محمد بن ثعلوب الدرعي

تنطلق اليوم الجولة الثانية للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، ومن المتوقع أن تشهد مزيداً من الإثارة والندية، كما جاءت الجولة الافتتاحية التي سجلت العديد من المفاجآت والصدمات، ومن المنتظر أن تسير المنافسات بوتيرة متباينة في قادم الجولات، وسط تحولات مثيرة لمستويات أغلب المنتخبات الآسيوية، وهذا ما عبرت عنه نتائج الجولة الأولى من التصفيات، لاسيما فوز البحرين على أستراليا بهدف في سيدني، وتعادل إندونيسيا مع السعودية في جدة، في الوقت الذي نجح فيه المنتخب الفلسطيني في تحقيق مفاجأة مثيرة بالتعادل أمام كوريا الجنوبية سلبياً في سيول.
وفي العاصمة الأردنية عمّان نجح منتخب الكويت في تسجيل حضور قوي بعد غياب طويل، على حساب الأردن وصيف آسيا، وفرض الأزرق الكويتي التعادل على «النشامى» أحد المنتخبات المرشحة للمنافسة عن هذه المجموعة، وتمكن العراق من تحقيق فوز صعب على عمان في البصرة، ما عقد حسابات التأهل في المجموعة التي تضم 5 منتخبات عربية إلى جانب كوريا الجنوبية، وسجلت اليابان حضوراً قوياً عندما ضربت التنين الصيني بسباعية مؤلمة في الظهور الأول لهما في التصفيات.
الاستثناء الوحيد في الجولة الافتتاحية للتصفيات، والذي نتمنى استمراره، تمثل فيما قدمه منتخبنا الوطني، الذي انتزع إشادة المراقبين على مستوى القارة بعد التألق وتحقيق الفوز على شقيقه القطري بطل آسيا في الدوحة بثلاثية مثيرة مقابل هدف، مصحوباً بأداء بطولي وسيطرة تامة على مجريات الشوط الثاني الذي ظهر فيه «الأبيض» بصورة مغايرة تماماً عن الشوط الأول، وهي نتيجة من شأنها أن تمنحه دفعة معنوية كبيرة قبل مواجهة اليوم أمام منتخب إيران الذي حقق هو الآخر فوزاً صعباً على قرغيزستان، الأمر الذي سيجعل من مواجهة اليوم على استاد هزاع بن زايد صراع مبكر على صدارة المجموعة.
ولاشك في أن الفوز الأول والانطلاقة الرائعة للأبيض في التصفيات المونديالية، بحاجة إلى أن تستمر، وأن يواصل منتخبنا التحليق في سماء آسيا، وتحقيق حلم بلوغ المونديال العالمي للمرة الثانية في تاريخه، وفالكم الناموس بإذن الله.