كل المؤشرات كانت تشير إلى أن الأسبوع الجاري سيكون في غاية الصعوبة على الأندية الأوروبية، فما بين التطلعات المتعلقة بالمنافسة المحلية والطموحات الخارجية المرتبطة بالمنافسة في البطولة القارية، كان الصراع الداخلي لدى الأجهزة الفنية واللاعبين يحتم تحقيق أكبر مكاسب ممكنة، من حيث استمرار المنافسة المحلية والبداية المثالية في المسابقة الأوروبية، وهكذا جاءت بداية مشوار الأندية الكبيرة في دوري أبطال أوروبا صعبة إلى درجة كبيرة، وباستثناء الفوز المريح لحامل اللقب باريس سان جيرمان برباعية على أتلانتا، فقد عانى ليفربول كثيراً أمام أتلتيكو مدريد، قبل أن ينتزع النقاط الثلاث، وكالعادة في الوقت القاتل، كما أن فوز ريال مدريد وبرشلونة على أولمبيك مرسيليا ونيوكاسل جاء بعد معاناة واضحة.
العودة للمنافسة المحلية بعد 72 ساعة، كان بمثابة اختبار صعب على الأندية، وما بين الحفاظ على الوضع التنافسي المحلي بعد إنجاز المهمة الأوروبية بنجاح، وبين الاحتفاظ بالصدارة المحلية ومطاردة المتصدر، كان الأسبوع الخامس في الدوريات الأوروبية الكبرى أسبوعاً صعباً في جميع التفاصيل، وهذا ما اتضح بعد فوز ليفربول على إيفرتون بهدفين لهدف ليحتفظ بصدارة البريميرليج بالعلامة الكاملة من مباريات، فيما كرر ريال مدريد المشهد نفسه بتحقيقه هو الآخر العلامة الكاملة والفوز الخامس على التوالي بعد تخطي اسبانيول بهدفين، وفي البوندسليجا لم يختلف الوضع ونجح بايرن ميونخ في تحقيق العلامة الكاملة هو الآخر بالفوز الرابع على التوالي بعد رباعيته في مرمى هوفنهايم.
الأسبوع الصعب كاد يكون ذا نكهة خاصة عند مانشستر سيتي الذي نجح في الفوز في مباراة الديربي على مانشستر يونايتد في الدوري، ثم اجتاز نابولي في دوري الأبطال، ولكن التعادل في الوقت القاتل أمام أرسنال في قمة الجولة الخامسة للبريميرليج، أفسد أفراح جماهير السيتي الذي تقدم مبكراً في الدقيقة 9، ولكن الوقت البدل الضائع منح أرسنال نقطة ثمينة، كانت كافية لكي يحافظ على مركز الوصافة خلف ليفربول برصيد 10 نقاط وبفارق 5 نقاط عن الصدارة.
وتظل المواقف الصعبة كاشفة لهوية الكبار، واجتيازها يمثل اختباراً فعلياً للأندية الكبيرة ومكانتها، والأسبوع الصعب الذي واجهته العديد من الأندية مؤخراً لن يكون الأخير.