كتبت مروة محمود الياس

في واحدة من اللحظات المؤثرة على المسرح المصري، صعد الفنان القدير ضياء المرغني إلى خشبة المسرح في مهرجان نقابة المهن التمثيلية للمسرح المصري بدورته الثامنة، وسط تصفيق حار من زملائه وتلاميذه ومحبيه. حاول الفنان أن يخفي دموعه أثناء لحظة تكريمه، تلك اللحظة المضيئة جاءت في ظل ظروف صحية صعبة مرّ بها الفنان خلال الشهور الماضية، إذ كشف في تصريحاته لـ "اليوم السابع" عن معاناته مع آلام شديدة في الظهر أثرت على حركته وجعلته يقضي معظم وقته في المنزل. وأوضح أنه خضع لعملية تسليك عصب في العمود الفقري أملاً في استعادة قدرته على الحركة، غير أن العملية لم تحقق النجاح الكامل، ما تسبب في استمرار معاناته الحركية.

فما هى طبيعة جراحة تسليك العصب بالعمود الفقرى وما هى مضاعفاتها؟!

تُعرف هذه الجراحة في المصطلحات الطبية باسم إزالة الضغط عن العمود الفقري (Spinal Decompression Surgery)، وهي إجراء جراحي دقيق يُهدف إلى تخفيف الضغط الواقع على الأعصاب الشوكية نتيجة تضيق القناة الفقرية أو انزلاق غضروفي أو نمو نتوءات عظمية تضغط على النخاع الشوكي.

وفقًا لتقرير نُشر على موقع Mayfield Clinic، فإن هذا النوع من العمليات يُعد من الجراحات الدقيقة التي تُستخدم عندما تفشل الطرق العلاجية غير الجراحية مثل العلاج الطبيعي أو الأدوية في تخفيف الألم.

ويشرح الأطباء أن تضيق القناة الشوكية يحدث غالبًا بسبب تغيرات الشيخوخة الطبيعية، كتضخم المفاصل، أو تصلب الأربطة المحيطة بالأعصاب، أو بروز الأقراص الغضروفية، ما يؤدي إلى شعور المريض بآلام حادة في الظهر والساقين، وربما تنميل وضعف في العضلات.

قرار التدخل الجراحي لا يُتخذ بسهولة، إذ يتم بعد تقييم شامل يتضمن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية، لتحديد موقع الانسداد بدقة.
يلجأ الطبيب إلى الجراحة عندما يكون الألم حادًا لدرجة يُعجز المريض عن الحركة أو المشي لمسافات قصيرة، أو حين تظهر أعراض عصبية كخدر القدم أو ضعف عضلي في الأطراف.

الجراحة هنا لا تُعالج الالتهاب أو تآكل المفاصل، لكنها ترفع الضغط عن الأعصاب، مما يسمح بتحسن ملحوظ في الوظائف العصبية وقدرة المريض على الحركة.

تختلف الطريقة حسب حالة المريض ونوع التضيق، ومن أبرز الأساليب المستخدمة:

يُزال فيها جزء من العظم الذي يغطي القناة الشوكية لخلق مساحة أكبر للأعصاب.

وهي إزالة الجزء العظمي الذي يضغط على الممر الذي تخرج منه جذور الأعصاب من العمود الفقري.

وفيه يُزال الجزء المنتفخ من الغضروف الذي يضغط على العصب.

وتُستخدم غالبًا في فقرات الرقبة، حيث يُفتح جزء من الصفيحة مثل “باب صغير” لتوسيع القناة دون إزالة العظم بالكامل.

وفي بعض الحالات، يُضيف الجراح عملية دمج للفقرات باستخدام شرائح معدنية وطُعم عظمي لتثبيت المنطقة وضمان استقرارها بعد إزالة الضغط.

قبل العملية، يخضع المريض لفحوصات دم وتخطيط قلب وصور أشعة لتقييم حالته العامة. كما يُطلب منه التوقف عن تناول الأدوية المسيلة للدم مثل الأسبرين، والامتناع عن التدخين والكحول لفترة كافية لضمان التئام جيد للجروح.

أثناء الجراحة، يُخدّر المريض كليًا، وتُجرى العملية عبر شق صغير في منتصف الظهر أو الرقبة بحسب الموقع المستهدف. تستغرق عادة بين ساعة إلى ثلاث ساعات.

بعد الجراحة، يبدأ التعافي تدريجيًا. يُنصح المريض بالمشي لمسافات قصيرة يوميًا وتجنب حمل الأوزان الثقيلة أو الانحناء المفاجئ. وفي حال إجراء دمج للفقرات، قد يُطلب منه ارتداء دعامة ظهر لبضعة أسابيع.

تشير بيانات التقرير  إلى أن ما بين 70 إلى 85% من المرضى يشعرون بتحسن كبير في الألم ووظائف الساقين بعد الجراحة. ومع ذلك، لا تُعد العملية علاجًا نهائيًا لكل الحالات، إذ قد تستمر بعض الآلام البسيطة في الظهر بسبب تغيرات العظام المزمنة.

ومن المخاطر الممكنة، وإن كانت نادرة، تلف الأعصاب، أو العدوى الجراحية، أو فشل التحام الفقرات عند من خضعوا لجراحة الدمج. التدخين والسمنة من أبرز العوامل التي تُضعف فرص الشفاء.يؤكد الأطباء أن النجاح لا يعتمد فقط على دقة العملية، بل أيضًا على التزام المريض بالعلاج الطبيعي، والحفاظ على وزن صحي، وتجنب الجلوس لفترات طويلة.