عقارات / متر مربع

شارل فؤاد المصري يكتب: حرب غزة .. صراع السيطرة والتداعيات السياسية

 

شارل فؤاد المصري

يكتب: حرب غزة .. صراع السيطرة والتداعيات السياسية

 

جمعني مع مجموعة من الأصدقاء المهتمين بالشأن السياسي قبل شهر جلسة ودية تزامنت مع عقد الهدنة بين الإسرائيليين وحماس بجهود مصرية قطرية.

وفي خضم الحديث عن عدم تجدد الحرب مرة أخرى، رغم أن الهدنة كانت هشة من وجهة نظري، قلت بالحرف الواحد: سيعود الإسرائيليون إلى الحرب في أول رمضان بناءً على قراءة أولية للأحداث والمعطيات.

وكان الجزء الأول صحيحًا وهو عودة الحرب، والجزء الثاني شابه عدم تقدير للوقت. وها نحن نعود للحرب بعد الحديث عن هدنة كانت محتملة خلال شهر رمضان ومواكبةً لأعياد يهودية .

عادت الأجواء المشحونة لتسيطر على غزة، حيث تتقاطع الحسابات السياسية والعسكرية مع معادلة إنسانية معقدة. ما بين مفاوضات لتبادل المحتجزين الأمريكيين وجثامين الموتى، وتخطيطات عسكرية من جانب الجيش الإسرائيلي، ليجعل المنطقة على شفا موجة عنف جديدة قد تُعيد رسم خريطة الصراع وميزان القوى الداخلي في إسرائيل .

الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حماس، كانت تُقايض بالإفراج عن محتجزين أمريكيين وعدد من الجثامين كجزء من مساعيها للضغط من أجل هدنة. لكن رئيس الأركان الإسرائيلي، وفق التوجيهات العسكرية العليا، كان يُعدّ لضرباتٍ مُوجَّهة تهدف إلى “استعادة الردع”، وفق الرواية الإسرائيلية .
هذه الخطوة تُشير إلى أن القيادة العسكرية تُفضل خيار التصعيد كردٍّ على أي عمليات فلسطينية، حتى مع استمرار المفاوضات الهشة .

على الجانب الداخلي، تُظهر التطورات تعزيزًا لموقف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وحكومته الائتلافية. فوزير الأمن القومي المستقيل، إيتمار بن غفير، زعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف، من المتوقع عودته إلى الحكومة، بينما يُحافظ زميله في التحالف، المالية المتطرف سمورتيتش، على منصبه

هذا التماسك يُبرز قدرة نتنياهو على إدارة تحالفٍ هشٍّ ظاهريًا، لكنه قادرٌ على الصمود في مواجهة الأزمات، خاصةً مع ارتفاع شعبيته مؤقتًا بسبب خطاب “الأمن” الذي يلقى رواجًا في فترات التصعيد ويلمس سيكولوجية الشعب الإسرائيلي المفتقدة للأمن بسبب النضال الفلسطيني المستمر .

كما أن تأجيل محاكمات نتنياهو المتعلقة بقضايا الفساد يُعتبر مكسبًا شخصيًا له، حيث وافقت له النيابة العامة الإسرائيلية على تأجيل محاكمته لما بعد الحرب.

وهذا معناه أنه سيطيل أمد الحرب قدر استطاعته، حيث يتحول الاهتمام نحو “التهديدات الأمنية” بعيدًا عن ملفاته القضائية المتخمة بالفساد، وهو نهجٌ اعتادت عليه حكومات إسرائيلية سابقة خلال الحروب .

وهنا يطرح السؤال نفسه: من الرابح ومن الخاسر؟ هل هو نتنياهو وحلفاؤه بوصف الحرب فرصةً لتعزيز “شرعيته ” وتأجيل الصعوبات الداخلية التي تواجهه؟ هل هو اليمين المتطرف بن غفير وسمورتيتش، اللذان يروجان لخطاب “القوة” ويحصدان دعمًا من قاعدة تؤمن بـ”حسم المواجهة”؟ أم المؤسسة العسكرية الاسرائيلية التي تُعيد ترسيخ دورها كـ”حامي لإسرائيل” في ظل غياب بدائل سياسية؟
وأيضًا من هم الخاسرون المحتملون؟

 

بالتأكيد هو الشعب الفلسطيني في غزة الذي يدفع الثمن الأكبر من الدماء والدمار في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي

أم مستقبل السلام في المنطقة مع استمرار إضعاف أي أفق أو مبادرة لحلٍّ تفاوضي؟.

إن عودة الحرب إلى غزة ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة الصراع الممتدة، حيث تُستخدم الأزمات العسكرية كأدواتٍ سياسية داخل إسرائيل، بينما تُهمَّش الحقوق التاريخية والإنسانية للفلسطينيين بالمخالفة للقانون الدولي والانساني .
دمتم بخير
عضو الهيئة الوطنية للصحافة سابقًا.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا