عبيد صالح السويدي

نعيش هذه الأيام فرحة كبيرة صنعها أبطال الإمارات برياضة الجوجيتسو بحصادهم الكبير للميداليات الدولية في جميع البطولات التي يشاركون فيها، منها في دورة الألعاب الآسيوية للشباب وبطولات آسيا والعالم في مختلف الفئات، وهي حصيلة مشرفة تعودنا عليها أينما وجد أبطال الجوجيتسو، كما نعيش فرحة تنظيم بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو التي تجمع 10 آلاف لاعب ولاعبة من 130 دولة.
حين ننظر إلى رياضة الجوجيتسو في الإمارات، ندرك أنها أصبحت رياضة تُمارس بشغف واسع لمختلف الفئات، وأصبحت ثقافة وطنية متجذّرة في المجتمع، وحضورها الواسع يعكس قصة نجاح وطنية تستحق الإشادة بشكل مستدام.
أرقام كبيرة جداً من اللاعبين في مختلف الأعمار وأغلبهم من المواهب يمارسون الجوجيتسو، حتى أصبحت أجمل قصصهم تنطلق من هذه الرياضة التي تترجم رؤية قيادة آمنت بقدرات أبنائها وبأن الرياضة تصنع الإنسان، حتى أصبحت الجوجيتسو «رياضة الوطن» بامتياز، لما تمثله من قيم الانضباط، والاحترام، والتواضع، والعزيمة وغيرها من المواصفات الجميلة لتتجاوز حدود المنافسة إلى أن تصبح أسلوب حياة متكاملاً، إذ نجد في أغلب الأندية والمدارس والمؤسسات مساحة مخصصة لممارسة اللعبة مما ساهم في صناعة جيل مميز من ممارسيها.
لقد نجحت الجوجيتسو في أن تصنع أمجاداً للأندية الإماراتية والمنتخبات، وأن تخلق إرثاً رياضياً تتوارثه العائلات جيلاً بعد جيل، فاليوم نرى آباءً وأبناءً يلتقون على البساط ذاته، يتشاركون الحلم ذاته، مما يجعل من الجوجيتسو أكثر من مجرد رياضة ولعبة، بل حالة اجتماعية ووطنية فريدة.
لقد رسّخت بطولات أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو منذ انطلاقتها ووصولاً للنسخة الحالية ال 17 الكثير من المشاهد الإيجابية فنياً ومجتمعياً، بحيث أصبحت الإمارات موطناً لتكريم الأبطال واستكشاف المواهب وصناعتهم وعنواناً للتميز.
كل الشكر والتقدير لاتحاد الإمارات للجوجيتسو على هذه الجهود الجبارة التي يبذلها في صناعة أجيال من الرياضيين والمواهب المواطنة، وشكراً للجمهور الرائع وشكراً للأندية والأكاديميات الرياضية، ولكل فرد من أفراد هذه الأسرة الرياضية والمجتمعية المميزة.
والله ولي التوفيق.