تعرضت عدة مطارات أوروبية رئيسية، بما في ذلك مطار بروكسل في بلجيكا ومطار هيثرو في لندن، لهجوم سيبراني يوم السبت، مما أدى إلى تأخيرات وإلغاءات للرحلات الجوية، حيث ذكر مطار بروكسل - في بيان أوردته مجلة بولتيكو الأوروبية - أن الهجوم استهدف مزود الخدمة لأنظمة تسجيل الوصول والصعود على الطائرات، ونتيجة للهجوم، أصبح من الممكن إجراء التسجيل والصعود يدويًا فقط، مما أدى إلى تأثير كبير على جدول الرحلات، وأن ذلك سيؤثر بشكل كبير على جدول الرحلات الجوية، مما سيتسبب للأسف في تأخيرات أو إلغاءات للرحلات.

ووفقًا لبيانات Flightradar24، تأخرت أكثر من 130 رحلة جوية في هيثرو لمدة 20 دقيقة أو أكثر حتى الساعة 11 صباحًا من صباح الأحد، مع إلغاء 13 رحلة يوم السبت.

من جهته قال محمد المغربي، استشارى الذكاء الاصطناعى والأمن الالكترونى، أن النظام المسؤول عن عمليات الـ Check-in وتسليم الحقائب، المعروف باسم (MUSE – Multi-User System Environment)، تعرض لتعطّل شامل، مما دفع الموظفين إلى الاعتماد على الورق والأقلام لطباعة بطاقات الصعود إلى الطائرة (Boarding Pass) ووضع العلامات على الحقائب يدويًا.

وأشار المغربي إلى أن سبب التعطّل هو على الأغلب "تعطّل مرتبط بالأمن السيبراني (Cyber-related disruption)"، وهو تعبير يستخدم عادةً لتخفيف وقع الأزمة، لكنه في الواقع قد يشير إلى واحدة من السيناريوهات التالية:

* سرقة بيانات الدخول (Credentials) من قبل جهة مجهولة تمكّنت من التلاعب في إعدادات النظام.
* هجوم على طبقة التطبيقات (Application Layer) للنظام.
* أو هجوم ممنهج من نوع "Supply Chain Attack"، حيث تم إرسال تحديث خبيث للنظام إلى جميع المطارات المستهدفة دفعة واحدة.

ورغم وجود بعض التكهنات حول احتمال هجوم من نوع "Ransomware"، إلا أنه حتى الآن لم يتم طلب أي فدية، ما يجعل السيناريو الأقرب هو عملية تخريبية (Sabotage) متقنة.

وسلط "مغربي" الضوء على ثلاث نقاط ضعف جوهرية كشفتها الأزمة، وهي "نقطة فشل واحدة (Single Point of Failure)"، حيث تعتمد مطارات بأكملها على مزود خدمة واحد، مما يجعل النظام عرضة للتوقف الكامل عند أي مشكلة.
والنقطة الثانية، فهي "ضعف خطط التعافي من الكوارث"، فبمجرد وقوع المشكلة، اضطر الموظفون للعودة للاعتماد على الورق والقلم، مما يدل على أن خطط التعافي غير مفعّلة أو غير عملية، أم النقطة الثالثة، فهي غياب التكرار والنسخ الاحتياطي (Redundancy)، إذ لم يكن هناك نظام احتياطي جاهز لتولي المهام في حال تعطل النظام الرئيسي.

وعلق المغربي بسخرية على عودة هذه المطارات الكبرى لاستخدام الطرق اليدوية في زمن التكنولوجيا المتقدمة، مشيرًا إلى أن المئات من آلاف الركاب يوميًا عانوا من هذه الأزمة البسيطة نسبيًا التي كشفت هشاشة بنيتهم التحتية الرقمية.