عقارات / متر مربع

شارل فؤاد المصري يكتب عن :المواطنة و البدو ومقاومة التقسيم العرقي

شارل فؤاد المصري

يكتب عن : المواطنة و البدو ومقاومة التقسيم العرقي

، بموقعها الفريد عند ملتقى القارات، كانت عبر التاريخ حاضنةً للتنوع الثقافي والعرقي والديني. من الحضارة الفرعونية العريقة إلى العصور الإسلامية والحديثة مرورا بالحضارة القبطية.
شكَّل التعايش بين مكونات المجتمع نسيجاً وطنياً متماسكاً.

واليوم، تبرز قضية المواطنة كحجر أساس في بناء مصر الحديثة، التي تُرفض فيها أي محاولات للهجوم على فئات مجتمعية كالبدو، أو الترويج لتقسيمات عرقية زائفة مثل “القبلية الصعيدية” أو التمييز القبائلي.

المواطنة هي إطار للوحدة في التنوع
المواطنة ليست مجرد مصطلح قانوني، بل هي عقد اجتماعي يضمن الحقوق المتساوية ويُرسّخ الانتماء المشترك.

دستور مصر يؤكد في مواده على مبدأ المساواة وعدم التمييز، مما يعكس إيمان الدولة بأن قوتها تكمن في وحدة أبنائها. فالمصريون، رغم اختلاف أصولهم الجغرافية أو الثقافية، يشتركون في تاريخ واحد ومصير مشترك. التنوع في اللهجات والعادات لا يُضعف الهوية المصرية، بل يثريها، كما تتنوع ألوان الفسيفساء لتشكل لوحةً واحدة.

البدو جزء أصيل من النسيج المصري
ويشكل البدو في مصر جماعةً ذات تراث ثقافي مميز، ساهمت في حماية الحدود وتعزيز الأمن عبر العصور. ومع ذلك، يتعرضون أحياناً لصور نمطية مجحفة أو هجمات تُصورهم كـ”آخرين” منعزلين، وهو أمر ينافي الواقع. الهجوم عليهم ليس انتهاكاً لحقوقهم فحسب، بل تشويهاً لتاريخ مصر الذي قام على التكامل بين الحضر والريف والبادية.

وتظهر بين الحين والآخر دعوات لتقسيم المصريين إلى مجموعات عرقية، كالحديث عن “اغلبية صعيدية” يُفترض أنها منفصلة عن شمال مصر، أو التمييز بين سكان القبائل وغيرهم. هذه الخطابات تخدم أجنداتٍ طائفيةً تهدد التماسك الوطني. فصعيد مصر، بثقافته الغنية، جزءٌ لا يتجزأ من الهوية المصرية، وأبناؤه شاركوا في بناء الدولة من الفنون إلى العلوم. كما أن الانتماءات القبلية، وإن كانت جزءاً من التراث، يجب ألا تُستخدم لإقصاء أي مجموعة أو تعزيز الانقسام.

إن التحديات التي تواجه مصر اليوم، من تنمية اقتصادية إلى مواجهة الإرهاب، تتطلب وحدة الصف والاصطفاف. اما الاستناد إلى هويات فرعية لخلق انقسامات يُضعف القدرة على مواجهة هذه التحديات. كما أن تاريخ مصر يُعلّمنا أن التعايش كان دائماً سبيلاً للتقدم، من الجامع الأزهر إلى الكنائس القبطية، ومن قبائل سيناء إلى صُنّاع الإسكندرية.

المواطنة الحقيقية تعني أن ينظر المصريون إلى بعضهم كشركاء في الوطن، بغض النظر عن أصولهم. فمصر العظيمة بناها الفراعنة والنوبيون والعرب والأقباط والبدو، وكل من سكن أرضها.
حماية هذا الإرث تتطلب رفض أي خطابٍ عنصري، والتمسك بوحدة المصير التي جعلت من مصر أم الدنيا.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا