كتبت أميرة شحاتة
الأربعاء، 13 أغسطس 2025 05:00 صأصدرت ناسا تحديثًا مرعبًا عن الجسم الغامض المنتقبل عبر النجوم، الذي ينطلق بسرعة عبر نظامنا الشمسي، حيث رُصد هذا الزائر القادم من نجم آخر، والمُسمى 3I/ATLAS، لأول مرة في الأول من يوليو عندما وصل إلى مسافة 420 مليون ميل من الشمس، والآن، التقط تلسكوب هابل الفضائي أدق صور على الإطلاق لـ 3I/ATLAS وهو يشق طريقه إلى النظام الشمسي الداخلي.
وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، تكشف هذه الصور الرائدة أن 3I/ATLAS يتحرك بسرعة مذهلة تبلغ 130,000 ميل في الساعة (209,000 كم/ساعة)، مما يجعله أسرع جسم بين نجمي رُصد على الإطلاق، وباستخدام ملاحظات هابل، تمكن علماء الفلك أيضًا من وضع تقدير جديد لحجم النواة الجليدية للجسم.
قدر علماء مرصد فيرا سي. روبين في السابق، أن عرض المذنب الغريب يبلغ حوالي سبعة أميال (11.2 كم)، ونعلم الآن أن عرض 3I/ATLAS لا يتجاوز 3.5 ميل (5.6 كم)، وربما يصل حجمه إلى 1000 قدم (320 مترًا)، ومع ذلك، فإن هذا يجعل 3I/ATLAS أكبر جسم بين نجمي عُثر عليه على الإطلاق، وأكبر بـ 14 مرة من ثاني أكبر جسم.
يكاد العلماء ووكالات الفضاء حول العالم أن يكونوا على يقين من أن الجسم 3I/ATLAS هو مذنب وليس قطعة صخرية صلبة، وهذا يعني أنه كتلة صغيرة نسبيًا من الجليد والغازات المتجمدة والغبار، محاطة بسحابة كبيرة من المواد المتبخرة، والتي تتزايد مع اقترابها من حرارة الشمس.
عندما تكون الأجسام بعيدة جدًا، يُقدر العلماء حجمها بمقدار الضوء الذي تعكسه، ومع ذلك، لم يكن علماء الفلك متأكدين في البداية مما إذا كان 3I/ATLAS صخرة فضائية كبيرة جدًا ولكنها باهتة، أم مذنبًا أصغر وأكثر انعكاسًا محاطًا بغازات ساطعة، وبفضل ملاحظات هابل، يُمكننا الآن رؤية التوهج المُشير لمذنب مُتجمد، والحصول على تقدير دقيق لحجمه الحقيقي.
تُظهر صورة هابل عمودًا من الغبار يتدفق من جانب المذنب المُدفأ بالشمس، مع لمحة من ذيل يمتد خلفه، وتُطابق هذه الكمية من الغبار المفقود ما يكتشفه العلماء في مذنبات أخرى على بُعد حوالي 300 مليون ميل من الشمس، ومع اقتراب 3I/ATLAS من الشمس وزيادة دفئه، من المُتوقع أن يزداد وضوح الذيل وأعمدة الغبار.
سيصل إلى أقرب نقطة له من الشمس في أواخر أكتوبر على مسافة 130 مليون ميل (210 مليون كيلومتر)، مارًا داخل مدار المريخ مباشرةً، ولحسن الحظ، لا يُشكل هذا الجسم أي تهديد على الإطلاق للأرض، وسيكون على الجانب الآخر من الشمس خلال هذا اللقاء القريب.
هذه هي المرة الثالثة فقط التي يتمكن فيها العلماء من رصد جسم يقترب من نظام نجمي آخر، ويعمل علماء الفلك لجمع أكبر قدر ممكن من البيانات أثناء وجوده هناك، ويقول الدكتور ديفيد جيويت، قائد الفريق العلمي لرصد هابل، من جامعة كاليفورنيا: "لا أحد يعلم من أين جاء المذنب.. إنه أشبه برؤية رصاصة بندقية لجزء من ألف من الثانية، ولا يمكن التنبؤ بذلك بدقة لمعرفة نقطة انطلاقه في مساره."
كما تؤكد سرعة المذنب 3I/ATLAS الفائقة بالنسبة للشمس أنه على الأرجح كان يسافر عبر الكون لمليارات السنين، ومع مرور المذنب بالكواكب والنجوم والسدم، زاد "تأثير المقلاع الجاذبي" من زخمه، فكلما طالت مدة انجراف الجسم في الفضاء، زادت سرعته.
وقد أشارت دراسات سابقة إلى أن عمر المذنب 3I/ATLAS يُحتمل أن يكون ثمانية مليارات سنة على الأقل، مما يجعله أقدم مذنب شوهد على الإطلاق، وهذا يعني أن عمر المذنب يحتمل أن يكون ضعف عمر نظامنا الشمسي الذي يبلغ عمره 4.6 مليار سنة.
يأتي 3I/ATLAS بعد جرمين بين نجميين آخرين، هما 1I/'Oumuamua، الذي اكتُشف عام 2017، و2I/Borisov عام 2019، ومع ذلك، يعتقد الباحثون أن التطورات الحديثة في تكنولوجيا التلسكوبات تعني أننا سنبدأ قريبًا برصد المزيد من الأجسام بين النجمية.
يُعد هابل أول تلسكوب فضائي قوي مُجهز لمراقبة رحلة 3I/ATLAS، إلى جانب تلسكوب جيمس ويب الفضائي، وTESS (قمر صناعي لمسح الكواكب الخارجية العابرة)، ومرصد نيل جيريلز سويفت، وجميعها مُجدولة لإجراء عمليات رصد.
ومن المتوقع أن يظل 3I/ATLAS مرئيًا بواسطة التلسكوبات الأرضية حتى سبتمبر، وبعد ذلك سيمر قريبًا جدًا من الشمس بحيث لا يمكن رصده، ومن المتوقع أن يظهر مرة أخرى على الجانب الآخر من الشمس بحلول أوائل ديسمبر.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.