يخوض لاعبو المنتخب الفلسطيني لكرة القدم الذين أصبحوا رمزاً لرياضة أنهكتها الحرب، السبت لقاءاً ودياً مع منتخب إقليم الباسك الإسباني في بيلباو، في أول مباراة لهم على أرض أوروبية بهدف «فتح عيون العالم» و«إنهاء الحرب».
ببدلة تدريب سوداء وصفارة في فمه، يقود إيهاب أبو جزر، مدرب المنتخب الوطني الفلسطيني، الحصة التدريبية في مركز «ليساما»، مركز تدريبات وأكاديمية نادي أتلتيك بلباو، بسلطة وثقة.
وعلى أحد الملاعب التي وفرها النادي الباسكي مجاناً، يحاول إعداد لاعبيه بأفضل شكل للمباراة المقررة على أرضية ملعب «سان ماميس» أمام 50 ألف متفرج. جميعهم سيكونون مؤيدين للقضية الفلسطينية المنتشرة بقوة في المنطقة التي شهدت قبل أسابيع احتجاجات عطلت إحدى مراحل طواف إسبانيا للدراجات.
يقول أبو جزر لوكالة فرانس برس «من الصعب أن تدرب فريقاً بينما والدتك تعيش في خيمة مؤقتة. أنا من غزة. فقدنا ما يقرب من مئتي شهيد من عائلتي. منزلي دمر بالكامل».
ويضيف «عاطفياً ونفسياً الأمر شديد الصعوبة. لكن تمثيل فلسطين هو أعظم شرف على الإطلاق».
على عكس مدربهم، فإن أغلب اللاعبين المختارين لم يسبق لهم أن زاروا غزة. يلعبون في قطر وتشيلي وإيسلندا والولايات المتحدة، لكنهم آخر ما تبقى من كرة القدم الفلسطينية.
وقال جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم «1.100 رياضي، موظف، مدرب، وحكم قُتلوا، من بينهم قائدنا (الرياضي العبيد). الآلاف أصيبوا، والمئات في عداد المفقودين».
«العيش بكرامة»
يقول المدرب وهو يعدل كوفيته حول عنقه «نحن هنا في مهمة، لنقول للعالم إن الشعب الفلسطيني يستحق أن يعيش بكرامة».
ويستطرد أبو جزر «نقترب من فصل الشتاء. الخيام لا تحمي من برد الشتاء ولا من حر الصيف. لذلك نقول للعالم كله: مارسوا أقصى قدر من الضغط ، لأنه في فلسطين هناك شعب يستحق دولة وحياة كريمة».
يأمل أبو جزر، مثل لاعبيه، أن تسهم هذه المباراة الخيرية، الأولى للمنتخب الفلسطيني في أوروبا والتي ستذهب عائداتها بالكامل إلى منظمة أطباء بلا حدود، في زيادة «الضغط» على المجتمع الدولي من أجل سلام دائم والاعتراف بدولة فلسطين.
ويقول المدافع ياسر حامد، المولود في بيلباو والمتدرج في صفوف أتلتيك بيلباو ويلعب حالياً في قطر «هذا هو الأهم: إعطاء صوت للفلسطينيين الذين لا صوت لهم، وجمع الأموال لدعم الجمعيات الإنسانية. هذا المال سيساعد كثيراً في إعادة بناء المستشفيات وتأمين الأدوية وغيرها».
ويتحدث حامد الذي يتحدث اللغة الباسكية والإسبانية بطلاقة عن شعوره بأنه «محظوظ» لأنه ما زال يعيش شغفه، «بينما يموت بعض الفلسطينيين من الجوع».
ويضيف «هذا يجعلك تقدّر كل طبق طعام وكل التفاصيل الصغيرة التي لا يلاحظها الناس في يومياتهم. لدينا مسؤولية أن نمنح بعض الفرح لأهلنا الذين يعانون. يجب أن يتوقف كل هذا، وأن تكون فلسطين حرة أخيراً».
«بصيص أمل»
بدوره، يعتقد اللاعب أحمد القاق المولود في الولايات المتحدة لوالدين فلسطينيين، أن المباراتين المقبلتين أمام منتخب الباسك السبت، ثم أمام المنتخب الكتالوني الثلاثاء في برشلونة، قد تساعدان في «فتح عيون العالم» على الوضع الإنساني في غزة.
ويقول الجناح الشاب البالغ 23 عاما الذي يلعب في الدرجة الثانية في الولايات المتحدة «نحن لسنا سياسيين، لكن كلاعبين نعطي الناس شيئا يتمسكون به. وسط كل ما يعيشونه، هذا يمنحهم بصيص أمل».
ويتابع «في كل مرة نلعب فيها، أولئك الذين يتمكنون من مشاهدة المباراة، ينسون كل ما يحدث لمدة 90 دقيقة».
وعن احتمال خسارة فلسطين، كما حدث أمام ماليزيا أو الجزائر في أكتوبر، يرد قائلاً «سنتجاوز ذلك. إنه في جيناتنا أن ننهض دائما بعد كل سقوط».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
