** هل شاهدتم درة الساحل الشرقي الآن؟ لقد ازدادت كلباء جمالاً، وغداً سترونها أجمل وأجمل، وهذه ليست شهادة محب يرى الجمال في كل شيء فيها، بقدر ماهي كلمة حق وترجمة واقعية لما تراه العين في كل يوم يمر على هذه المدينة، التي تشملها يد العمران والتطور طوال الوقت، والتي أصبحت بوجهاتها التراثية ومعالمها الحديثة جديرة بأن تكون قبلتنا في عدد كبير من الأنشطة والفعاليات التي ينظمها المجلس الرياضي كل عام.
** إنها حقاً مدينة نموذجية، واللافت في لمسات التحديث التي شملتها، أنها لم تمس إرثها التاريخي، بل زينته وأضافت إليه، بالضبط كما يفعل الإطار الجميل لصورة نادرة ثمينة، والفضل، كل الفضل، يعود لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي وعد أهلها فأوفى ببنية تحتية على أعلى مستوى، وحفظ تراثها فجعله متحفاً لزوارها الذين أصبحوا يأتونها من كل حدب وصوب.. تستقبلهم الحدائق المعلقة وبرج الساعة في مدخلها، ويغازلهم سوقها القديم وبيت الشيخ سعيد بن حمد القاسمي بعراقته، وتسعدهم بحيرة الحفية بجمالها، وتلهمهم محمية القرم بطبيعتها، وتكتمل متعة السياحة مابين شاطئ البحر وسفح الجبل.
** وعلى الصعيد الرياضي.. شهدت المدينة نقلة نوعية شاملة، ليس فقط في ناديها الذي سيصبح نموذجاً يحتذى به على الصعيد العربي بفضل المشروعات الحالية التي توسع وتطور الاستاد والأكاديمية والملاعب الخارجية، والمشروعات المستقبلية التي تبني وتشيد المجمع الرياضي والمسبح الأولمبي، وإنما أيضاً شواطئها وحدائقها ومتنزهاتها التي تشبع بملاعبها كل الهوايات، وتغري قاطنيها بالتريض على مضاميرها مشياً وجرياً بالدراجات، والشكر حق مستحق لكل الجهات التي اشتركت في تنفيذ كل هذه المنجزات وما سوف يتبعها من مشروعات، وأخص بالذكر هيئة المبادرات ودائرة الأشغال، وكل الجهات والمؤسسات التي تعاونت مع الإدارة الهندسية بالمجلس.
** ولا يفوتني أن أسجل سعادتي بنجاح النسخة الأولى من بطولة كلباء الدولية للكرة الطائرة للشباب، فهي إضافة مهمة لأبناء المدينة الذين رأيت في عيونهم الأمل بعدما ظفروا بلقب الأشبال ونالوا وصافة الناشئين، ولعل الإداري علي النقبي واللاعب الواعد حميد المراشدة قد عبرا عن كل ذلك بجلاء حين تحدثا بروح التحدي والشغف متمنين فريقاً للرجال بكلباء يزهو بمنجزاته وألقابه كما هو الحال بنادي الشارقة، فهكذا يكون الحلم «نموذجياً» لأنه يحقق الطموح، من قبل ومن بعد، لأن النادي نموذجي والمدينة نموذجية.