تكنولوجيا / البوابة العربية للأخبار التقنية

كيف تسهل تقنيات الذكاء الاصطناعي رحلة ضيوف الرحمن في موسم الحج؟

  • 1/2
  • 2/2

يشهد موسم الحج لعام 2025 تحولًا رقميًا كبيرًا مع اعتماد المملكة العربية على أحدث التقنيات لتقديم تجربة حج ميسرة وآمنة للحجاج، ويهدف هذا التوظيف المكثف للتكنولوجيا إلى تحسين تنظيم الشعيرة، وتسهيل حركة الحجاج، وضمان سلامتهم، وذلك من خلال إدماج الروبوتات والذكاء الاصطناعي والخرائط التفاعلية في التنظيمات، بالإضافة إلى تعزيز الأمن السيبراني.

وسنسلط الضوء في هذا التقرير على أبرز مظاهر التحول الرقمي في موسم الحج 2025، مع التركيز على الابتكارات التقنية ودورها في تحسين إدارة الحشود، وتعزيز الأمن، وتقديم خدمات متميزة لضيوف الرحمن.

تقنيات مبتكرة في موسم الحج لخدمة ضيوف الرحمن:

شهدت الاستعدادات لموسم حج 2025 تركيزًا كبيرًا على التحول الرقمي وتطبيق الذكاء الاصطناعي، بهدف الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للحجاج. ومن أبرز هذه التقنيات:

1- الروبوتات والفتاوى بالذكاء الاصطناعي:

كيف تسهل تقنيات الذكاء الاصطناعي رحلة ضيوف الرحمن في موسم الحج؟

أطلقت رئاسة الشؤون الدينية في المسجد الحرام والمسجد النبوي، النسخة الثانية من (روبوت منارة الحرمين) لإجابة زوار المسجد الحرام عن أسئلتهم والاستفسارات الشرعية بعدة لغات، وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي المملكة لمواكبة التحولات الرقمية الذكية وتعزيز استخدام التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، بهدف إثراء تجربة حجاج بيت الله الحرام في أثناء أداء مناسكهم.

وقال الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي: “لقد صُمم الروبوت خصوصًا للرئاسة ليكون مرجعًا ذكيًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي للإجابة عن الأسئلة والاستفسارات الشرعية من خلال قاعدة بيانات محوكمة متكاملة، مع خدمة التواصل المباشر مع أصحاب الفضيلة المفتين عبر مكالمة ، إذا لم يكن السؤال مخزنًا سابقًا”.

ويتميز  (روبوت منارة الحرمين)، الذي وُزع  في مناطق متعددة داخل المسجد الحرام وساحاته، بدعمه أكثر من 10 لغات عالمية، مما يتيح التواصل المباشر مع الحجاج من مختلف الجنسيات، كما يوفر إجابات فورية عبر التحدث أو الكتابة، مما يعزز تجربة الحجاج الإيمانية ويسهل الوصول إلى الإرشاد الديني بسهولة وسرعة.

كما تُستخدم روبوتات أيضًا في توزيع مياه زمزم دون الحاجة إلى تدخل بشري، مما يعزز النظافة والكفاءة. وتستخدم الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين المكانس الذكية في عمليات تطهير وتنظيف المسجد الحرام، لضمان بيئة صحية ونظيفة للحجاج.

2- منصات الذكاء الاصطناعي في موسم الحج:

طوّرت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، بالتعاون الوثيق مع وزارة الداخلية، منصة (بصير) الذكية، وتعتمد هذه المنصة المتطورة على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل: الرؤية الحاسوبية والنماذج اللغوية الكبيرة، لمتابعة الحشود وضمان سلامتهم وانسيابية حركتهم خلال دخولهم للحرمين الشريفين، مما يضمن أعلى مستويات الأمان لضيوف الرحمن خلال موسم حج هذا العام.

