رياضة / اليوم السابع

"نجوم خارج القطبين" عبد الفتاح الجارم.. أسطورة أبدية في ذاكرة الكرة المصرية

في زحام الأضواء التي تسطع فوق القطبين، حيث يحكم الأهلي والزمالك قبضتهما على المشهد الكروي المصري، هناك نجوم اختاروا دربًا مختلفًا، طريقًا وعرًا لكنه أكثر نقاءً، بعيدًا عن ضجيج الديربي، وصخب الجماهير المنقسمة بين الأحمر والأبيض، هم أولئك الذين تحدّوا القاعدة، ورفضوا أن يكون المجد حكرًا على من ارتدى قميصي القلعتين، فكتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في سجلات الكرة المصرية دون أن يطرقوا أبواب الجزيرة أو ميت عقبة.

من ملاعب الأقاليم إلى المدرجات الصاخبة، من الفرق الطموحة إلى المنتخبات الوطنية، صعد هؤلاء اللاعبون درجات المجد بعرقهم، فجعلوا الجماهير تهتف لهم رغم غيابهم عن معترك القطبين، حملوا شرف التحدي، وواجهوا إرثًا ثقيلًا يربط النجاح بألوان بعينها، فكسروا القواعد وغيّروا المفاهيم، وأثبتوا أن النجومية لا تُصنع فقط في مصانع الأهلي والزمالك، بل قد تولد من شوارع المحلة، أو أسوار الإسماعيلي، أو على شواطئ الإسكندرية وبالقرب من ميناء بورسعيد، في شمال وجنوبها، أو حتى بين جنبات أندية لم تعتد رفع الكؤوس، لكنها عرفت معنى صناعة الأساطير.

عبد الفتاح الجارم.. أسطورة أبدية في ذاكرة الكرة المصرية

في سجل العظماء الذين سطروا أسماءهم بحروف من ذهب في تاريخ الكرة المصرية، يبرز اسم عبد الفتاح الجارم، نجم المنتخب الوطني والاتحاد السكندري، الذي نقش تاريخه في القلوب قبل الأوراق، وبات رمزًا خالدًا تتناقله الأجيال كلما أبحرت في أعماق الماضي الجميل.

 

في زمن لم تكن فيه وسائل التواصل قد غزت البيوت، كان للجارم سحره الخاص، فتجاوزت شهرته حدود الإسكندرية، ليصبح اسمًا تتداوله الألسن من أقصى شمال مصر إلى جنوبها. أحبته جماهير الزمالك كما أحبت حسن شحاتة، وهام به عشاق الأهلي كما هاموا بالخطيب، لكنه ظل للإسكندريين عشقًا لا ينافسه أحد، فهم لم يتركوا في قلوبهم متسعًا لسواه، فكان فارس زعيم الثغر وأسطورته الخالدة.

 

لم يكن الجارم مجرد لاعب، بل كان بطلًا حقيقيًا صال وجال في المستطيل الأخضر، ودوّن اسمه في تاريخ الاتحاد السكندري بأحرف من نور. كيف لا، وقد كان أحد أبطال الجيل الذهبي الذي قاد زعيم الثغر للتتويج ببطولتي كأس مصر، في إنجاز لم يكن سهل المنال أمام هيمنة قطبي الكرة المصرية.

 

في عام 1973، واجه الاتحاد السكندري الأهلي في نهائي الكأس، تقدم المارد الأحمر أولًا عبر الخطيب، لكن شحته الإسكندراني أدرك التعادل، ليأتي الجارم بهدف تاريخي يُتوّج به فريقه بطلًا للكأس. ولم يكن هذا التتويج الأخير، ففي عام 1976، كرر الاتحاد السكندري الإنجاز، وهذه المرة بهدف طلعت يوسف، ليحفر زعيم الثغر اسمه بين كبار الكرة المصرية.

 

في عالم كرة القدم، حيث تحكم الإغراءات مستقبل اللاعبين، ظل الجارم مثالًا للوفاء والانتماء، فرفض الأهلي المتكررة مفضّلًا البقاء في معقل سيد البلد، ليظل رمزًا لا يتكرر في تاريخ الاتحاد السكندري. ومع كل هذا العطاء، لم يكن تقدير الجماهير حكرًا على عشاق زعيم الثغر، بل امتد ليشمل جماهير الكرة المصرية بمختلف انتماءاتها، التي احترمت موهبته وتاريخه المشرف.

 

عبد الفتاح الجارم لم يكن مجرد لاعب عابر في تاريخ الكرة المصرية، بل كان أيقونة رسمت البسمة على وجوه عشاق المستديرة، وسطر صفحات من المجد مع زعيم الثغر. واليوم، ورغم مرور السنين، لا يزال اسمه يتردد بين أروقة الملاعب وقلوب الجماهير، وكأن الزمن أبى أن يمحو أثره، ليبقى حيًا في ذاكرة كل من عشق كرة القدم المصرية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا