عقارات / متر مربع

حمدي رزق : ابتسامة «جورجيفا» الغامضة!

حمدي رزق :

ابتسامة «جورجيفا» الغامضة!

 

كريستينا جورجيفا مواليد ١٣ أغسطس ١٩٥٣ فى «صوفيا»، سياسية بلغارية، المدير العام لصندوق النقد الدولى منذ ١ أكتوبر ٢٠١٩، أول مديرة للصندوق من الاقتصادات الناشئة.

 

قبلها شغلت «جورجيفا» منصب الرئيس التنفيذى للبنك الدولى من ١ فبراير ٢٠١٩ حتى ٨ إبريل من نفس العام، كما كانت المفوضة الأوروبية لشؤون الميزانية والموارد البشرية حتى ٢٠١٧.

تُلقب بـ«السيدة القوية»، فعليًّا أقوى امرأة فى العالم، تحمل فى حقيبة يدها الأنيقة مفاتيح الصندوق، صندوق النقد الدولى، والصندوق يحكم ويتحكم فى اقتصاديات عدة حول العالم، ناشئة ونامية شرط أن تكون طموحًا واعدة، وفى الحالة المصرية الصندوق رقم صعب، المراجع الدولى لأداء الاقتصاد الوطنى.

لا وجه للمقارنة بين ابتسامة «جورجيفا» الساحرة، وابتسامة «الموناليزا» الغامضة. ابتسامة «جورجيفا» التى لم تفارقها خلال زيارتها إلى القاهرة على رأس بعثة خبراء الصندوق لا تشبه ابتسامة الموناليزا الغامضة المحيرة. «ابتسامة جورجيفا» صريحة، تترجم تفاؤلًا.

ما يصدر عن «جورجيفا»، ولو «غمزة عين»، يترجم فورًا لدى المنصات الاقتصادية العالمية. فى القاهرة كانت الابتسامة حاضرة. «جورجيفا» لم تكتفِ بالابتسامة. متّنتها برسالة متفائلة إلى الشعب المصرى عبر صحيفة «الأهرام»، تعبر فيها عن تفاؤلها بمستقبل وإيمانها بقدرة المصريين على بناء مستقبل مزدهر.

رسالة «جورجيفا» نصًّا: «الفرصة أمامكم، فمصر تمتلك تاريخًا عريقًا وحضارة عظيمة، ويمتلك شعبها اليوم جميع المقومات لتحقيق مستقبل واعد، وشباب مصر النشيط وسكانها المتزايدون يشكلون أساس هذا الأمل، وصندوق النقد الدولى سيواصل لتحقيق هذا الطموح».

لا تترجم رسالة «جورجيفا» طمأنة مستدامة، ولا تعنى وقتًا مستقطعًا من جدول توقيتات برنامج الصندوق ومراحله، ولا سماح من بعض شروطه واشتراطاته الصارمة. مراجعة الصندوق فى الأخير لا تترجم تراجعًا، فحسب استجابة من الصندوق لطلب المراجعة، الذى تُحتِّمه ظروف خارجة عن الإرادة المصرية بفعل الصراعات الإقليمية ومردودها السالب على مقدرات الاقتصاد الوطنى.

 

رسالة جورجيفا، سمعنا منكم، ولم نكتفِ بالسماع عنكم، وسمعنا وفهمنا شواغلكم، ونُقدر جهدكم، وحرصكم على الوفاء بالالتزامات تجاه شعبكم.. والوفاء ببرنامج الصندوق، والموازنة بين النقيضين فى آن، واليوم الكرة فى ملعبكم، والفرصة بين أيديكم، والبرنامج مسؤوليتكم، والصندوق داعم وليس ضاغطًا، ونتفهم ونُثمِّن مراجعاتكم، مع توقعات متفائلة بمضاعفة النمو من ٢.٤ فى عام مضى إلى ٤.٢ فى العام المقبل ٢٠٢٥.

رسالة جورجيفا تحمل رد الصندوق على طلب المراجعة الذى أعلنه الرئيس «عبدالفتاح السيسى» علانية، ما أربك حسابات الصندوق، وأعاد النظر فى مراجعاته الدورية. ربما استدعى حضور «جورجيفا» بنفسها وثقلها. عندما تصدر الرسالة من القيادة السياسية مستوجب تلبيتها على قدر المكانة. استدعاء سياسى على عَجَل فى شأن اقتصادى .

مصر رقم مهم فى حسابات الصندوق، وكما أن مصر لا تملك رفاهية خسارة دعم الصندوق، لا يملك الصندوق رفاهية خسارة برنامجه الطموح فى مصر. نجاح البرنامج المصرى شهادة ذهبية للصندوق. المصلحة متبادلة، ومصلحة مصر أشد إلحاحًا.. والقاعدة مراجعة لا تراجعًا.. فقط تحسين الشروط، وفسحة من الوقت، وابتسامة من «جورجيفا» تُرطِّب أجواء المراجعات الحارة.

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا