الرئيس الأوكراني يحاول “إغراء” ترمب بما تملكه كييف من قدرات اقتصادية وثروات طبيعية
سامي عمارة
كاتب وصحافي
ملخص
أعربت كييف عن تخوفها من أن يكون بوتين وترمب قد توصلا في ما بينهما إلى اتفاق يقضي باستبعاد زيلينسكي عن المفاوضات المرتقبة.
كشفت صحيفة “بوليتيكو” عن أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب يجتمعان حول فكرة مفادها ضرورة التخلص من الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيسين قد خلصا إلى اتفاق “غير معلن” حول ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية الأوكرانية قبل نهاية العام الحالي. وكان الجنرال المتقاعد كيث كيلوغ المبعوث الشخصي للرئيس ترمب في أوكرانيا سبق وكشف مطلع فبراير (شباط) الجاري عن أن الولايات المتحدة تريد إجراء الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا قبل نهاية العام الحالي، خصوصاً إذا توصل إلى وقف لإطلاق النار مع روسيا. وقال كيلوغ “تجري غالب الدول الديمقراطية انتخابات أثناء أوقات الحرب. أعتقد أن هذا مهم جداً”. وأضاف، “هذا هو جمال الديمقراطية القوية: أن يكون لديك أكثر من مرشح محتمل”، وهو ما يبدو مناسباً لروسيا في كثير من جوانبه.
بوتين يرفض الجلوس مع زيلينسكي
وكان بوتين سبق وكشف غير مرة عن عدم اعترافه “بشرعية بقاء زيلينسكي في منصبه رئيساً لأوكرانيا بعدما انتهت ولايته الرئاسية في مايو (أيار) من العام الماضي”. وقال في حديثه لبرنامج “موسكو. الكرملين. بوتين” شبه الرسمي الذي يذاع على القنوات الرسمية التلفزيونية كافة، إنه لا يعد “زيلينسكي رئيساً شرعياً لأوكرانيا”.
كما أن زيلينسكي كان أصدر مرسوماً عام 2022 بعد عودة الوفد الأوكراني الذي شارك في المفاوضات الروسية – الأوكرانية بإسطنبول تحت رعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مارس (آذار) عام 2022، يقضي بحظر أية اتصالات أو محادثات مع الجانب الروسي.
وقال بوتين، إن هذا المرسوم لا يزال ساري المفعول، في المقابل يؤكد متخصصون في القانون أن زيلينسكي ونظراً إلى افتقاده الشرعية بعد انتهاء ولايته الرئاسية في مايو 2024، لم يعد يملك حق التوقيع على أي اتفاق يمكن أن يتم التوصل إليه في المحادثات المرتقبة التي كثيراً ما تحدث عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
ومضى بوتين ليضيف أن “زيلينسكي يمكن أن يشارك في المحادثات المرتقبة وأن يكلف الأفراد المشاركين بها، لكنه لم يعد يملك حق التوقيع على أي اتفاق”، وعزا الرئيس الروسي ذلك إلى مقتضيات الدستور الأوكراني الذي يعطي حق التوقيع على الاتفاقات إلى رئيس مجلس الرادا (البرلمان) في غياب الرئيس بسبب عدم إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها القانوني.
محادثات غير رسمية
وحول المحادثات المرتقبة وموقع زيلينسكي منها، كتبت “بوليتيكو” ما مفاده أن روسيا والولايات المتحدة لم يجريا أية اتصالات رسمية في شأن القضية الأوكرانية. وقالت الصحيفة، إن كييف أعربت عن مخاوفها من أن يكون بوتين وترمب قد توصلا في ما بينهما إلى اتفاق يقضي باستبعاد زيلينسكي عن المفاوضات المرتقبة.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن شخصيات أوكرانية لم تكشف عنها، أنه لم تكن هناك اتصالات رسمية بين روسيا والولايات المتحدة في شأن أوكرانيا، لكن كييف تخشى أن يكون ترمب وبوتين قد اتفقا بالفعل على استبعاد زيلينسكي، حتى الآن من المفاوضات المرتقبة. وكتبت صحيفة “بوليتيكو” عن هذا الأمر نقلاً عن مسؤولين أوكرانيين، فيما أشارت إلى مخاوف المجلس العسكري في كييف من جراء ذلك. كما أضافت الصحيفة أن هذا الاحتمال لا يزال قائماً بسبب اتفاق الجانبين الروسي والأميركي حول “عدم شرعية زيلينسكي”.
وكان بوتين سبق وأشار في حديثه إلى أن كييف إذا أرادت بحسب اعتقاده، إلغاء مرسوم زيلينسكي حول حظر أية اتصالات أو محادثات مع موسكو، فإنها ستجد طريقة قانونية للقيام بذلك. كما أعاد دميتري بيسكوف الناطق الرسمي باسم الكرملين ما قاله بوتين، مؤكداً “أن إضفاء الشرعية على القيادة في أوكرانيا أمر ضروري من وجهة نظر تسجيل الاتفاقات قانونياً، في ما يتعلق بتسوية الصراع الروسي – الأوكراني”.
