هو وهى / انا اصدق العلم

ما الذي يسبب الخثرات الدموية؟

قد تكون الخثرات الدموية محفوفة بالمخاطر، وخاصةً إذا انفصل جزء منها أو كلها وسار عبر الدورة الدموية.

عملية تجلط الدم، المعروفة أيضًا باسم التخثر، هي عملية حيوية يقوم بها الجسم بعد الإصابة لوقف النزيف والمساعدة في منع حدوث إنتان، ولكن تتكون أحيانًا خثرات دموية داخل شريان أو وريد مسببة أذية وقد تؤدي إلى الوفاة أيضًا.

ما الذي يسبب الخثرات الدموية؟ وما الذي يزيد من تشكلها؟

تتكون الخثرات الدموية عندما يُصاب الشريان بأذية، ما يؤدي إلى إطلاق سلسلة من الأحداث تفضي إلى تراكم بروتين الثرومبين بالقرب من المنطقة المصابة. ينشّط الثرومبين بدوره الصفيحات الدموية، فتشكل سدادة تغطي مكان الإصابة.

ترتبط الصفيحات الدموية أيضًا ببروتين الفيبرونوجين. يحول الثرومبين الفيبرونوجين إلى بروتين قوي يُسمى الفيبرين، الذي يشكل شبكة تربط الصفائح لتقوية السدادة، وعندما يشفى الجرح، تتحلل هذه التكتلات.

تتشكل أحيانًا خثرات دموية حتى في حال عدم حدوث أذية حادة. يحدث ذلك عندما تزداد عوامل التخثر في الدم، فتضرر بطانات الأوعية الدموية مع مرور الوقت للأمراض، أو عندما يصبح تدفق الدم مُقيّدًا على سبيل المثال بسبب تراكم اللويحات الدهنية الناتج عن مرض الشريان التاجي.

تُعرف هذه الكتل طبيًا باسم الخثرات الدموية، قد تبقى الخثرات الدموية داخل الأوعية الدموية دون أن تذوب ما يعيق مرور الدم، وقد يؤدي ذلك إلى تلف الأنسجة، وذلك إن قطعت الخثرة تدفق الدم تمامًا. وإذا تكوّنت الخثرات في القلب، فإنها قد تؤدي إلى الإصابة بنوبات قلبية، وإذا تكوّنت في الدماغ، فإنها قد تسبب السكتة الدماغية.

إذا انفصلت الخثرة أو جزء منها عن موقعها الأصلي، يُشار إليه باسم (الصمة). والصمات كتل تنتقل عبر الدورة الدموية وتعلق إذا وصلت إلى وعاء ضيق. تعد هذه الخثرات المتجولة خطيرة بشكل خاص لأنها قد تنتقل إلى أي جزء من الجسم.

في حالة تسمى الخصار الوريدي العميق (DVT)، تتشكل خثرات في وريد كبير، ويحدث ذلك غالبًا في الساقين، وقد تنفصل خثرة وتنتقل إلى الرئتين، فيُطلق عليها آنذاك صمة رئوية، وهي حالة طبية طارئة مهددة للحياة تستدعي التدخل الطبي الفوري.

قالت الدكتورة راشيل روسوفسكي، مديرة أبحاث التخثر في قسم أمراض الدم في مستشفى ماساتشوستس العام، لموقع Live Science: «لا أستطيع التأكيد على أهمية التعرف على أعراض تجلط الدم، ففي حال وجود خثار وريدي عميق، قد تظهر الأعراض على شكل ألم في الساق، واحمرار أو وذمة، أما بالنسبة للصمة الرئوية، فقد تشمل الأعراض ألمًا في الصدر، وضغطًا وضيق تنفس أو زيادة في معدل ضربات القلب».

من المهم عدم تجاهل هذه الأعراض، خصوصًا بوجود خطر تكون خثرة دموية، لأن نجاح العلاج يعتمد في كثير من الأحيان على سرعة العلاج.

تجعل بعض الأمراض الدم أكثر عرضة للتخثر، وتوجد حالات وراثية تزيد من مستويات بروتينات التخثر في الدم؛ أو تخفض مستويات البروتينات التي تمنع تشكل الخثرات؛ أو تعطل وظائف تلك البروتينات بطرق أخرى.

قد تؤدي حالات أخرى مثل السرطان وأمراض المناعة الذاتية وارتفاع ضغط الدم والتقاط عدوى مثل كوفيد-19، إلى اختلال التوازن الدقيق لعوامل التخثر في الجسم.

في حالة كوفيد-19، يُظن أن الأضداد المناعية ووجود التهاب زائد يجعلان الدم أكثر عرضة للتخثر.

يُعتقد أن الحمل والعلاجات الهرمونية، مثل بعض أشكال وسائل منع الحمل وعلاجات استبدال الهرمونات، ترتبط بزيادة خطر تشكل الخثرات الدموية.

تشير الأبحاث إلى أن القلق والاكتئاب قد يزيدان خطر حدوث الخثار الوريدي العميق من خلال زيادة النشاط العصبي المرتبط بالتوتر وتكوين الخثرات.

يُسهم نمط الحياة أيضًا في زيادة خطر تشكل الخثرات لدى الأفراد، ويرفع التدخين هذا الخطر بزيادة الالتهابات في الجسم وجعل الصفيحات الدموية أكثر استجابة، وترتبط السمنة أيضًا بزيادة خطر تشكل الخثرات، وقد يكون هذا جزئيًا بسبب جزيئات الإشارة التي تفرزها خلايا الدهون وتزيد من مستويات عوامل التخثر وتجعل الصفيحات الدموية أكثر لزوجة.

بسبب تقييد حركة الشخص، قد يزيد كل من السفر لمسافات طويلة والإصابات مثل كسور العظام والجراحات الكبرى، من خطر تشكل خثرات دموية خطيرة مؤقتًا. يحدث ذلك نتيجة لقلة الحركة ما يؤدي إلى تقليل تدفق الدم، وزيادة في الالتهاب وزيادة في تنشيط عوامل التخثر، وذلك استجابة لذلك الالتهاب.

يمكن التخفيف من عوامل الخطورة المتعلقة بحدوث الخثرات، إذ قالت الدكتورة روسوفسكي: «إذا كنت تجلس على مكتب طوال اليوم، قم بالوقوف والتجول كل ساعة». وأضافت أن الأشخاص الذين يجلسون طويلًا عليهم ارتداء جوارب ضاغطة وأخذ استراحات منتظمة للقيام بالحركة خلال رحلاتهم، ونصحت أيضًا بضرورة حفاظ الناس عمومًا على ترطيب جيد، والحفاظ على وزن صحي، وممارسة النشاط البدني، وتجنب التدخين.

تقول روسوفسكي: «في الوقت الحالي، يموت شخص واحد بسبب جلطة دموية كل ست دقائق».

يموت ما يصل إلى 100000 شخص سنويًا في الولايات المتحدة بسبب تشكل الخثرات الدموية.

أكدت الدكتورة روسوفسكي على أهمية معرفة عوامل الخطر لتشكل الخثرات وكيفية التخفيف منها، وأكدت أيضًا على الانتباه لعلامات وأعراض تشكل الخثرات الدموية وطلب المساعدة الطبية فور الشعور بها.

اقرأ أيضًا:

فيديو مجهري يكشف عن كيفية تكوين الخثرات الدموية بشكلٍ طبيعي

ارتفاع التوتر الرئوي: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج

ترجمة: حسن السعيد

تدقيق: نور حمود

المصدر

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا