في عالم تتسارع فيه التكنولوجيا بوتيرة غير مسبوقة، تتطور الهجمات السيبرانية بنفس السرعة وربما أسرع، ومن أخطرها على الإطلاق ما يُعرف بـ"هجمات يوم الصفر – Zero-Day Attacks"، والتي تعد بمثابة قنبلة رقمية موقوتة قادرة على اختراق أكبر المؤسسات والأنظمة حول العالم دون سابق إنذار.
فما هي هذه الهجمات؟ ولماذا تعد الأخطر؟ وكيف يمكن مواجهتها؟
يقول الدكتور محمد محسن رمضان، رئيس وحدة الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني بمركز العرب للأبحاث والدراسات: "هجمة يوم الصفر هي استغلال ثغرة أمنية غير معلن عنها أو غير معروفة لدى الشركات المطورة للأنظمة أو البرامج، وبالتالي لا يوجد لها تحديث أو رقعة حماية (Patch) عند وقوع الهجوم، تسمى "يوم الصفر" لأن الوقت بين اكتشاف الثغرة واستغلالها يكون صفرا، أي دون فرصة للدفاع أو الاستجابة، بمجرد وصول الهجوم إلى النظام، تكون المؤسسة في موقف عاجز تماماً قبل أن تبدأ حتى في التحرك.
لماذا تُعد أخطر أنواع الهجمات السيبرانية؟
وأشار الدكتور محسن رمضان، إلى أنه تكمن خطورة هجمات يوم الصفر في أنها تصيب الأنظمة قبل اكتشاف الثغرة أصلاً، وتسجل عادة ضمن الجرائم السيبرانية شديدة الاحترافية وغالباً ما تقف خلفها جهات منظمة أو استخباراتية، وقد تستمر فترات طويلة دون اكتشاف، مما يسمح للمهاجمين جمع بيانات حساسة، التجسس، أو زرع برمجيات خبيثة، موضحاً أنه تاريخياً استخدمت دول هجومات يوم الصفر في الحروب السيبرانية، مثل هجوم Stuxnet الذي استهدف البرنامج النووي الإيراني عام 2010، وتم عبر استغلال ثغرات يوم صفر في أنظمة "ويندوز".
أشكال هجمات يوم الصفر الشائعة
وتابع الدكتور محسن رمضان: "تأتي هجمات يوم الصفر في عدة صور، أبرزها استغلال ثغرات التطبيقات والبرامج مثل أنظمة التشغيل، متصفحات الإنترنت، وتطبيقات البريد الإلكتروني، وهجمات الهندسة الاجتماعية لزرع ثغرة خفية، أو عبر خداع المستخدم لفتح ملف أو رابط يؤدي لتمكين المهاجم من الدخول للنظام، أو من خلال هجمات متقدمة على الشبكات والبنى التحتية تستهدف أنظمة التحكم الصناعي (ICS)، مراكز البيانات، وخوادم المؤسسات الكبرى، أو باستغلال ثغرات في الأجهزة الذكية وإنترنت الأشياء (IoT) مثل الكاميرات، أجهزة الروتر، والساعات الذكية.
مخاطر هجمات يوم الصفر على الأفراد والمؤسسات
من ناحيته، يقول اللواء أبو بكر عبدالكريم مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الإعلام والعلاقات الأسبق،: "إن هجمات يوم الصفر ليست مجرد خطر تقني، بل أصبحت سلاحاً في الحروب الحديثة ومصدر تهديد للأمن القومي للدول، ولذلك أصبح من الضروري للمؤسسات الحكومية والخاصة الاستثمار في الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي التحليلي لكشف الثغرات قبل وقوعها، حيث إن الوقاية في هذا العصر ليست خياراً، بل حماية وجودية رقمية.
وأشار عبدالكريم، إلى أن صور ومخاطر هذه الهجمات على الأفراد والمؤسسات تتمثل في اختراق الأنظمة الحساسة وسرقة البيانات، وزرع برمجيات تجسس ورصد أنشطة المستخدمين، والتحكم في الأجهزة عن بعد وتنفيذ أوامر بدون علم الضحية، وتعطيل الخدمات أو تدمير البنية التحتية الرقمية، وخسائر مالية فادحة وضرر بسمعة المؤسسات، لافتاً إلى أنه وفق تقارير شركات أمن سيبراني عالمية، فإن تكلفة استغلال ثغرة يوم الصفر في السوق السوداء قد تتجاوز مليون دولار للواحدة، لما تملكه من قيمة في عالم الجريمة الإلكترونية.
كيف نحمي أنفسنا من هجمات يوم الصفر؟
وأوضح مساعد وزير الداخلية الأسبق، أنه رغم صعوبة التصدي لها بالكامل، إلا أن اتباع مجموعة من الإجراءات يقلل بشكل كبير من المخاطر، منها تحديث الأنظمة والتطبيقات باستمرار، وكل تحديث غالباً يحتوي على ترقيع لثغرات جديدة، واستخدام حلول كشف السلوك غير الطبيعي (Behavioral Security) مثل أنظمة الـ EDR – XDR التي تراقب سلوك النظام وتكشف الاختراق حتى لو لم يكن معروفاً، وتنفيذ اختبارات اختراق دورية (Penetration Testing) لاكتشاف الثغرات قبل أن يستغلها المهاجمون، واعتماد سياسة أمن سيبراني داخل المؤسسات، وتدريب الموظفين على الوعي الأمني والوقاية من الهندسة الاجتماعية، بالإضافة إلى استخدام نظم النسخ الاحتياطي المشفر لاستعادة البيانات في حالة الاختراق.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الحكاية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الحكاية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
