كتبت مروة هريدى

الفواق ـ أو الزغطة بالتعبير الشائع ـ  هو انقباضات مفاجئة لا إرادية في الحجاب الحاجز، قد تكون مزعجة، وغالبًا ما تظهر دون سابق إنذار، ورغم أنها عادة ما تكون غير ضارة وقصيرة الأمد، إلا أن الفواق المتكرر قد يعيق تناول الطعام والكلام والنوم، وفقًا لموقع "تايمز أوف انديا".

ولعل بعض الأطعمة والمشروبات وعادات نمط الحياة، مثل الإفراط في تناول الطعام، أو تناول المشروبات الغازية، أو تناول الطعام بسرعة كبيرة، قد تُسبب هذه التشنجات، ولكن لحسن الحظ، يمكن للعلاجات المنزلية البسيطة والممارسات الواعية أن تساعد في إيقاف الفواق بشكل طبيعي، بداية من استخدام زبدة الفول السوداني، أو العسل، أو الليمون، وصولًا إلى تعديل أنماط التنفس، لذلك فإن فهم الأسباب والمحفزات يُمكنك من الوقاية من الفواق وإدارته بفعالية، مما يُحافظ على استمرارية حياتك اليومية.

يحدث الفواق عندما ينقبض الحجاب الحاجز، العضلة الواقعة أسفل الرئتين، لا إراديًا، مما يدفع الهواء إلى الحلق ويصدر صوت مميز، وتوضح دراسة نُشرت في مجلة StatPearls الفسيولوجيا المرضية للفواق، مع التركيز على تورط العصب المبهم والعصب الحجابي، اللذان يتحكمان بالحجاب الحاجز، ويمكن أن يؤدي أي اضطراب أو تهيج على طول هذا المسار العصبي إلى حدوث الفواق، وفي حين أن الفواق العرضي أمر طبيعي، إلا أنه قد يحدث نتيجة عوامل محددة.. على النحو التالى:

تناول الأطعمة الحارة والحمضية: يمكن أن تؤدي إلى تهيج المريء وتحفيز الأعصاب التي تتحكم في الحجاب الحاجز.

تناول المشروبات الغازية: يمكن أن تؤدي الغازات الزائدة إلى توسع المعدة، مما يضع ضغطًا على الحجاب الحاجز.

الإفراط في تناول الطعام: المعدة الممتلئة تضغط على الحجاب الحاجز، مما يسبب التشنجات.

تناول الطعام بسرعة أو التحدث أثناء الأكل: ابتلاع الهواء يمكن أن يؤدي إلى الفواق.

المشروبات الساخنة جدًا أو الباردة جدًا: يمكن أن تسبب تهيجًا للمريء.

مضغ اللبان بشكل متكرر: إن ابتلاع الهواء الزائد من مضغ اللبان يمكن أن يساهم في حدوث الفواق.

تسلط هذه المحفزات الضوء على أن نمط الحياة وعادات الأكل تلعب دورًا حاسمًا في منع الفواق.

يمكن لبعض الأطعمة والمشروبات أن تساعد في إيقاف الفواق عن طريق تحفيز الأعصاب أو تغيير أنماط التنفس، جرب العلاجات التالية لتخفيف سريع:

يتطلب بلع ملعقة من زبدة الفول السوداني سلسلة من حركات البلع المنسقة، مما قد يُعطل مؤقتًا منعكس الفواق، حيث يُجبرك قوامها اللزج على التركيز على البلع، مُغيرًا نمط تنفسك، ومُعطيًا الحجاب الحاجز فرصة لإعادة ضبط نفسه.

يمكن للطعم القوي والمميز لمسحوق الشوكولاتة أن يُحفز مسارات عصبية متعددة في الفم والحلق، وقد يتداخل هذا التشتيت الحسي مع إشارة الفواق المرسلة من الحجاب الحاجز إلى الدماغ، مما قد يُوقف التشنجات.

ملعقة صغيرة من السكر المحبب قد تُساعد، لأن قوامه الخشن وحلاوته القوية تُعطيان مُدخلات حسية مفاجئة، وهذا يُمكن أن يُعطل المسارات العصبية المُرتبطة بردة فعل الفواق، مُشتتًا انتباه الدماغ ومُوقفًا لانقباضات الحجاب الحاجز اللاإرادية.