زيلينسكي يغتاب بايدن
وننقل عن موقع “بوريشوف-فويا.رو” الصادر باللغة الروسية ما أشار إليه حول أن “زيلينسكي نفسه يحاول استمالة ترمب إلى جانبه لكنه لا يستطيع الحصول على اجتماع شخصي معه. ولهذا السبب يتصرف من خلال المقابلات، ويخبرنا بمدى سوء جو بايدن، ومدى قدرة أوكرانيا على العيش بصورة جيدة تحت سيطرة ترمب. ويعي أيضاً أن السلطة تتسرب من بين يديه”.
وكان الرئيس الأوكراني زيلينسكي تطرق أخيراً إلى “اتفاقات إسطنبول”، وحظر المفاوضات مع روسيا مرات عدة في خطاباته العامة، ومنها ما وصف به في منتدى “دافوس”، كل المقترحات الروسية في مفاوضات عام 2022 بأنها “إنذارات نهائية من بوتين”.
وقال “لا نستطيع أن نقول إننا أجرينا أي مفاوضات، ففي المرات الثلاث كانت هناك إنذارات نهائية من بوتين”. كما عاد زيلينسكي وقال في معرض المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيسة مولدوفا مايا ساندو، إنه منع أي أحد باستثنائه من إجراء مفاوضات مع موسكو، وقال إنه أصدر مرسوماً يحظر إجراء المفاوضات أثناء حصار القوات الروسية للعاصمة كييف. وأضاف “لقد منعت أي شخصية سياسية في أوكرانيا من إجراء مفاوضات مع الجانب الروسي”.
وفي تعليقه على هذه الكلمات، أشار بوتين إلى عدم صحة ما قاله زيلينسكي، إذ إن مرسوم زيلينسكي الذي يحظر المفاوضات وقعه في نهاية سبتمبر (أيلول) 2022، بينما انسحبت القوات الروسية طواعية من كييف في أبريل (نيسان) من ذلك العام. كما وصف تصريحات الزعيم الأوكراني أيضاً بأنها “غير صحيحة”.
زيلينسكي “يغازل” ترمب
يبدو واضحاً أن الرئيس الأوكراني يحاول استمالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى جانبه قبيل بدء المحادثات المرتقبة مع الرئيس بوتين، من خلال ما يطرحه من إغراءات اقتصادية وعسكرية. وها هو، وبعد الكشف عما سماها “خطة النصر” التي طاف بها الولايات المتحدة والعواصم الأوروبية في سبتمبر من العام الماضي، وهي الخطة التي عرض فيها ما تملكه بلاده من ثروات طبيعية، وموارد معدنية نادرة، يكشف عن بعض ما يفكر فيه من “سيناريوهات للمحادثات المرتقبة” في حديثه أخيراً مع وكالة “أسوشيتد برس”.
وفي هذا الحديث قال زيلينسكي، “أعتقد أنه يجب علينا أولاً أن نعقد اجتماعاً معه (ترمب) وهذا مهم. وهذا، بالمناسبة، ما تريده أوروبا كلها”. وأضاف، أنه بعد الاتصال مع الزعيم الأميركي “يجب أن ننتقل إلى صيغة ما من المفاوضات مع الروس”. وذلك يعني أن زيلينسكي لا يريد أن يكون وحده من دون سند أو عون أوروبي في محادثات مع بوتين. إنه يريد رؤية أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى طاولة المفاوضات.
وقال أيضاً “أعتقد أن ذلك سيكون عادلاً وفعالاً. ولكن كيف سيتم كل هذا؟ لا أعلم”. وواصل زيلينسكي إصراره على ضرورة قبول أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي، وهو ما أوضحه بقوله، “أعتقد حقاً أن هذه هي الضمانات الأمنية الأقل كلفة التي يمكن لأوكرانيا الحصول عليها”. وأضاف أن انضمام كييف إلى الحلف سيكون “انتصاراً كبيراً لترمب”، لأنه سيظهر أن الولايات المتحدة هي التي تقرر من يجب أن يكون في الـ”ناتو”، وليست روسيا.
وإضافة إلى ذلك سيستقبل الحلف تحت تصرفه 800 ألف جندي أوكراني. وأضاف أنه إذا عرضت على أوكرانيا ضمانات أمنية أخرى، فينبغي لها أن تحصل على أسلحة كافية من الولايات المتحدة وأوروبا، كما أن هناك حاجة إلى دعم صناعة الدفاع الأوكرانية نفسها. وفي ذلك كثير من المكاسب الاقتصادية للمؤسسة الصناعية العسكرية الأميركية.
وكان زيلينسكي سبق وقال، إن روسيا استولت عليها في ما “احتلته” من أراض أوكرانية عام 2014. ومضى زيلينسكي في حديثه ليشير إلى أن روسيا تفرض سيطرتها على كل هذه الثروات بما يعني ضمناً أن “دولاً وشركات أخرى ستدخل إلى هناك”، مشيراً إلى إيران وكوريا الشمالية على سبيل المثال، في محاولة من جانبه لتحفيز الرئيس الأميركي. كما أضاف قوله، إنه أبلغ ترمب أن “أوكرانيا منفتحة على استثمار الشركات الأميركية”.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.