وتدعم منصة (بصير) موسم الحج من خلال تكاملها مع منظومة الجهات الأمنية والخدمية العاملة في الحرمين الشريفين، وتعمل هذه المنظومة على تعزيز إدارة الحشود ودعم اتخاذ القرار عبر حلول ذكية شاملة تتضمن:

  • البوابات الذكية: لتنظيم دخول الزوار وخروجهم.
  • الرصد اللحظي للحشود: لمراقبة أعداد وتوزيع الحشود لحظيًا.
  • البحث الذكي: لتحليل البيانات وتحديد الأنماط.
  • تحليل السلوكيات: لفهم تحركات الحشود والتنبؤ بالازدحامات.
  • إدارة تدفق الزوار: لتوجيه الحشود بفعالية ومنع التكدس.

وتُقدم هذه الحلول في بيئة تقنية متقدمة مدعومة بتحليلات البيانات الشاملة والذكاء الاصطناعي، مما يوفر رؤى دقيقة للجهات المعنية.

3- الحساسات الأرضية والكاميرات الذكية لإدارة الحشود بكفاءة:

أكدت الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين خلال موسم الحج هذا العام، أنها تعتمد على حساسات أرضية وقارئات للمداخل لرصد الحشود على أرضية المداخل والمخارج الرئيسة للمسجد الحرام وإدارتها، بهدف رفع الكفاءة التشغيلية عبر متابعة التدفقات والحشود وتحسين إدارتها بفاعلية بالشراكة مع الجهات المعنية.

وتعمل هذه التقنيات المتقدمة من خلال كاميرات ذكية متطورة تستشعر حركة الدخول والخروج، مما يتيح:

  • مراقبة فورية لتدفقات ضيوف الرحمن.
  • تحديد نقاط الازدحام بدقة عالية، مما يُسهم في تحسين خطط التفويج وتوجيه الحشود بذكاء.

ويسهم هذا النظام المزدوج من الحساسات والكاميرات في تحسين توزيع الحشود داخل المسجد الحرام، لا سيما في أدوار المطاف والمسعى، مما يساعد في تنظيم الحركة وتعزيز سلامة الزوار، خاصة خلال أوقات الذروة، إضافة إلى تسهيل انسيابية الدخول والخروج عبر الاعتماد على البيانات الدقيقة والتاريخية في اتخاذ القرارات المناسبة.

4- خرائط تفاعلية جديدة لتسهيل حركة الحجاج في مكة والمشاعر المقدسة:

أطلقت قوات أمن الحج لشؤون المرور خلال موسم الحج هذا العام، 6 خرائط تفاعلية جديدة، لمساعدة الحجاج في تحديد مساراتهم واتجاهات الحركة والتصعيد والنفرة بيسر وسلاسة.

وتتضمن المجموعة الجديدة من الخرائط التفاعلية:

  • خريطة شاملة لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
  • خريطة مخصصة للمسجد الحرام والمنطقة المحيطة به.
  • خريطة تفصيلية لمِنى.
  • خريطة لمزدلفة.
  • خريطة لعرفات.

4- المركز الهندسي الذكي للقيادة والتحكم:

أطلقت الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين خلال موسم الحج هذا العام، المركز الهندسي الذكي للقيادة والتحكم، الذي صُمم ليكون مصدرًا موثوقًا وموحدًا لإدارة وتشغيل جميع أنظمة البنية التحتية الذكية في المسجد الحرام والمسجد النبوي، ويشمل ذلك نطاقًا واسعًا من الخدمات الحيوية مثل: الكهرباء، والمياه، والتكييف، والمصاعد، والإضاءة، وإدارة النفايات.

ويعتمد المركز على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، لدعم اتخاذ قرارات آنية واستباقية، مما يسهل المتابعة الدقيقة للخدمات التشغيلية والأنظمة. كما يساهم في تحسين مؤشرات الأداء، والكشف الاستباقي عن أي أعطال محتملة في الأنظمة، ومراقبة أدائها بفعالية.

