“فقه العمران” في الدبلوماسية المصرية .
بقلم : حمدي رزق
لفتني الدكتور ” بدر عبد العاطي ” ، وزير الخارجية والهجرة، إلى ملف إعمار السودان قائلا : ” اتفقنا، مع وزير خارجية السودان ، ” يوسف الشريف ” ، على تشكيل فريق عمل مشترك، للبدء فورًا في إعداد تصور لإعادة إعمار السودان في ضوء الخبرات العظيمة والمتراكمة للشركات المصرية في هذا الشأن”.
كل يوم تثبت مصر أنها بلد العمران ، لم تغادر هذه السنة المرعية منذ آلاف السنين، حضارتها سلام وعمران، شاهد عليها أثار القدماء وكانوا بنائين عظماء.
دبلوماسية الإعمار التي تنتهجها الدولة المصرية تؤتي أكلها، مصر تعمر في غزة، في السودان، في العراق، في سورية، تمد يدا بالسلام ويدا بالإعمار، و”فقه العمران” في الحضارة المصرية يحتاج إلى مجلدات، وكلمات شاعر النيل “حافظ إبراهيم” تبرهن على فقه العمران في تجليه مصريا “وقف الخلق، ينظرون جميعا.. كيف أبني قواعد المجد وحدي”.
ناهيك عن الخطوط المصرية الحمراء فيما يخص وحدة السودان ، هذا من الموجبات في السياسة المصرية تجاه الأشقاء ، لافت بعد نظر السياسة المصرية، وتجلبها دبلوماسيا في تخطيط إعمار السودان، وإزالة أثار الحرب المدمرة.
طبق الأصل من موقف مصر من إعمار غزة، وقبلها إعمار ليبيا، مصر تنتهج نهجا رشيدا، عينها على سلامة الدولة الوطنية في الجوار العربي، وعين على تعويض ما فات، وتهيئة الأرض لسلام مستدام، ترتسم معه السودان كما تتمناها القلوب المحبة لهذا الوطن الجميل.
ترجمة بيان الوزير بدر، مصر لم تنشغل يوما عن السودان، ورغم انخراط الدبلوماسية المصرية في سعيها الحثيث لوقف الحرب في غزة، ومنع التهجير، ورفض مقترح الوطن البديل، لم تغمض عينيها عن السودان الشقيق، عين على غزة، وعين على الخرطوم، مصر لا تتولى يوم الزحف العمراني، وجاهزة ومستعدة لبناء الأوطان التي أصابها وابل الحرب المدمرة.
السلام يستتب مع دوران عجلة العمران، عجلة الحرب تدمر، وعجلة السلام تبني وترفع القواعد، دبلوماسية الإعمار هو ما ينتظره السودانيون من مصر، والكبيرة لا تتدخر وسعا ولا جهدا ولا مكنة اقتصادية إلا وكان للأشقاء منها نصيب، وأخوتنا السودانيون بين ظهرانينا بالملايين لا شعروا بضيقة، ولا ناموا يوما في العراء، مصر الكريمة ليس في قاموسها مخيمات ولا تصف المحبين باللاجئين، وبيوتنا لهم مفتوحة، وكما يقول المصري الكريم لضيفه العزيز ، “إذا ما شالتك الأرض تشيلك عيوني”.
حديث الإعمار يترجم قرب نهاية الحرب، بشرى طيبة للأشقاء، والاستعداد لما بعد الحرب من حسن التدبير السياسي، واستشراف المستقبل من موجبات الحكمة السياسية، الحرب ستضع أوزارها حتما، وموقف مصر ثابت وقاطع حازم، وحدة السودان أولا، ورفض الكيانات الموازية والتي تعمل عليها وتروج لها دول بعينها بقصد قسمة السودان على اثنين أو ثلاثة، وهذا من تخشى منه مصر على السودان.
مصر تعمر في غزة وتدخل المساعدات بكرم بالغ، وليس أقل منه إلى الخرطوم، الخرطوم أقرب إلينا من حبل الوريد ، صحيح حرب غزة لفتت العالم عن حرب السودان، ولكن مصر ظلت متيقظة لما يحاك للسودان، لم تلتفت عن السودان يوما، ولم يغمض لها جفن خشية علي السودان الشقيق، وتدعو للحوار، وتشارك بفاعلية وإخلاص ، لا تقاطع جهدا عربيا أو أقليميا أو دوليا يسعى نحو السلام في السودان.
استمرارية النزيف السوداني ما تخشاه مصر على السودان، تجتهد في إيقاف نزيف الأرواح، وتستحث الخطي نحو السلام بين الفرقاء، وترى السودان وطنا واحدا يتسع للجميع، ويسع الجميع على قاعدة السودان الموحد أولا وأخيرا، وترسم خططا للإعمار، وتصدر بحديث الإعمار الأمل في غد أفضل.
من القاهرة إلى الخرطوم مسافة السكة، ويوما قال زول سوداني أريب، ” مصر والسودان حتة واحدة”، والمحبون لمصر في السودان يتداولون في الملمات قصيدة شعر من نظم الفنان والشاعر السوداني الجميل، عبدالكريم الكابلي، يقول فيها “مصر يا أخت بلادي.. يا شقيقة.. ملء روحى أنت يا أخت بلادي.. سوف نجتث من الوادي الأعادي.. فلقد مدت لنا الأيدي الصديقة .. كلنا في الفجر والآمال شرق”.
“كلنا في الهم شرق”، بيت شعر لأمير الشعراء أحمد شوقي ضمن قصيده “سلام من صبا بردا”، يمكن ترجمتها دبلوماسيا، ” كلنا في الأمل شرق “ويحدونا الأمل في إيقاف الحرب في السودان ودوران عجلة الإعمار، فقه العنوان فقه مصري خالص، يعني بمقاصد الدولة الوطنية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.