السكان. تشكيلة الآراء بين السكان تعكس قلقًا ورغبة في التوازن بين التطوير والحاجة للخدمات.

أما أصحاب ورش التشليح، فيعبرون عن قلقهم من فقدان مصدر رزقهم، حيث يطالبون بتمديد المهلة وتوفير الدعم اللازم لنقل معداتهم بشكل آمن. يؤكد خالد المطيري، الذي يُدير ورشة تشليح، أن الانتقال إلى موقع جديد يحتاج استعدادات وتحضيرات كثيرة، بما يتوافق مع طبيعة النشاط الذي يعتمد على المساحات والخدمات المناسبة.

كما أعلنت أمانة جدة رسميًا عن المهلة المقررة لإخلاء التشاليح، تلك الخطوة جاءت ضمن رؤية الأمانة لتحسين المشهد الحضري في المدينة، وقد دعت الأمانة ملاك الورش إلى التنبيه بضرورة الالتزام بالموعد المقرر لتفادي الإجراءات النظامية. تهدف الأمانة من وراء هذه التدابير إلى تعزيز جودة الحياة وتحسين البيئة العمرانية، مما يعكس رؤية مدن المستقبل.