حمدي رزق :
د. محمود محيي الدين «زامر الحي لا يطرب»!!
بناتُ الأفكار تعنى الخواطر، وهَذَا مِنْ بناتِ أفْكَارِهِ، تترجم مِنْ تَصَوُّرِهِ الخَاصِّ، مِنْ إنْتَاجِهِ، الأفكار (السبع) التى ساقها رجل الأعمال «صلاح دياب» فى حوار الأسئلة
(السبعة) المنشور فى «المصرى اليوم» وأجراه الصديق «مصباح قطب» نتوقف هُنَيهة عند الفكرة السابعة تحديدًا، تمس عصبًا عاريًا.
الفكرة معنونة «الكوادر المهاجرة»، وفيها يقول دياب: «الدكتور يوسف بطرس غالى الذى قاد انقلابًا إيجابيًا فى موارد الدولة، وأصبح مستشارًا لعدة دول فى الشرق والغرب، واختير مؤخرًا ضمن التشكيل الجديد للمجلس التخصصى للتنمية الاقتصادية، ومحمد لطفى منصور، صنع إمبراطورية عالمية، وكرمته بريطانيا بلقب «سير». عناصر ثبتت كفاءتها عالميًا. المهندس «رشيد محمد رشيد» انطلق من قطر وصنع معجزة فى عالم الأزياء والموضة، و«محمود محيى الدين»، وجدوه صالحًا لعدة مناصب دولية وعالمية. ألم يكن من الأولى أن تقيم تلك القدرات فى بلادنا.. وأن تعمل تلك العقول فى وطنها؟
نقف عند الدكتور «محمود محيى الدين»، وموقعه الدولى الجديد، كمبعوث للأمين العام للأمم المتحدة لتمويل أجندة ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة، وموقعه السابق مدير تنفيذى وعضو لمجلس إدارة صندوق النقد الدولى، ممثلًا لمجموعة الدول العربية والمالديف، على مدار دورتين متتاليتين منذ عام ٢٠٢٠ حتى عام ٢٠٢٤، صار رقما عالميا بارزا فى الاقتصاديات الدولية، يشار إليه بالبنان.
ألم يأن الأوان لاستفادة مصر من خبرة اقتصادية، بحجم ووزن الدكتور محمود محيى الدين، مصر أولى بخبراتها الدولية، وهم فى خدمة الوطن، والعلم، والنشيد.
الدكتور محيى الدين يؤدى مخلصًا رسالته الدولية، مستوجب دعوته لتأدية رسالته الوطنية، «زامر الحى لا يطرب» للأسف فكرة مهيمنة ومسيطرة على العقل الجمعى، أخشى تنسحب على محيى الدين وهذا محزن، كيف يحرم الوطن من خبرة عميقة معترف بها عالميًا.
طوال الوقت الدكتور محيى الدين مشارك فى هم وطنه، ويستشار، ويؤدى المطلوب بزيادة والواجب بأريحية، ولم يتخلف عن موعد، ولم يبخل بفكره، يعيش وطنه ويعيش فيه رغم بعد المسافات.
البصيرة السياسية التى أبصرت الدكتور «يوسف بطرس غالى»، وضمته للفريق الاقتصادى بحكمة بالغة، وتقديم مصلحة الوطن على ما سواها من عكوسات سياسية، يقينا لا تعدو عينيها عن الدكتور محيى الدين، وظنى أنه مطلوب بشدة وطنيا، وضمه للفريق الاقتصادى مسألة وقت، مصر لا تهمل جواهر التاج، تتزين بها، وتضعها فى مكانها الصحيح. حرام إهمال مثل هذه الكفاءات والخبرات النادرة، وتركها لحالها، يستفيد منها العالم شرقه وغربه ودول الجوار، ونحن فى أمس الحاجة إلى مثل هذه كفاءات نادرة، مشهود لها عالميًا.
الثارات السياسية لا تبنى أوطانا، والحسابات المؤجلة ليس لها محل من الإعراب السياسى، الوطن يستحق مصالحة نفسية قبل أن تكون سياسية.
لا نملك رفاهية الحسابات الماضوية، نتحضر للمستقبل، ليس هناك ما يمنع من الاستفادة القصوى من كفاءات الوطن، والقيادة السياسية لا تحكم فى اختياراتها مثل هذه الحسابات الضيقة، وسبق وأن استفادت من خبرة الدكتور «على مصيلحى» فى وزارة التموين، دون الالتفات للحساب السياسى كونه ينتمى لعصر مبارك.. المصلحة العليا تحكم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.