لم أكن لأنشر تفاصيل قصتي عبر المنابر الإعلامية، إلا أنني أجد أن موقع “النهار أونلاين” و خاصة ركن “قلوب حائرة” كثيرا من المصداقية و النجاعة. لأجد لنفسي دواء يشفي غليلي ويرحني مما أنا فيه. وصدقيني سيدتي أن لك في قلبي معزة خاصة هي من دفعت بي لأن أقف اليوم موقف المعترفة بأنني سيدتي قايضت قلبي مقابل الهباء المنثور.
سيدتي، أنا فتاة في مقتبل العمر، نشأت وسط بيئة محافظة تحسب الحساب لكل أمر يخص الفتاة أيا كان عمرها أو مستواها التعليمي. كل هذا الفراغ وهالة التعتيم العاطفي التي نهلت منها الكثير دفعوا بي للتعلق بزميل لي في العمل. شاب يافع لا عيب فيه، أحببته إلى درجة لا يمكن أن تتصور. كما أنه أخبرني بأنه أيضا يبادلني ذات الشعور الفياض، الأمر الذي دفعني للتعلق به وبناء الأحلام التي لم تكن لتنتهي في خيال فتاة ساذجة سرعان ما سمعت من أحد الزملاء بأن الشاب الذي بنيت على أطلال حبه الأحلام لا يحبني بل هو يكن لي من الشفقة ما لم يمكنه من إخباري بأنه لا يرى في الفتاة المناسبة لتقاسمه مشروع الزواج. الذي يزمع أن يكون مع فتاة من أسرة ميسورة ومتفتحة عكسي أنا الذي لا أملك سوى حبي ونيتي.
أنا في غاية الأسى والأسف، فما هو رأيك في هذا الأمر؟
أختكم س.هناء من الغرب الجزائري.
الــــــــــــــــــــــــــرد:
يبدو جليا أن جل شباب اليوم لا يأبهون لما قد يفعلونه بإسم الحب في حق فتيات لا تملكن سوى العواطف سلاحا وأملا في هذه الحياة، هذا ما يفسر عبث كل من تسول له نفسه بمشاعر وقلوب أنثى تصدق من تحبه أو من يرمي حباله عليها فلا ترى غيره في الدنيا، لتجد نفسها بعدها تعيش صدمة لا يقوى الفؤاد على تحملها، صدمة الخيانة أو النكران.
هذا تماما ما حدث لك أختاه، حيث أن نقص خبرتك في الحياة أدى بك لأن تكوني فريسة سهلة لهذا الشاب المستهتر الذي لم يفكر في عواقب الأمور حيث أنه جعلك تنسجين الأحلام الوردية لوحدك من دون أن يكون له قليل المساهمة فيما أنت تتوقين إليه، ليفجعك بضربة أقل ما يقال عنها أنها لا تصدر من رجل يمكنك أن تبكيه أو تتألمي على فراقه، صدمة ان يحكي للقاصي والداني بأنه لا يحبك وبأنه يشفق عليك و على حبك الكبير له، وكأنك أنت من كنت تلهثين وراءه وتحاولين الحصول على قلبه.
لست في موقف تحسدين عليه أختاه، لكن عليك في هذا الوقت بالذات أن تتماسكي وتتحرري من الألم على الأقل حتى تبيني لهذا الشاب أنك و مثلما كنت مضرب المثل في السذاجة، فأنت أيضا مضرب المثل في التخلص من علاقة لم تكوني لتجني منها شيئا يفيدك ويخدمك.
واجهيه و صارحيه بالأمر،وإياك أن تظهري له من الضعف والاستكانة ما من شأنه أن يجعله يكذب عليك أو يتحايل عليك، و خصوصا لا تدعيه يحسسك بأنه منّ عليك بالحب، فالمشاعر الصادقة غير قابلة للمقايضة ولا غبار يمكن أن يطمسها.
تستحقين من يقدر فيك المشاعر الصادقة والنية الطيبة أختاه، فلا تيأسي ولا تفكري بأن ما عشته من علاقة فاشلة هي نهاية العالم لأن الدنيا ستلاقيك إن لم يكن عاجلا فآجلا بمن يقدرك ويستحق أن ينبض قلبك من أجله.
ردت: “ب.س”
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة النهار ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من النهار ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.