عودة “الإخوان المسلمين”
مقال يكتبه: شارل فؤاد المصري
لا تفزع، عزيزي القارئ، من العنوان سواء كنت “معارضًا” أو “مؤيدًا”. دعني أناقش معك وأحاول أن أجيب لك عن بعض التساؤلات التي جالت بخاطرك وخرجت في مجالسك بصوت عالٍ ولم تجد عليها ربما إجابة شافية، أو حتى وجدت هذه الإجابة ولم تقتنع بها لأنها ضد قناعتك وتأثرت بالسوشيال ميديا التي تعج بالمعلومات المغلوطة.
بداية، بعد هذه المقدمة التمهيدية وبعد أن هدأت ماكينة السوشيال ميديا الجبارة عقب رفع عدد لا بأس به من أفراد “الجماعة” الموضوعين على قوائم كيانات الإرهاب من قبل الدولة المصرية.
بالتأكيد من حق الشعب المصري أن يفزع لأن ما عاناه بعد أحداث 25 يناير من إرهاب هذه “الجماعة” يجعله يتحسس كل أدواته للمواجهة. والفيديوهات دليل حي حتى الآن يمكنك العودة ومشاهدتها.
ولكن ما يجب الوثوق به هو أن في الدولة المصرية رجال لن يسمحوا بعودة الإرهاب والإرعاب الذي حدث لكل فئات الشعب المصري.
أما لماذا رفعت الدولة هذه الأسماء من قوائم الكيانات الإرهابية؟ وهل سيعودون لممارسة نشاطهم بشكل طبيعي؟ وهل نرى في الأيام المقبلة “إرهابًا” محتملاً على الأرض كترجمة صريحة للأفكار التي يعتنقونها أو تمويلاً حتى لمن يقومون بتنفيذ مثل تلك الحوادث؟
بالتأكيد الدولة عندما فكرت في ذلك، وهو تصور تحليلي ليس إلا، وضعت في حسبانها بالتأكيد منذ فترة طويلة ذلك الأمر لأن مسألة الرفع من قوائم الإرهاب تأخذ وقتًا طويلاً وبحثًا صعبًا وأخذ و رد بين مختلف جهات الدولة، وليس بين ليلة وضحاها يتم مثل هذا الأمر.. ومثل هذا الأمر تم من وجهة نظري لعدة أسباب أهمها:
أولاً: فوز ترامب لولاية جديدة كرئيس للولايات المتحدة في ظل قلق عالمي من فوزه، وعن ماذا سيفعل في فترته الرئاسية خاصة أنه التقى عددًا من قيادات الجماعة “الإرهابية” وهذا اللفظ حسب تصنيف عدة دول وحسب أحكام المحاكم المصرية في ظل أخبار متناثرة هنا وهناك وغير معروف للإعلام ماذا دار بينهم. ولكن دعني أجزم لك، عزيزي القارئ، أن ترامب سبق له محاولة تصنيف الجماعة كتنظيم “إرهابي” ولكن اصطدم هذا القرار بالدولة العميقة في أمريكا التي تساندهم وربما يغير رأيه هكذا هي السياسة.
ثانيًا: الهجوم العنيف على الدولة المصرية من منظمة “العفو الدولية” على سجل حقوق الإنسان في مصر والذي يستخدم كورقة ضغط دولية.. وأرى أن الدولة المصرية في خطوة استباقية أجهضت ولو جزءًا من هذه المحاولات برفع أسماء هؤلاء من قوائم الإرهاب، ولكن هذا الأمر أزعج قطاعات عريضة من الشعب المصري وإن لم يكن الشعب المصري بجميع أطيافه ربما بسبب ما الذكري السيئة في هذه الفترة.
وأيضًا لتحسين هذه الصورة تم وضع قانون للاجئين من أهم بنوده أن “لهم كل الحقوق مثلهم مثل عموم المصريين” رغم ما يشكله من ضغط على موارد الدولة وبنيتها الاجتماعية التي بالتأكيد ستتأثر بشكل أكبر بعد عدة سنوات من معيشتهم في مصر في إطار الاستعدادات للرد على التقرير الذي سيتم مناقشته في يناير 2025 في منظمة العفو وأيضًا في ظل الهجوم الكاسح على مجلس حقوق الإنسان المصري.
نعود مرة أخرى للإجابة على السؤال: ما هي مخاطر رفع أسماء هذا العدد الكبير وغير الهين من هذه الأسماء من قوائم الكيانات الارهابية؟
بداية، تحسين سجل مصر الحقوقي بشكل عام على المستوى الدولي والإقليمي. أما على المستوى الداخلي، فرفع اسم شخص أو كيان من قوائم الإرهاب ليس معناه أنه حصل على البراءة أو أن الدولة تسعى إلى “المصالحة” مع الكيان الإرهابي الذي ينتمي إليه.
ولكن معناه أن الدولة رأت أن هذا الشخص توقف عن أي نشاط إرهابي سواء كان هذا النشاط دعمًا ماديًا أو معنويًا أو تنظيميًا.
وأيضًا أن من صدرت ضدهم أحكام نهائية من المحاكم المصرية وينفذون هذه الأحكام سيستمرون في تنفيذها ولن تنقضي مددهم إلا بانتهائها ولن يحصلوا بموجب الرفع من قوائم الإرهاب على عفو أو تقليص لمدد هذه الأحكام أو الإفراج سواء كان عاديًا أو شرطيًا “مشروطًا”.
فمن تخضبت أيديهم بدماء المصريين من الشعب والجيش والشرطة لا يمكن مسامحتهم بأي شكل من الأشكال، وإلا فإننا نشجع على مثل هذه الأفعال. الشعب المصري شعب ذكي لا يفرط في أمنه وأمانه بأي شكل من الأشكال.
ولمن لا يعلم ماهية منظمة العفو الدولية: هي منظمة غير حكومية تعمل على حماية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم وتأسست في عام 1961، وتقوم بمراقبة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وتنشر التوعية حول هذه الانتهاكات، وتدعو الحكومات والمجتمعات إلى اتخاذ إجراءات لحماية هذه الحقوق. ومن المعروف أن مصر انضمت لهذه المنظمة التي تتمتع بقوة كبيرة في الأمم المتحدة في ستينيات القرن الماضي.
ملحوظة: من ضمن المآخذ التي تأخذها منظمة العفو الدولية على مصر هي عدم منح الشواذ حريتهم، وسأنقل لكم حرفيًا نص ما كتبته في تقريرها: “واستمرت السلطات في مضايقة ومقاضاة أفراد بسبب ميولهم الجنسية الفعلية أو المفترضة وهوية النوع الاجتماعي الخاصة بهم”. وهو ما أطلقت عليه المنظمة مجتمع “الميم” ولم تراع في اعتبارها أن المجتمع المصري والقانون والدستور والأديان في مصر يرفضون مثل هذه الأمور.
وفي النهاية يجب أن تعلم، عزيزي القارئ، أن هناك من يترصد مصر، البلد المتماسك شعبًا وأرضًا. وأيضًا أن جماعة الإخوان فكرة، والفكرة لا تموت.
المختصر المفيد مرة أخرى: الفكرة لا تموت.
عضو الهيئة الوطنية للصحافة سابقًا
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.