الارشيف / عقارات / متر مربع

جلال أمين مندهشا : لماذا لا تتغير أسئلة امتحانات الإقتصاد لسنوات طويلة

جلال أمين مندهشا : لماذا لا تتغير أسئلة امتحانات الإقتصاد لسنوات طويلة

حسن عامر

أمس شاهدت باستمتاع عميق حوار أستاذي الدكتور أحمد جلال المالية الأسبق مع الإعلامي حمدي رزق ..
وقدم الدكتور جلال رؤيته لأوجاع الإقتصاد المصري ووصيته الدائمة : علي الدولة أن تخرج من السوق في المجمل .
وبعد مناهدة من جانب حمدي رزق ، قال أحمد جلال تخرج من القطاعات التي لا تجيدها ، والتي لا تتمتع فيها بميزة نسبية ..

يذكرني هذا بتعليق يطرحة باستمرار المهندس نجيب ساويرس : الدولة مش سايبه لنا حاجة نشتغل فيها ..

لا أقول إن القطاع الخاص لا يتميز بالشطارة إلا في أصطياد الجميلات ..

ولكن أقول : القطاع الخاص يستغرق كل حياتنا من أول ساندوتش الفول والطعمية ، الي الكبابجي ، الي المحامي والطبيب والمدرس والمهندس والصيدلي والمقاول .. الي سائق التاكس ، الي التوكتوك ، الي سمسار العمارات ، الي المدارس الخاصة والعيادات الخاصة ، الي توكيلات الصيانة ..
كل هؤلاء يشكلون ٧٥٪ من أقتصاد الدولة المرئي وغير المرئي .

وعندما نرتقي درجة أو أثنتين ، نجد وكيل السيارات قطاع خاص ، صاحب شركة التطوير العقاري التي تقيم الكومباوندات شاليهات السواحل ، ومنظم الرحلات السريعة .. وأصحاب الأندية ، وصناع التجميل وصالات الجيم ، والمولات والسلاسل التجارية .. كلهم قطاع خاص . وكلهم ذبحونا بسكينه باردة ..

مرات متعددة كتبت : يانجيب بك عيب ، ده أنت واخد ربع المشروعات التي طرحتها الدولة للقطاع الخاص .. الدولة سايبه لك كتير قوي ..

بهذه الصور السريعة أقول : القطاع الخاص في ، واخد حقة اكتر من اللازم ..
ربما تكون هذه الخريطة التفصيلية غير واضحة أمام الدكتور أحمد جلال .. ربما ..

وربما يكون الدكتور أحمد جلال مازال أسيرا لثقافته الممتدة داخل البنك الدولي ومؤسساته .. وهي ثقافة تتحدث عن القطاع الخاص باعتباره فرض مقدس وسنة مؤكده ..

وواقع الحال علي إمتداد العالم : لا هو فرض مقدس ولا هو سنة مؤكده ، بل هو مكونات إجتماعية تنشأ حسب حاجة المجتمع ..
مين كل يصدق حتي تسعينات القرن الماضي أن يظهر لدينا مؤسسات المطور العقاري الذي يبني الكاومبدنات وشاليهات السواحل ، وأن يرتقي هؤلاء سلم المجد والثروة في المجتمع . مين كان يتصور أن ينشأ لدينا أصحاب المولات التجارية ، والسلاسل التجارية ، وأبنية العيادات الطبية .
القطاع الخاص يتوالد كما الأرانب ويعيش كالأفيال .
وبعدين نري من يتحدث بصعبانية عميقة : مافيش قطاع خاص في مصر ..

كلمة أخيره أقولها للمحاور المثقف حمدي رزق : لا تصدق أي روشته تتحدث عن إصلاح الإقتصاد المصري ، أو أي أقتصاد في العالم ..
كل أقتصاد له توليفه خاصة . بلد لديها ثروة مالية أو معدنية ، سوف تختلف بالضرورة عن بلد غني بالمياة والأراضي الزراعية ، سوف تختلف بالضرورة عن بلد معزولة عن البحار ، سوف تختلف عن بلد خلفة الله جميلا والله يحب الجمال ، فيأتيه الناس من كل فج عميق ..

ويصدق علي هذه النتيجة أستاذنا الراحل العظيم جلال أمين بحكاية سجلها في كتابه : كشف الأقنعة عن نظريات التنمية الاقتصادية .
تقول الحكاية : إنه كان يعمل في مدرسة لندن للاقتصاد خلال فترة من حياته . ولاحظ أن أمتحان الكيمياء في كل عام يحاط بسرية عظيمه . وتتغير أسئلته عاما بعد عام .. بينما لا تتغير أسئلة الإقتصاد سنة بعد أخري . نفس الأسئلة الي حد أن الطلبه يحفظونها عن ظهر قلب ..

لدهشته الشديدة ، توجه الي أستاذ كرسي الإقتصاد في الكلية : لماذا لا تتغير أسئلة امتحانات الإقتصاد عاما بعد عام ، كما تتغير أسئلة الكيمياء .
أجابه الرجل ببساطة ، لأن الإقتصاد يتغير من عام لآخر ، وعلي الطالب أن يجيب علي أسئلة العام الماضي ، من منظور التغيرات الجارية يوما بعد يوم ..

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا