كوميديا بايدن في مسرحية حافة الهاوية
حسن عامر
من يقرأ تاريخ الصراع بين الروس والأمريكان ، لن يتغافل أبدا عن حقبة حافة الهاوية . وهي سياسة مارستها الولايات المتحدة علي إمتداد الستينيات ، وتقضي بتصعيد المواقف مع الروس الي حد الاختيار صفر . أي الحرب ولا شئ بدلا منه .
أصعب أزمة مارست فيها أمريكا حافة الهاوية ، عندما أقدم السوفييت علي نقل مئات الصواريخ الموجهة ، الي كوبا ، وتوجيهها الي مدن الساحل الشرقي ..
يومها أدرك الرئيس كيندي إنه لا مفر من وضع الروس أمام الخيار صفر . إما أن تسحبوا صواريخكم خلال ٣ أيام أو الحرب ..
إنتهت الأزمة كما هو معروف بسحب الصواريخ ..
عمنا الجميل جو بايدن يتصور نفسه كيندي . ويتصور أنه يستطيع إنها الحرب في أوكرانيا ، بنفس مسرحية حافة الهاوية .
بدأت المسرحية بتسريب خبر يقول : أن بايدن سمح للرئيس الأوكراني بإستخدام الصواريخ الأمريكية بعيدة المدي ( أتاكمز ) بضرب العمق الروسي ..
ورد الكرملين بتصريحات مفادها : لو حدث هذا فسوف نسوي أوكرانيا بالأرض ، ونضرب المواقع التي جاءت منها الصواريخ …
ولم يصدر رد فعل من أمريكا حول التهديد المرعب ..
وإنتظر الناس . كل الناس ، رد فعل عمنا جو بايدن ، خاصة وأن هناك مناسبة عالمية سوف يتحدث أمامها خلال ساعات الإثنين ..
المناسبة هي إجتماع مجموعة العشرين الأخير الذي يشارك فيه بايدن كرئيس لأمريكا ، وهو مناسبة يمكن أن يسجل أمامها موقف الرجل الشجاع ، الذي لا يهمه إجماع دولي ، أو رعب دولي ، أو تهديد روسي ..
وقف الرجل وتحدث عن ضرورة إنهاء الحرب في غزة ، وتجاهل تماما المسألة الأوكرانية ..
هكذا أسدل الستار عن الفصل الأول والأخير من مسرحية حافة الهاوية بطولة جو بايدن .
ورافق ذلك تصريح المستشار الألماني شولتس : إن بلادة مازالت تتمسك بموقف عدم ضرب الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدي .. تصريحات رؤساء بريطانيا وفرنسا علي متفرج ..
لماذا المسرحية :
موافقة أمريكية حمالة أوجه، فلماذا الآن وقبل تسلم ترمب، وكيف لهذا القرار أن يؤثر بمسار الحرب وهل سيدفعها نحو الانفجار أكثر؟
أثارت المشاركة الكورية الشمالية في الحرب الروسية انفعال الناتو والغرب عموما وأوكرانيا على وجه الخصوص، ودفع هذا وفق محللين أمريكا لاتخاذ خطوتها بالسماح لأوكرانيا باستخدام هذا النوع من صواريخ أتكامز وغيرها من نوع “بعيدة المدى”، بهدف إرسال رسالة لكوريا الشمالية بأن قواتها في خطر، حيث يرجح خبراء بأن تُستخدم هذه الأسلحة في البداية في منطقة كورسك غرب روسيا، المكان الذي تحشد أوكرانيا فيه 50 ألف مقاتل لاستعادة الأراضي التي فقدت السيطرة عليها.
موقف يعكس تغيرا في السياسية الأمريكية التي دأبت على ممانعة تخطي هذا البند، وظلت رافضة للمطلب الأوكراني لمدة ليست بالقصيرة، خوفًا من تصعيد روسي قد يشعل شرارة حرب أوسع، إذا ما ضُرب العمق الروسي حقًا، وهو ما أكدته أصوات روسية عدة منها كلام أندريه كليشاس العضو البارز في مجلس الاتحاد، الغرفة العليا للبرلمان الروسي، الذي قال إن الغرب ماضٍ في مستوى من التصعيد قد ينتهي بتدمير الدولة الأوكرانية بالكامل بحلول الصباح فقط.
على الجانب الآخر يرى بعض المحللين بأن قرارا كهذا لن يغير الكثير في خريطة الصراع، خاصة إذا ما استُخدمت الصواريخ فقط في كورسك، التي يطأها كوريون سيقاتلون فيها، ما يعطي مبررا أكبر لهذا القرار الأمريكي، أما عن توقيت القرار فيفسره خبراء أمريكيون وفق نيويورك تايمز بأنه جاء تطبيقا لسياسية بايدن التي تهاب رد الفعل الروسي، فتعاملت مع الموقف على أساس النهج التدريجي في تسليح الأوكرانيين.
وفي وقت يعتبر فيه هذا القرار حساسا بماهيته وتوقيته، فإن أي خطأ أوكراني باستهداف مناطق حساسة في العمق الروسي وبعيدا عن مناطق الصراع، قد يخلف آثارا كارثية ورد فعل روسيا عنيفا، لا سيما إذا ما سمحت بريطانيا وفرنسا باستخدام صواريخ ستورم شادو أيضا، حيث لم تعلق الدولتان حتى الآن على قرار بايدن.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.