تقترب أستراليا من تطبيق أحد أشد تدابير السلامة الرقمية صرامةً في العالم، وذلك بمنع المستخدمين دون سن السادسة عشرة من الوصول إلى منصات التواصل الاجتماعي، إذ يهدف القانون الجديد،  إلى الحد من تعرض الأطفال لمخاطر الإنترنت، و مع اقتراب الموعد النهائي للحظر، أعربت شركة جوجل عن مخاوفها الشديدة أمام المشرّعين.

وحذّرت جوجل، من أن تطبيق هذا الإجراء سيكون "صعبًا للغاية" وقد لا يحقق أهدافه المرجوة، بعدما أُقرّ تعديل لوائح السلامة الرقمية الأسترالية في نوفمبر 2024، وهو يخضع لمراقبة دقيقة من قِبَل الحكومات وشركات التكنولوجيا حول العالم،  بخلاف عمليات التحقق من العمر القياسية التي تعتمد على صدق المستخدم، حيث يُلزم النموذج الأسترالي الشركات بتقدير أعمار المستخدمين باستخدام الذكاء الاصطناعي والإشارات السلوكية، دون طلب إثبات الهوية أو أي وثائق أخرى.

ومع ذلك، جادلت راشيل لورد، المديرة العليا للشؤون الحكومية في يوتيوب في أستراليا، أمام المشرعين، بأنه على الرغم من أن نية القانون جديرة بالثناء، إلا أنه يُخاطر بعواقب غير مقصودة. وأضافت: "لن يكون تطبيق التشريع صعبًا للغاية فحسب، بل إنه أيضًا لا يُحقق وعده بجعل الأطفال أكثر أمانًا على الإنترنت".

يعكس موقف جوجل تشككًا واسع النطاق في قطاع التكنولوجيا بشأن جدوى التحقق من السن على نطاق واسع وعيوبه المحتملة، ويجادل خبراء التكنولوجيا بأن مثل هذه الأنظمة قد تثير مخاوف تتعلق بالخصوصية، وتؤدي إلى أخطاء في تحديد الهوية والاستبعاد، مع إمكانية تجاوزها بسهولة نسبية.

وقد أشارت جوجل مرارًا وتكرارًا إلى أن اللوائح التنظيمية حسنة النية غالبًا ما تتعثر عند مواجهة تحديات تقنية وقانونية.