قرب لاعب الوسط زيدان إقبال (22 عاماً) منتخب العراق لمونديال 2026 بتسجيل هدف الفوز على إندونيسيا.
سدد زيدان، لاعب أوتريخت الهولندي منذ 2023، بهذا الهدف سهماً مباشراً لمدربه السابق الهولندي ايريك تن هاغ الذي تجاهله في مانشستر يونايتد.
وتحدث زيدان إقبال بعد الفوز المهم باللغة الإنجليزية لأنه لا يتقن التحدث بالعربية كثيراً، فهو من مواليد مدينة مانشستر الإنجليزية لأب باكستاني عاشق للكريكيت وصل إلى إنجلترا بسن السابعة وأم عراقية هاجرت عائلتها أثناء حرب 1991 بحثاً عن حياة جديدة.
انضم زيدان إقبال إلى نادي مانشستر يونايتد وكان أول لاعب عراقي وآسيوي يلعب في أكاديمية النادي العريق وشارك في مسابقة دوري أبطال أوروبا، لكنه انتقل لأوتريخت بحثاً عن مشاركة أكبر.
البداية
يقول زيدان عن بدايته: «لحقت بمراكز التدريب لمانشستر يونايتد بسن الـ4 ثم لحقت بأكاديميته بسن الـ8، أنا لا أعرف كيف يرصد الكشافة المواهب الصغيرة لكنني كنت مشاركاً في برنامج مواهب دون سن الـ5 ورصدني شخص اسمه جاك فالاوز وما زلنا أنا ووالدي على تواصل معه حتى الآن. كنت بنفس الفئة العمرية لشارلي سافاج وويل فيش وشولا شورتييه. الكثير من الناشئة غادروا عندما بلغنا الـ16 أو الـ17 وجاء غيرهم مثل أليخاندرو غارناتشو وألفارو فيرنانديز وهنيبعل مجبري. عندما تقرأ عنهم وتعرف أنهم جاءوا من أتلتيكو مدريد أو موناكو تريد أنت كلاعب في مانشستر يونايتد أن تبرز نفسك أمامهم ولا تخجل وتقول أوه لقد اشتروا لاعبين جدداً ولا بد أنهم أفضل مني. كان لدي حلم أن أكون لاعباً محترفاً، أحب الكريكيت مثل والدي لكنني أعشق الكرة وكنت جيداً في المدرسة وكان بمقدوري دخول الجامعة لكنني كنت أريد النجاح كروياً».
أول تدريب
عن أول جلسة تمرينات مع الفريق الأول قال زيدان: «كانت في عهد المدرب النرويجي سولسكاير لكن بعد وصول تن هاغ اصطحب بعضاً منا في فريق دون الـ23 لأول جولة قبل الموسم معه في تايلند واستراليا. وجدت نفسي فجأة أتمرن مع كريستيانو رونالدو وبرونو فيرنانديز ورافائيل فاران وايريك بايلي ولوك شو وجيدون سانشو وماركوس راشفورد. انتقلت من مشاهدتهم على الشاشة إلى اللعب بجوارهم. كنت حينها بسن الـ19 ولو عدت لفريق دون الـ 23 لما كانت نهاية العالم لكنني كنت أريد الفريق الأول. ماركوس راشفورد كان من مدينة مانشستر مثلي وكلنا في الأكاديمية كنا نتطلع إليه وكان يلعب في فريق فليتشر موس على بعد 5 دقائق بالسيارة من منزلنا ثم وجدت نفسي ألعب بجانبه أمام ليفربول وتحت أنظار 70 ألف متفرج. شاركت في الشوط الثاني عندما أشرك ليفربول أفضل لاعبيه من أمثال جوردان هندرسون ومحمد صلاح وفيرجيل فان دايك. تحمست وشعرت بالتوتر أيضاً فهؤلاء النجوم اثبتوا مكانتهم في البريميرليغ. التحمت مع فابينيو وتياغو ونابي كيتا وقلت في نفسي «إن كانوا افضل منك فهذا متوقع، ما أسوأ شيء يمكن أن يحصل لك كلاعب بسن الـ19؟». لعبت بشكل جيد وصلاح سألني عن حالي بالعربية وأجبته بشيء من العربية والبنجابية وأعطاني قميصه في نهاية المباراة، لاعب كبير لكنني أيضاً أحببت تياغو وقلدته لكن لم أستطع الحصول على قميصه فقد رحل. صليت بعد تلك المباراة، أنا دائماً التزم بالصلاة وعلمني والدي الصدق والجهد وترك الباقي على الله».