وتشمل الأنظمة التقنية المتطورة التي يعتمد عليها المركز:

  • أنظمة SCADA: لمراقبة البنى التحتية الحيوية والتحكم بها.
  • نظام إدارة المباني (BMS): لإدارة عمليات المباني بكفاءة.
  • الخرائط الحرارية: لرصد الخدمات التشغيلية وتوجيه الموارد نحو المناطق ذات الأولوية بناءً على كثافة القاصدين لحظيًا.
  • تقنية التوأم الرقمي (Digital Twin): وهي عيارة عن نماذج رقمية تحاكي مرافق الحرمين الشريفين للتشغيل، والتحكم، والمحاكاة، وتعزز هذه التقنية من الكفاءة التشغيلية، كما تتيح التنبؤ بالأعطال قبل وقوعها.
  • أنظمة (DSS): للتنبؤ واتخاذ القرار، وتقديم توصيات تشغيلية تنبؤية ذكية فورية، مما يعزز المرونة الميدانية واستباق التحديات.
  • تقنيات إنترنت الأشياء: لربط الحساسات بالمركز وتحليل بياناتها لحظيًا، مما يوفر رؤى دقيقة عن الوضع في الموقع.
  • نظام الإنذار المبكر (AEWS): لتنبيه الجهات المختصة تلقائيًا عند وجود خلل أو خطر محتمل، مما يضمن استجابة دقيقة وسريعة.
  • شبكات اتصال عالية الكفاءة (5G/LoRaWAN): لضمان سرعة وكفاءة نقل البيانات بموثوقية عالية.

5- تعزيز الأمن السيبراني في موسم الحج:

أطلقت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني بالشراكة مع وزارة الحج والعمرة، الإصدار الثاني من (دليل التوعية السيبرانية)، الذي يهدف إلى رفع مستوى الوعي بالأمن السيبراني وبناء ثقافة رقمية حصينة لدى ضيوف الرحمن خلال موسم الحج.

ويحتوي الإصدار الثاني من (دليل التوعية السيبرانية) على مجموعة واسعة من المواد التثقيفية المتنوعة في الأمن السيبراني، وقد تضمن الدليل تحديثات مهمة تركز في عدة موضوعات حيوية، منها:

  • أمن التطبيقات: كيفية استخدام التطبيقات بأمان وتجنب المخاطر المحتملة.
  • التحديثات الأمنية: أهمية تثبيت التحديثات لضمان حماية الأجهزة والبرمجيات.
  • التحقق الثنائي: تعزيز أمان الحسابات بخطوات تحقق إضافية.
  • كلمات المرور الآمنة: إرشادات لإنشاء واستخدام كلمات مرور قوية.
  • أساليب الهندسة الاجتماعية والتصيد وكيفية تجنبها: توعية بالمخاطر الشائعة وكيفية تعرفها وتفاديها.
  • أهمية التصفح الآمن لشبكة الإنترنت: نصائح للتنقل عبر الإنترنت بشكل آمن.
  • إجراء النسخ الاحتياطي بصورة دورية: أهمية حفظ البيانات لضمان عدم فقدانها.

ويعرض الدليل كذلك أهمية الوعي بالأمن السيبراني ودوره في الحد من المخاطر خلال موسم الحج. ولضمان وصول المعلومة لأكبر شريحة من الحجاج، يتوفر الدليل بـ 16 لغة مختلفة ويمكن الوصول إليه عبر قسم الأدلة التوعوية في موقع وزارة الحج والعمرة.

يمثل موسم الحج هذا العام نموذجًا رائدًا لتكامل التكنولوجيا في إدارة أحد أكبر التجمعات البشرية في العالم، فمن خلال روبوتات ومنصات الذكاء الاصطناعي، وتقنيات إنترنت الأشياء، وجهود تعزيز الأمن السيبراني، تؤكد المملكة العربية السعودية التزامها بتقديم تجربة حج آمنة ومريحة.

وتعكس هذه الابتكارات رؤية المملكة 2030 في استثمار التكنولوجيا لخدمة ضيوف الرحمن، مما يعزز مكانتها كمركز عالمي للابتكار والتنظيم في مواسم الحج والعمرة.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة البوابة العربية للأخبار التقنية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من البوابة العربية للأخبار التقنية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا