كتبت هبة السيد

أثارت شركة ديب سيك، الناشئة الصينية، جدلاً واسعاً في قطاع التكنولوجيا بعد إطلاق نماذجها المتقدمة للذكاء الاصطناعي، والتي تقول إنها تضاهي أو تتفوق على النماذج الرائدة في الولايات المتحدة، وبتكلفة أقل بكثير.

هذه التطورات دفعت إلى إعادة النظر في التوازن التكنولوجي العالمي وأثارت تساؤلات حول فعالية القيود الأميركية المفروضة على تصدير التقنيات المتقدمة إلى الصين.

وأعلنت ديب سيك أن نماذجها الرئيسية، DeepSeek-V3 وDeepSeek-R1، تنافس النماذج الرائدة مثل تلك التى طورتها OpenAI وMeta، ووفقاً للشركة فإن تكلفة استخدام نموذج DeepSeek-R1 أقل بـ20 إلى 50 مرة من نموذج OpenAI o1، حسب طبيعة المهمة.

وغيرت التصورات حول الفجوة بين الصين والولايات المتحدة، فمنذ إطلاق OpenAI لنموذج ChatGPT في أواخر عام 2022، دخلت الشركات الصينية سباق تطوير نماذج ذكاء اصطناعي مماثلة، ورغم الإحباط الأولي من أداء النماذج الصينية مقارنة بالأميركية، قلبت ديب سيك هذا التصور بفضل كفاءة نماذجها وتكلفتها المنخفضة.

رغم النجاح، شكك البعض في مدى شرعية قدرات ديب سيك، حيث أشار ألكسندر وانج، الرئيس التنفيذي لشركة Scale AI، في مقابلة مع CNBC، إلى احتمال امتلاك ديب سيك 50.000 شريحة Nvidia H100، ما قد ينتهك قيود التصدير الأمريكية.

كما أشار محللو شركة بيرنشتاين إلى أن تكاليف تدريب نماذج الشركة قد تكون أعلى بكثير مما أعلنته ديب سيك، مما أثار مزيداً من الجدل.

تأسست ديب سيك في هانجتشو عام 2023، ويملكها ليانغ وينفنج، المؤسس المشارك لصندوق التحوط الكمي "هاي فلاير"، كما أعلن الصندوق في مارس 2023 عن توسيع نطاق أعماله ليشمل البحث في الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، كذلك تشير السجلات الصينية إلى أن "هاي فلاير" يمتلك براءات اختراع تتعلق بمجموعات الشرائح المستخدمة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.