تهنئة الوالد
وعما حصل بعد جولة قبل الموسم قال زيدان: «تلقيت التهاني من والدي وظننت أنني قمت بعمل جيد وبعث لي دارين فليتشر (مدرب الرديف) رسالة وأخبرني بانتقالي لغرفة ملابس الفريق الأول وأنني سألعب أولى مباريات الموسم. جلست على الدكة 19 مباراة ولم أحصل على فرصة، كنت أريد 10 دقائق فقط لأظهر مهاراتي لكن يبدو أن المدرب لم يمنحني تصنيفاً يكفي لأشارك. تحدثت مع والدي ووكيل أعمالي وقلت لهما إني لن أتحمل عاماً آخر، ظاهرياً كنت أتمرن مع النجوم وأسافر معهم لكنني كنت أعاني لأنني لا ألعب ولا يسمح لي بالعودة واللعب مع الرديف، قلت لنفسي إني تحولت لرقم فقط. في مباراة كأس أمام شارلتون أتلتيك، درجة أولى، كنت جاهزاً للعب وأساسياً بموقع الرقم 10 وجاءني اليساندرو ماريتينز وقال لي: «الآن فرصتك، كلنا ندعمك فقط أظهر مهاراتك فأنت لاعب جيد. سنقاتل من أجلك، تأكد من جاهزيتك أنت للقتال». كلامه كان لطيفاً فهو نجم كبير وقائد وحصلت على تذاكر لعائلتي وأصدقائي للمباراة ثم وصلت للملعب ونظرت للائحة اللاعبين ولم أجد اسمي في التشكيلة الأساسية وقلت إن المدرب سيطلبني من الدكة لكنه لم يفعل. كانت تلك القشة التي قصمت ظهر البعير، المدرب لا يحترمني بما يكفي ليشركني، في ابريل ذهبت للمدرب قبل مونديال دون الـ19 وأخبرته أني سأواجه إنجلترا والأوروغواي وسأحصل على فرصة لإظهار إمكانياتي لكن تن هاغ قال لي «لا أريدك أن تشارك في المونديال، لدينا إصابات واصبر لكنه أخلف وعوده. كنت واثقاً أني سأكون أول لاعب عراقي في البريميرليغ لكن هذا لم يحصل ولا حتى في آخر مباريات الموسم وحصل على هذا صديقي علي الحمادي مع ابسويتش وأنا سعيد بهذا. شاهدت سانشو يرحل وبوغبا يرحل وقررت السير على خطاهما وسعيد بقراري».
وعن مشاركته في بطولة دوري أبطال اوروبا أمام يونغ بويز قال زيدان: «كنت مع الرديف في دوري أبطال الناشئين ثم طلب مني المدرب رانغنيك التمرن مع الفريق الأول وأضافني لمجموعة الواتس أب مع زميلي شارلي سافاج. لم نستطع النوم ليلة المباراة على ملعب أولد ترافورد وشاركت مكان جيسي لينغارد وشاهدت في المدرجات أمي تبكي كالعادة ووالدي يبكي وحتى عمي يبكي لكن شقيقي داوود كان سعيداً. جيسي أعطاني قميصه ووضعته في إطار بالمنزل وكان بالرقم 14 وهو رقمي في فريق سيل يونايتد ورقم كرويف. أحب الرقم 14 فقد كان رقمي بالأكاديمية وهو رقمي الآن في أوتريخت».
علاقته بزين الدين زيدان
وعن سبب اختيار اسمه قال زيدان: «يعتقد الناس أنه تيمن بالأسطورة زين الدين زيدان لكن والدي أرادا اسماً فريداً من نوعه ويشير لديانتي في آن واحد ولم يكن اسم زيدان مشهوراً في الحي وأعرف زيدان واحداً فقط في مدينة مانشستر».
وعن سبب اختياره تمثيل العراق وليس باكستان أو إنجلترا قال زيدان: «المشجعون العراقيون رائعون وغمروني بالحب والدعم على مواقع التواصل وفي التمرينات، هناك الكثير من العراقيين في إنجلترا مثل والدتي هربوا من الحرب. عندما ذهبت للعراق لمست حجم حبهم لكرة القدم، 60 ألف متفرج حضروا لملعب البصرة لمتابعة المباراة بعد الوقوف طابور 4 ساعات لدخول الملعب. عرضت الشاشة الرئيسية وجوه اللاعبين وعندما عرضت وجهي ارتفع التصفيق ثم انتقلت الشاشة لتصوير والدتي وتخيل ماذا كانت تفعل؟ تبكي أيضاً وتبتسم، كانت تلك أول مرة تشاهدني وأنا أمثل العراق، تلك اللحظة كانت أكبر مصدر فخر في مسيرتي. والدي؟ لم يحضر هذا كله فقد كان يصلي. الشعب العراقي معروف بترحيبه الكبير ويقدم كل شيء لك ويقول لك أنا مقصر في حقك، الطعام العراقي مدهش والوجبات كبيرة ليس مثل إنجلترا. نحتل المركز الـ58 في التصنيف لكن الفريق يضم لاعبين في السعودية والنرويج والسويد وأعتقد أن المجموعة جيدة».
وعن بدايته في أوتريخت قال زيدان: «أخبرت عائلتي وأصدقائي أنني سأنتقل للعب في أوتريخت لكنني فعلاً لم أتأثر إلا في صبيحة وداعي العائلة. عانقت والدتي وشعرت بالرغبة في البكاء ثم عندما عانقت شقيقي بكيت بدون توقف. وصلت لأوتريخت وأقمت في فندق وتمرنت في الأسبوع الأول لكن ركبتي لم تكن بخير واستغرقت 3 أشهر لحل المشكلة. أحياناً كنت أشعر بالخوف والوحدة لأنني ذهبت لهولندا كي ألعب الكرة وها أنا ذا بدون مشاركة لكن والدي ووالدتي قدما لزيارتي وتشجيعي خصوصاً والدي. بعد التنقل كثيراً حصلت على سكن مناسب وأصبح لدي أصدقاء الآن في هولندا وأعرف أين أذهب لتناول الفطور أو القهوة. أمضيت عمري كله في منزل واحد بحي والي رينج في مانشستر لذلك كان الاستقرار ضرورياً جداً بالنسبة لي. المدرب رون يانز شجعني ووقف بجانبي وأخبرني أنني في التشكيلة الأساسية أمام المضيف العملاق أياكس بعد غياب عن الفريق في الخسارة أمام ايندهوفن 5-2».
وعلق زيدان على مشاركته أمام 56 ألف متفرج في معقل أياكس: «قلت لنفسي أشارك وأستمتع وإن لم ألعب بشكل جيد يعيدني المدرب للدكة، كان هدير المدرجات قوياً لكن لعبنا بشكل جيد وتعادلنا 2-2 لكن كان يجب أن نفوز. انتقلت لأوتريخت كي أحصل على فرص إظهار إمكانياتي وفي بطولة كبيرة».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.