العسل كثيف ولزج، ويتطلب بلعًا مدروسًا، مما يُنشط عضلات الحلق والحجاب الحاجز، كما يُحفز طعمه الحلو مستقبلات التذوق والأعصاب التي قد تتجاوز إشارة الفواق، مما يُساعد على تهدئة الحجاب الحاجز.

يُحفز طعم الليمون اللاذع والحامض النهايات العصبية الحسية في الفم والحلق، وخاصةً العصب المبهم، وهذا التحفيز المفاجئ قادر على إيقاف تشنجات الحجاب الحاجز المتكررة، مما يُوقف دورة الفواق بفعالية.

للخل طعم حامضي قوي يُنشط النهايات العصبية في تجويف الفم والمريء، ويُمكن لهذه المُدخلات الحسية القوية أن تُعيد ضبط الحجاب الحاجز عن طريق تشتيت انتباه الجهاز العصبي عن الانقباضات اللاإرادية المُسببة للفواق.

شرب الماء المثلج يُحفز العصب المبهم وأعصاب الحلق، مما يُساعد على استرخاء الحجاب الحاجز، كما يُسبب انخفاض درجة الحرارة المفاجئ تغييرًا طفيفًا في إيقاع التنفس، مُقاطعًا منعكس الفواق ومُهدئًا للتشنجات.

تعتبر هذه الأطعمة سهلة التجربة في المنزل ويمكنها في كثير من الأحيان توفير راحة فورية دون تدخل طبي.

بالإضافة إلى الأطعمة، هناك طرق عملية قد تساعد في إيقاف الفواق عن طريق تغيير تنفسك أو نشاط الحجاب الحاجز.. على النحو التالى:

الغرغرة بالماء: يمكن لعملية الغرغرة أن تقاطع رد فعل الفواق عن طريق تغيير الإشارات العصبية.

حبس أنفاسك: قد يؤدي ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدم إلى استرخاء الحجاب الحاجز.

التنفس في كيس ورقي: يشبه هذا الأمر حبس أنفاسك، فهو يرفع مستويات ثاني أكسيد الكربون، مما قد يوقف التشنجات.

شرب الماء البارد ببطء: شرب الماء البارد على دفعات صغيرة ومحكومة يمكن أن يعيد ضبط تقلصات الحجاب الحاجز.

من المهم ملاحظة أنه على الرغم من نجاح هذه التقنيات لدى الكثيرين، إلا أن فعاليتها غالبًا ما تكون غير مؤكدة، والأبحاث العلمية التي تؤكد هذه الطرق محدودة، لكنها تبقى آمنة وجديرة بالتجربة.

غالبًا ما يكون منع الفواق أكثر فعالية من علاجه بعد ظهوره.. لذلك فكّر في الاستراتيجيات التالية:

تناول الطعام ببطء وبوعي: يمنع من ابتلاع الهواء أو الإفراط في تناول الطعام.

الحد من تناول الأطعمة الحارة أو الحمضية أو الغازية: يمكن أن تؤدي هذه الأطعمة إلى تهيج الحجاب الحاجز.

حافظ على جدول وجبات متوازن: تجنب الإفراط المفاجئ في تناول الطعام أو أوقات الوجبات غير المنتظمة.

حافظ على رطوبة جسمك: يمكن أن يساعد الترطيب المناسب على تقليل تهيج المريء.

من خلال دمج هذه العادات، يمكنك تقليل احتمالية الإصابة بالفواق والحفاظ على راحة الجهاز الهضمي بشكل عام، ورغم أن معظم حالات الفواق غير ضارة ومؤقتة، لكن الحالات المستمرة أو الشديدة قد تتطلب رعاية طبية خاصة إذا استمر لأكثر من 48 ساعة، فقد يشير إلى مشكلات صحية كامنة مثل ارتجاع المريء، أو تهيج الأعصاب، أو اختلالات التمثيل الغذائي، مما يتطلب تقييمًا فوريًا.