عبيد صالح السويدي

يجب أن ننظر إلى أننا مرشحون أقوياء للتأهل لكأس العالم، انطلاقاً من ثقتنا العالية بكرة القدم الإماراتية، وليس أن ننظر إلى أننا مقبلون على مباريات مستحيل الفوز بها، خاصةً أنه لا مستحيل في كرة القدم.
لذلك علينا أن نبدأ أولاً بتعزيز الثقة بأنفسنا بأننا قادرون على خطف البطاقة المؤهلة للمونديال، تزامناً مع استعداداتنا للمرحلة المقبلة.
الدعوة إلى عدم تهويل في صعوبة الفرصة المقبلة ل«الأبيض»، سواء أكانت في الصعود للمونديال أم في أي بطولة أخرى بالنظر إلى أنها فرصة متاحة، وفي الوقت نفسه الاستفادة من الدروس التي أسفرت عنها مشاركتنا الأخيرة في الملحق الذي أقيم في الدوحة، ومعالجة السلبيات رغم قلتها، وتعزيز الإيجابيات الكثيرة.
من المؤكد أن منتخبنا الوطني تطور كثيراً عن السابق، وأصبح لدينا أكثر من لاعب مميز في كل مركز في التشكيلة، إضافة إلى التجانس الذي صنعته مباريات الملحق والمباريات الودية، وبذات الوقت لو راجعنا المردود الفني لمنتخب العراق في المباريات السابقة لوجدنا مستواه لم يكن مرتفعاً، بمعنى أنه ليس هناك فوارق كثيرة.
عندما نتحدث عن الملحق العالمي الذي نتمنى أن يكون منتخبنا طرفاً فيه، ندرك مفهوم أنه لا مستحيل في كرة القدم، وهناك قصص كثيرة شهدناها في السابق، فمثلاً شتان بين الفروقات الفنية للكرتين السعودية والأرجنتينية، ومع ذلك فاز المنتخب السعودي في المباراة التي جمعت الفريقين في كأس العالم الأخيرة في قطر عام 2022.
وحتى صعودنا إلى كأس العالم 1990، تحقق بفضل الإصرار والانضباط والثقة العالية وأمور كثيرة والمطلوب من المنتخب الحالي استثمارها، خاصةً أن ظروف الأبيض الحالية أفضل بكثير عن السابق.
وفي هذا السياق، المطلوبُ أيضاً وبشدة من الجمهور أن يواصل دعمه الذي شاهدناه في الدوحه، والمطلوب من المدرب كوزمين استثمار جاهزية اللاعبين الحاليين، والمطلب الأكبر من الوسط الرياضي أن يعزز الثقة في هذا المنتخب فما زال حلم الوطن موجوداً وقابلاً للتحقيق، وعلينا أن نستمر في الثقة بالكرة الإمارتية، سواء في هاتين المباراتين أو الاستحقاقات المقبلة والله ولي التوفيق.