بورسعيد -محمد عزام

السبت، 03 أغسطس 2024 06:00 م

امتلأت شوارعها وطرقاتها ومبانيها التراثية بذكريات وحكايات ليس لأهلها فقط ولكن لكل من زارها وسكنها وعاش بها فترة من الزمن ، فمنذ نشأتها لم تكن بورسعيد ابدا بالمدينة العادية، بل هي فريدة من نوعها  ، مبانيها  لها قصص وحكايات وعشق من نوع خاص .

ولطالما داعبت الذكريات الكثير من الأجانب والمصريين الذين وقفوا على هذا الباب التاريخي باب كنيسة "سانت أوجيني"  ليلتقطوا الصور التذكارية بعد إتمام مراسم الزواج.

وتعتبر كنيسة سانت أوجيني إحدى المباني التراثية ذات الطراز المعماري الفريد والشاهدة علي العصر .

موقعها :

تقع كنيسة سانت أوجيني في ميدان المنشية بحي الشرق أو الحي الأفرنجي كما سمي قديما أحد أرقى وأقدم أحياء محافظة بورسعيد.

نشأتها التاريخية:

تعود النشأة التاريخية لكنيسة سانت اوجيني ببورسعيد إلي  27 مارس 1867م  ، لعد تنازلت إدارة شركة قناة السويس للآباء الفرنسيسكان عن قطعة أرض لبناء كنيسة للكاثوليك ببورسعيد، وتم بناء الكنيسة من الخشب باسم القديسة "أوجيني"

وفي 19 مارس 1890م أعيد بناء الكنيسة الحالية من الحجر، وقام بوضع تصميمات الكنيسة والإشراف علي التنفيذ المهندس الايطالي ادوار سيبيك.

تصميمها المعماري:

شيدت كنيسة "سانت اوجيني" علي الطراز الأوروبي الذي يجمع بين عناصر الطراز الكلاسيكي الجديد وطراز عصر النهضة المستحدث، كما صممت علي الطراز البازيلكي ، أقدم الطرز المعمارية في تخطيط الكنيسة ويعتقد أنه نمط معماري مقتبس من ” البازيليكا الرومانية ” المعابد الرومانية.

تتميز واجهاتها بالضخامة والارتفاع وهى مبنية من الحجر والآجر بينما نفذت أرضيات أروقتها الثلاثة من الرخام ‪.‬

‬كما تتميز تلك الكنيسة بعناصرها الزخرفية المتأثرة إلى حد كبير بالطراز الكلاسيكي المستحدث وطراز عصر النهضة الجديد ويتكون برج الكنيسة من قاعدة مربعة بارتفاع 11 م تبدأ من سطح الأرض وحتى نهاية سطح الكنيسة عليها طابق ثان يحمل شرفة مستطيلة بالإضافة إلى طابق ثالث تعلوه قمة مخروطية تنتهي بصليب لاتيني.

محتويات الكنيسة:

يقع حنية الكنيسة ( الهيكل )  فى الاتجاه الجنوبي وليس فى اتجاه الشرق كما فى جميع كنائس الأرثوذكس ، وربما يعود ذلك لعدم تقيد الكاثوليك باتجاه الشرق فى كنائسهم.

و تحتوى الكنيسة على اكبر آلة موسيقية ( الأورج) فى ذاك التوقيت 1935 حيث اخترعها راهب أمريكي الجنسية لتعزف الترانيم فى أوقات محدده خلال اليوم.

ذكرت بعض المصادر أن الكنيسة تعود للرعاية المالطيين الذين كانوا يعيشون فى بورسعيد مع افتتاح القناة و تم بنائها على نفقتهم الخاصة.

يقع على الجانب الأيمن من الكنيسة، مبنى الازيل كوفرية ( Asile couvreux ) دار الرعاية الاجتماعية للأيتام والفقراء التابع لراهبات الراعي الصالح ( bon Pasteur ).

الكنيسة تعتبر من أقدم و أجمل كنائس المدينة و مازالت قائمة حتى اليوم شاهده على عصور مرت على مدينتنا الجميلة بورسعيد مدينة العالم أو المدينة العالمية كما كان يطلق عليها قديما (Cosmopolitan ).