الارشيف / عقارات / متر مربع

حمدي رزق : الأعراض الجانبية لـ«الخضة التريليونية»

حمدي رزق

 الأعراض الجانبية لـ«الخضة التريليونية»

 

 

للأستاذة «رشا عبد العال» رئيس مصلحة الضرائب تصريح لافت حول الحصيلة الضريبية المستهدف تحقيقها العام المالى الحالى والتى تصل إلى (تريليون و٨٤٠ مليار جنيه). والتريليون حسابيا ألف مليار، والرقم يخض أصحاب الدخول الضعيفة، جماعة الحد الأدنى، وبالمناسبة هؤلاء خارج الحسبة الضريبية تماما، من الفئات المستثناة ضريبيا. وقبل الاستسلام لأعراض «الخضة التريليونية» الجانبية، وتداول حكى بغيض حول «الجباية الضريبية» وهو لفظ من مخلفات عصر مضى، شطب تماما من قاموس مصلحة الضرائب.

نزيدكم من الأرقام التريليونية رقما صحيحا محققا للتدليل ليس للتبرير.

المصلحة حققت حصيلة ضريبية بلغت ١.٤٨ تريليون جنيه خلال العام المالى ٢٠٢٣-٢٠٢٤، مقابل ١.١٤ تريليون جنيه خلال العام المالى السابق عليه، بزيادة قدرها ٣٤٣ مليار جنيه بمعدل نمو ٣٠٪. تخيل الزيادة بالتراضى، الرضا يفعل أكثر من ذلك، رضا الممولين أسمى أمانينا هكذا باتت لغة مصلحة الضرائب. نمو الضرائب بهذا المعدل، بشرة خير، تخيل مواطنا صالحا يقولها هكذا «زد وبارك» والصالحون كثر، وهذا بجد وليس على سبيل المزاح، تراهم يسارعون فى الخيرات، دفع الضرايب على وقتها من طيب الأعمال الوطنية.

الأرقام أعلاه تترجم إيجابية ضريبية لافتة، وتفاعلا حميدا من قبل الممولين مع المصلحة فى عهدتها الجديدة، كان يا مكان، كانت تشكل تهديدا مباشرا لجملة الممولين سيما كبارهم، وكان شهر مارس يحل ضيفا ثقيلا رغم أنه مفتتح شهر الربيع. الضرائب حق الدولة، وصارت تدفع عن طيب خاطر، وبأريحية، وقناعة، ليست بالغصب والإكراه ولا بالمحاكم، وهذا من طيب الأعمال الضرائبية نحمد عليه الكرماء الذين لا يبخلون على الدولة بحقها المعلوم فى أرباحهم.

بعد حملة مصلحة الضرائب التى ترعاها ، وفيها تسهيلات ضريبية غير مسبوقة، سيشهد شهر مارس (شهر الضرائب) حسب التوقعات، إقبالا متزايدا من الكرماء على تحرير الإقرارات وتسديدها إلكترونيا، وهذا ما تعول عليه (السيدة رشا) فى رقمها المستهدف ضريبيا.

الثابت أن المناخ الضرائبى صار مواتيا للممولين، لهجة الضرائب تغيرت، وأبجديتها تحسنت، ولسانها صار حلوا، وغادرت مربع الغصب والإكراه إلى مربع قولوا للناس حسنا، ولسانك حصانك كما يقولون. المعنى فى بطن الشاعر، مقصدى فى عقل المالية «أحمد كجوك»، وترجمته «كله بالخناق إلا الضرائب بالاتفاق»، والتفاهم، والتيسيرات الضرائبية، وتحبيذ دفع الضرائب على وقتها، وحين مسيرة، ولطالما حسنت نوايا المصلحة، الاستجابة الضرائبية من قبل جمهور المستهدفين حاضرة، والاحترام مستوجب وواجب، والممول على حق كما يقولون. الرقم أعلاه تريليون و٨٤٠ مليار جنيه (قيد التحصيل)، والتوقعات المتفائلة من جانب السيدة رشا لها ما يبررها، بالسوابق يعرفون، وعليه قد يقفز الرقم الفعلى فوق التريليونين، (اتنين تريليون)، وهذا محض توقع من متابع لحملة الضرائب الترويجية الأخيرة.

لماذا؟

لأن الحوافز المبذولة فى جملة التسهيلات الضريبية مجزية، فضلا عن جملة إعفاءات مدروسة، ومخططة جيدا، وفيها متسع لصغار الممولين، وتفاهمات مع كبار الممولين، فضلا عن توجيهات رئاسية بدفع الضرائب الحكومية على داير مليم. ولسان الحملة ناطق بالحسنى وزيادة، فضلا عن إحساس وطنى رائع لدى جمهرة الممولين بأن الضرائب تترجم فى مشروعات خدمية «حياة كريمة» لعموم المصريين.

 

 
 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا