كتبت سماح لبيب

عثر الباحثون على حفرية عمرها 125 مليون سنة لنوع غير معروف من العقارب في شمال شرق الصين ، وقد قدم هذا الاكتشاف، الذي يمثل أول حفرية لعقرب بري من العصر الطباشيري في البلاد، رؤى حول التطور المبكر لهذه العناكب.

ويبلغ طول العقرب حوالي 10 سنتيمترات، ويعتبر أكبر بكثير من الأنواع الأخرى المعروفة من نفس الفترة ، ويشير وجوده إلى أنه لعب دورًا حاسمًا في السلسلة الغذائية للنظام البيئي في العصر الطباشيري المبكر، حيث كان يتغذى على الفقاريات واللافقاريات الصغيرة.

وفقًا للدراسة المنشورة في مجلة Science Bulletin تم اكتشاف الحفرية في تكوين Yixian، وهو موقع معروف بمجموعته الغنية من حفريات العصر الطباشيري المبكر ، وأطلق الباحثون على النوع Jeholia longchengi، في إشارة إلى Jehol Biota، وهو نظام بيئي ازدهر بين 133 و120 مليون سنة مضت.

أظهر العقرب شكل جسم خماسي الأضلاع، وفتحات تنفس مستديرة، وأرجل ممدودة، وملاقط نحيلة بدون نتوءات ، وتتوافق هذه الخصائص مع بعض عائلات العقارب الآسيوية الحديثة، على الرغم من ملاحظة اختلافات واضحة وفقًا لـ Diying Huang، الباحث في معهد نانجينج للجيولوجيا وعلم الحفريات، فإن حجم J. longchengi يجعله فريدًا من نوعه بين العقارب في عصر الدهر الوسيط، والتي كانت معظمها أصغر بكثير.

في رسالة بريد إلكتروني إلى Live Science، ذكر أن هذا النوع أكبر بكثير من العقارب التي تم العثور عليها سابقًا من تلك الحقبة.

ويشير وجود J. longchengi إلى أنه من المحتمل أن يكون قد افتراس مخلوقات أصغر حجمًا، بما في ذلك العناكب والحشرات والبرمائيات وربما السحالي الصغيرة أو الثدييات.

في حين لم يتم الحفاظ على أجزاء فم العقرب، مما يجعل التحليل الغذائي النهائي صعبًا، فإن حجمه وبنيته يشيران إلى دور مفترس ، فقد أكد الباحثون إلى أنه إذا كان هذا النوع موجودًا اليوم، فيمكن أن يكون بمثابة مفترس طبيعي لمختلف الحيوانات الصغيرة، بما في ذلك الفقاريات الصغيرة.

ويعد هذا الاكتشاف مهما بسبب ندرة العقارب الأرضية المتحجرة، حيث أنها عادة ما تعيش تحت الصخور والنباتات المتحللة، مما يحد من فرص تحجرها ، وقد تم العثور على معظم حفريات العقارب المعروفة من العصر الوسيط محاطة بالكهرمان، مما يجعل هذا مثالا نادرا لعينة محفوظة جيدا في الصخور الرسوبية.

وتوجد الأحفورة حاليًا في متحف وادي الحفريات في تشاويانج بالصين، حيث قد توفر الدراسات الإضافية رؤى حول أهميتها البيئية.