هو وهى / انا اصدق العلم

هل اللعب في التراب مفيد لجهاز المناعة لدى الأطفال؟

«لعب الطفل في التراب مفيد لجهاز المناعة». بالتأكيد سمعت هذه العبارة سابقًا. لكن هل يدعم أي دليل هذا الادعاء؟

باختصار، نعم. تشير عدة دراسات إلى أن التعرض المبكر للتراب قد يقلل من خطر إصابة الأطفال بالحساسية والحالات المناعية الذاتية التي يتفاعل فيها جهاز المناعة بشكل غير مفيد مع أنسجة الجسم ومع المواد المثيرة للحساسية.

في حين يتطور جهاز المناعة لدى الطفل في السنوات الأولى من حياته، يجب على مجموعة الخلايا الحامية داخل الجسم أن تتعلم كيفية التمييز بين خلايا الجسم الخاصة والمواد الغريبة التي تكون إما غير ضارة وإما مسببة للأمراض، مثل البكتيريا والفيروسات. يجب أن تتعلم كيفية التعرف على العوامل الممرضة المسببة للأمراض، لتهاجمها.

يتضح أن الإشارات الجزيئية التي تحفز توسيع هذا الذراع التنظيمي لجهاز المناعة تأتي أساسًا من الميكروبات الموجودة في الأمعاء.

تُعرف هذه المجموعة من الميكروبات باسم الميكروبيوم المعوي، وهي ضرورية لصحتنا. مثلًا، تساعد بعض هذه الميكروبات في إنتاج الفيتامينات التي نحتاج إليها للعيش، وتساعدنا في هضم الطعام.

السنة الأولى من العمر حاسمة لتطور الميكروبيوم. يحصل حديث الولادة على البكتيريا في أثناء مروره عبر القناة المهبلية عند الولادة الطبيعية، ومن الحليب في حالة الرضاعة الطبيعية. خلال فترة النمو، يتعرض الطفل تدريجيًا للميكروبات من مصادر مختلفة.

تقترح فرضية الأصدقاء القدامى أنه كلما زاد تنوع الميكروبات التي نتعرض لها في الطفولة المبكرة، زاد تنوع الميكروبيوم لدينا، من ثم يكون جهازنا المناعي أفضل في التمييز بين الصديق والعدو. يشير مصطلح «الأصدقاء القدامى» إلى الميكروبات المفيدة أو المتعايشة، التي تعيش على الجسم أو داخله، دون أن تضر بصحة الشخص.

تشبه هذه النظرية، التي اقترحها روك عام 2003، الفرضية الأشهر: فرضية النظافة، التي تقترح أن نقص التعرض المبكر للجراثيم يجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بالحالات المناعية. مثلًا، أظهرت دراسات متعددة وجود ارتباط بين نشأة الأطفال في المزارع أو ضمن أسر لديها حيوانات أليفة وانخفاض احتمال إصابتهم بالحساسية، مقارنةً بالأطفال الذين نشؤوا في بيئات حضرية أو خالية من الحيوانات الأليفة.

بالمقابل، تشير عدة دراسات في أوروبا إلى أن التعرض المبكر للجراثيم لا يحمي من تطوير الحساسية. ونقد آخر لفرضية النظافة أنها تقلل من أهمية النظافة الجيدة في من الأمراض.

من ناحية أخرى، تساعد فرضية الأصدقاء القدامى في زيادة خطر الإصابة بالحساسية عند مستخدمي المضادات الحيوية بإفراط، ما يؤدي إلى القضاء على الميكروبيوم المعوي، وعند حديثي الولادة الذين وُلدوا بواسطة عملية قيصرية، إذ لا يتعرضون للبكتيريا المهبلية.

أجريت تجربة في فنلندا للتحقق من إمكانية تعزيز جهاز المناعة لدى أطفال المدينة باستخدام العشب والتربة المأخوذة من أرض الغابة.

وجد الباحثون أنه خلال شهر، كان لدى الأطفال الذين لعبوا في التراب مجموعة أكثر تنوعًا من البكتيريا غير الضارة على بشرتهم، إضافةً إلى عدد أكبر من خلايا تنظيم المناعة وجزيئات الإشارة في دمهم، مقارنةً بمن لعبوا في ساحات اللعب المعبدة بالحصى. ما يشير إلى أن التعرض للبكتيريا الموجودة في التراب قد يساعد جهاز المناعة على النضوج، ما يقلل من فرصته أن يصبح مفرط النشاط.

بالمثل، وجدت دراسة سويدية نُشرت عام 2024 أن الأطفال الذين نشؤوا في مزارع الألبان أو كانوا يمتلكون حيوانات أليفة، كانوا أقل عرضة للإصابة بالحساسية مقارنةً بسواهم. وكان لديهم المزيد من البكتيريا غير الضارة في أمعائهم، لذا استنتج مؤلفو الدراسة أن الظاهرتين مرتبطتان.

في حين يُعد الميكروبيوم أمرًا مهمًا، تؤثر العديد من العوامل الأخرى في خطر إصابة الشخص بالحساسية، يشمل ذلك الجينات. عمومًا، ينبغي تشجيع الأطفال على اللعب خارجًا.

مع ذلك، فإن الفهم الحالي لعوامل الخطر المرتبطة بالحالات المناعية لا يمكن دائمًا ترجمته إلى نصائح عملية. مثلًا، إذا كان لديك كلب، فقد تكون لديك فرصة أقل للإصابة بالحساسية مقارنةً بشخص لا يمتلك حيوانات أليفة. لكن لا يمكنك إخبار شخص ما بضرورة الحصول على كلب طريقةً مضمونة لمنع الحساسية.

اقرأ أيضًا:

أطعمة تعزز جهاز المناعة

هل يؤثر التباعد الاجتماعي في جهاز المناعة؟

ترجمة: رنيم قرعوني

تدقيق: أكرم محيي الدين

المصدر

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا