أيام أكثر، مقاومة أكبر: آن الأوان لإعادة النظر في استخدام المضادات الحيوية.
أوضح الدكتور براد سبيلبرغ، كبير الأطباء في المركز الطبي العام في لوس أنجلوس: «يعد من أكثر المفاهيم الطبية شيوعًا حول العالم، الاعتقاد بوجوب إكمال المرضى كامل مدة العلاج بالمضادات الحيوية سواء كانت 7 أو 10 أو حتى 14 يومًا، وإن شعروا بالتحسن، وذلك بهدف القضاء على البكتيريا ومنع تكرار العدوى لاحقًا».
أوضح سبيلبرغ أن هذا المفهوم الشائع يفتقر إلى الأدلة العلمية: «لا يوجد أي دليل يدعم هذه النصيحة، بل إنها غير منطقية».
«أنجح إستراتيجية للحد من تطور المقاومة للمضادات الحيوية هي الاقتصار على العلاج ما دام ضروريًا فقط. إكمال الوصفة الطبية قد يكون نصيحة جيدة لضمان علاج العدوى، لكنه نصيحة سيئة عندما يتعلق الأمر بمنع تطور المقاومة. يجب أن نقول للمرضى: إذا شعرت بتحسن في أثناء تناول المضاد الحيوي، وتبقت عدة أيام من العلاج، فاتصل بي لنقرر ما إذا كان بإمكانك التوقف».
وأشار إلى أنه إذا وصف الطبيب 14 يومًا من العلاج، فإن المريض قد يستمر في تناول الدواء حتى بعد زوال الأعراض بوقت طويل. أما إذا وصف الطبيب مدة أقصر، مثل 5–7 أيام، فإن التوقف المبكر غالبًا لا يسبب ضررًا.
الأقصر هو الأفضل:تعود جذور هذا النهج إلى أكثر من عقد، حين صاغ سبيلبرغ مبدأ الأقصر هو الأفضل، دعوةً لمراجعة القاعدة التقليدية التي تفترض أن العلاج الأطول بالمضادات الحيوية أكثر فعالية، وهي فرضية دحضتها عشرات الدراسات السريرية.
«اعتماد دورات علاجية قصيرة قائمة على الأدلة يقلل من احتمال وقف المريض للعلاج قبل الأوان، ويحد من بقاء أقراص دوائية غير مستخدمة قد تستهلك لاحقًا دون حاجة».
أثبتت أكثر من 150 تجربة سريرية محكمة تغطي 24 نوعًا من العدوى، أن الدورات القصيرة من المضادات الحيوية تعطي نتائج سريرية مماثلة لتلك الأطول.
مثلًا، في حالات الالتهاب الرئوي المكتسب، أظهرت 14 دراسة أن 3 – 5 أيام من العلاج تكافئ فعالية العلاج مدة 5–14 يومًا. في حالات عدوى المسالك البولية أو التهاب الحويضة والكلية، بينت 13 دراسة أن 5–7 أيام فعالة تماثل العلاج مدة 10–14 يومًا. في العدوى داخل البطن، وجدت 3 دراسات أن العلاج 4 أيام يعادل فعالية العلاج مدة 8–10 أيام.
أما في حالات اشتباه الالتهاب الرئوي المرتبط بجهاز التنفس الصناعي، دون تأكيد ميكروبيولوجي، فلم تتمكن دراسة من إثبات فرق بين العلاج مدة 3 أيام فقط مقارنة بعلاج استمر 2 – 3 أسابيع. علق سبيلبرغ على ذلك بقوله: «إذا اضطررت لعلاج شخص لا يعاني عدوى مؤكدة، فليكن العلاج أقصر ما يمكن».
تحول في الممارسة الطبية:«يتحدى النهج الجديد معتقدًا تقليديًا لُقن في التعليم الطبي لعدة أجيال. بدأنا نلاحظ أن العلاجات الأقصر غالبًا ما تكون فعالة تمامًا مثل الطويلة، وهذا يقلل من التأثيرات الجانبية ويحد من خطر المقاومة». مؤكدًا أن مدة العلاج يجب أن تكون بقدر الحاجة لا أكثر ولا أقل.
وأشار إلى أن بعض أنواع العدوى مثل التهابات الجلد والأنسجة الرخوة كانت تُعالج سابقًا مدة 14 يومًا، أما اليوم، فإن ظهور تحسن سريري بعد 5 أيام قد يتيح وقف العلاج بأمان. وينطبق الأمر ذاته على الالتهاب الرئوي: كنا نعالجه 10 – 14 يومًا، أما الآن فإن 5 أيام قد تكون كافية تمامًا، إذا استجابت الأعراض للعلاج.
«قد نصل إلى حد يصبح فيه تقصير العلاج مؤثرًا سلبيًا على النتائج، لكننا لم نصل إليه بعد. يجب الاستمرار في التوعية الطبية».
الخلاصة:- فكرة إكمال المضاد الحيوي حتى آخر حبة ليست مبنية على دليل علمي قوي.
- العلاجات القصيرة أثبتت فعاليتها في العديد من أنواع العدوى، وتقلل من تطور المقاومة والآثار الجانبية.
- يوجد تحول متزايد في الممارسة السريرية نحو تبني هذا النهج القائم على الأدلة.
- ما زال المجال بحاجة إلى نشر الوعي وتحديث التوصيات بما يتماشى مع آخر ما توصلت إليه الأبحاث العلمية.
اقرأ أيضًا:
ماهي المضادات الحيوية وكيف تعمل؟
ترجمة: أريج حسن إسماعيل
تدقيق: أكرم محيي الدين
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.