كتبت هبة السيد
الإثنين، 13 أكتوبر 2025 02:00 صتواصل شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة xAI، التي يقودها الملياردير إيلون ماسك، توسعها في مشاريع الذكاء الاصطناعي الطموحة، إذ تعمل حالياً على تطوير ما يعرف ب"نماذج العالم الواقعي" وهي جيل جديد من أنظمة الذكاء الاصطناعي المصمَّمة لفهم العالم الفيزيائي والتفاعل معه، وليس الاكتفاء بتحليل النصوص والصور.
ويضع هذا المشروع شركة ماسك في منافسة مباشرة مع عمالقة التكنولوجيا مثل ميتا وجوجل، اللتين تسعيان أيضاً إلى تطوير أنظمة قادرة على التعلّم من العالم الحقيقي وبناء عوالم جديدة تحاكيه، وعلى الرغم من تشابه الفكرة مع مفهوم الذكاء الاصطناعي العام AGI، فإن التقرير الذي نشرته صحيفة فايننشال تايمز لم يذكر المصطلح صراحة.
بحسب التقرير، استقطبت xAI خلال الأشهر الماضية أبرز الباحثين من شركة "إنفيديا" لدعم جهودها في بناء هذه النماذج، وتعتمد أنظمة "نماذج العالم" على تدريب الذكاء الاصطناعي باستخدام مقاطع فيديو وبيانات من الروبوتات لفهم ديناميكيات الواقع مثل الحركة، والفيزياء، والسبب والنتيجة وهي مهارات لا تمتلكها النماذج النصية الحالية مثل ChatGPT أو Grok.
على عكس أدوات الذكاء الاصطناعي الشائعة اليوم التي تتنبأ بالكلمات أو البكسلات، تسعى "نماذج العالم" إلى فهم سلوك الأشياء في بيئات ثلاثية الأبعاد مثل كيفية ارتداد كرة، أو انعكاس الضوء، أو حركة روبوت داخل غرفة مزدحمة، وتهدف هذه النماذج إلى منح الذكاء الاصطناعي حدساً فيزيائياً أقرب إلى البشر.
ونقلت الصحيفة عن مصدرين مطّلعين أن xAI تطوّر حالياً نماذج يمكن استخدامها في الألعاب الإلكترونية، بحيث يتمكن الذكاء الاصطناعي من إنشاء بيئات ثلاثية الأبعاد تفاعلية وغامرة بالكامل، وأشار أحد المصادر إلى أن التقنية نفسها قد تُستخدم مستقبلاً في الروبوتات، لتعليمها كيفية فهم وتصميم المساحات الواقعية.
ولتسريع هذا التوجّه، استعانت xAI بالباحثين السابقين في «إنفيديا» زيشان باتيل وإيثان هي، وهما متخصصان في بناء نماذج العالم الواقعي، وكانت "إنفيديا" من أوائل الشركات في هذا المجال من خلال منصتها Omniverse التي تتيح للمطورين محاكاة عوالم رقمية شديدة الواقعية.
وأكد إيلون ماسك عبر منصة إكس "تويتر سابقاً" أن شركته تخطط لإطلاق "لعبة فيديو مذهلة من إنتاج الذكاء الاصطناعي" قبل نهاية العام المقبل، وكان ماسك قد لمح إلى المشروع العام الماضي، وتشير التعيينات الجديدة إلى أن العمل على اللعبة دخل مرحلة متقدمة بالفعل.
كما أطلقت xAI هذا الأسبوع أحدث نموذج لتوليد الصور والفيديو مزوّداً بـ"تحديثات ضخمة"، وقد أتاحته الشركة مجاناً للمستخدمين، وتسعى حالياً إلى توسيع فريقها المتخصص في ما تسميه "فريق أومني"، المكلف بابتكار "تجارب ذكاء اصطناعي سحرية تتجاوز النصوص" تشمل الصور والفيديو والصوت. وتتراوح رواتب الفريق بين 180 ألفاً و440 ألف دولار سنوياً، فيما يعرض إعلان توظيف لـ"مدرب ألعاب فيديو" أجراً يتراوح بين 45 و100 دولار في الساعة لتدريب نظام Grok على تصميم الألعاب.
وترى "إنفيديا" أن سوق نماذج العالم الواقعي قد تبلغ قيمته ما يعادل حجم الاقتصاد العالمي بأكمله، نظراً لإمكان تطبيقه في مجالات واسعة تشمل الروبوتات، والأتمتة الصناعية، والمركبات ذاتية القيادة.
لكن، رغم الحماس الكبير، لا تزال التحديات هائلة؛ إذ يتطلب تدريب هذه الأنظمة كميات ضخمة من البيانات وقدرات حوسبة هائلة، إضافة إلى نمذجة دقيقة لقوانين الفيزياء والسلوك البشري وهو أمر لم تصل إليه حتى الآن أكثر المختبرات تقدماً.
من جانب آخر، يبدي خبراء صناعة الألعاب تشكيكاً في جدوى الذكاء الاصطناعي في حل مشكلات القطاع. وقال مايكل دوس، رئيس النشر في استوديو Larian Studios "مطور لعبة Baldur’s Gate 3"، إن "الذكاء الاصطناعي لن يحل المشكلة الكبرى في الألعاب، وهي القيادة والرؤية"، مضيفاً أن الصناعة لا تحتاج إلى "حلقات لعب تنتج رياضياً أو تدرب نفسياً"، بل إلى عوالم تعبر عن شغف البشر وتجذبهم للتفاعل الحقيقي معها.
مع هذا المشروع، يراهن إيلون ماسك على أن "نماذج العالم" ستكون الخطوة الأجرأ لدمج الذكاء الاصطناعي بالعالمين الواقعي والرقمي، وإن نجحت هذه الرؤية، فقد تغيّر جذرياً كيفية تفاعل البشر والآلات مع الواقع؛ أما إذا فشلت، فستبقى فصلاً جديداً مثيراً في التجارب العلمية المستقبلية التي يخوضها ماسك.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.