تكنولوجيا / البوابة العربية للأخبار التقنية

كيف يعزز مختبر “روبوتكس باي” في “كاوست” ريادة في الذكاء الاصطناعي والروبوتات؟ 

  • 1/2
  • 2/2

في عصر تتسارع فيه وتيرة التحول الرقمي، وتتجه فيه الاقتصادات العالمية نحو الابتكار القائم على المعرفة، لم تَعد الروبوتات والأنظمة الذاتية ترفًا تقنيًا، بل أصبحت ركائز أساسية لبناء مستقبل مستدام ومجتمعات ذكية.

ومن هذا المنطلق، يمثل إطلاق جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) لمختبر الروبوتات المتكامل، الذي يُسمى (روبوتكس باي) Robotics Bay، في شهر أكتوبر 2025، إعلانًا لدخول المملكة العربية مرحلة جديدة من التمكين التقني.

فقد صُمم هذا المرفق، بمساحته التي تبلغ 1,000 متر مربع، ليكون مُسرِّعًا للابتكار التقني السيادي، إذ يركز على تمكين المملكة من قيادة التحول في مجالي الروبوتات والذكاء الاصطناعي، وتكمن الأهمية الحقيقية في قدرة هذا المرفق على تحويل الأبحاث المعرفية إلى عملية تخدم الأهداف التنموية لرؤية 2030، خاصةً في توطين التقنية وبناء مجتمع قائم على المعرفة والكفاءات المحلية.

(روبوتكس باي) وهندسة الأتمتة.. تسريع دورة الابتكار التقني:

كيف يعزز مختبر
مصدر الصورة “كاوست”.

يتمتع مختبر (روبوتكس باي) ببنية تحتية تقنية متقدمة للروبوتات، تضعه في مصاف المراكز العالمية مثل: جامعة كاليفورنيا في سان دييجو، ومعهد كاليفورنيا للتقنية (كالتيك)، وجامعة ميشيجان. إذ يضم ساحة تجارب مركزية واسعة مصممة لاختبار مجموعة متنوعة من الأنظمة الروبوتية، وتُحيط بها مختبرات متخصصة للبحث والتطوير يقودها أعضاء هيئة التدريس في كاوست.

وقد صُمّم المختبر ليستوعب المنصات الروبوتية المتعددة الأنماط –  سواء كانت جوية – مثل الطائرات الروبوتية والمسيّرة، أو أرضية مثل الروبوتات المتنقلة – أو تحت الماء – وذلك ضمن بيئة متكاملة واحدة، مما يمنح الباحثين مرونة كبيرة في تصميم الأنظمة الذكية واختبارها في ظروف واقعية تحاكي الاستخدامات الصناعية والميدانية.

ويُوفّر المرفق أيضًا أدوات النمذجة الأولية المتقدمة مثل: الطابعات الثلاثية الأبعاد وآلات التحكم الرقمي بالحاسوب (CNC) ومحطات اللحام الدقيقة، التي تُمكّن الباحثين والطلبة من تحويل الأفكار إلى نماذج أولية حقيقية بسرعة وكفاءة عالية، مما يسرّع دورة الابتكار.

تعزيز السيادة التقنية وتوطين المعرفة:

 أكد البروفيسور جيانلوكا سيتي، عميد قسم العلوم والهندسة الحاسوبية والكهربائية والحسابية في كاوست، أن الروبوتات والأتمتة تمثّلان ركيزة أساسية في خطة التحول الرقمي للمملكة، وقال: “من خلال إطلاق مختبر (Robotics Bay)، نؤكد التزام كاوست بدفع الابتكار التقني وتطوير حلول ذكية تُسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني، وتوطين المعرفة في مجالات الروبوتات والذكاء الاصطناعي”.

ويُشرف على المرفق كلٌّ من البروفيسور إيريك فيرون، والبروفيسور المساعد شينكيو بارك، اللذان يقودان فرقًا بحثية متخصصة في هندسة الطيران والنقل والهندسة الكهربائية، وتركّز أبحاثهما على تصميم روبوتات تعاونية متعددة الأنظمة قادرة على العمل ضمن بيئات ديناميكية ومعقدة.

وتتنوع الأبحاث لتشمل تقنيات متطورة ومطلوبة عالميًا مثل: الروبوتات الأرضية والجوية السريعة، والتعاون بين الإنسان والروبوت، وأسراب الروبوتات المتعددة، والروبوتات المخصّصة للعمليات البحرية.

ويؤكد البروفيسور فيرون أن العنصر الأهم الذي يقدمه مختبر (روبوتكس باي) هو توفير مساحة تطوير مشتركة واستثنائية، تتيح لمجموعات من الباحثين العمل بالتوازي، والاستفادة القصوى من الإلهام الإبداعي الناتج عن التفاعل المعرفي فيما بينهم.

ولا يقتصر هذا المختبر على خدمة أعضاء هيئة التدريس وطلبة كاوست والمتعاونين من مختلف التخصصات فحسب، بل يرحّب كذلك بالشركاء من جميع أنحاء المملكة العربية السعودية الراغبين في تطوير أنظمتهم الروبوتية المبتكرة واختبارها.

دعم مشروعات المدن الذكية والتقنيات المعززة:

يمثّل مختبر (روبوتكس باي) حلقة وصل بين البحث الأكاديمي والتطبيق العملي، لذلك يُتوقّع أن يُسهم بنحو مباشر في تطوير تقنيات داعمة للمدن الذكية، وأنظمة التنقّل الذاتي، والبنية التحتية المستقبلية، والخدمات العامة، وهي جميعها ركائز رئيسية في مشروعات المملكة العملاقة مثل: نيوم والقدية وغيرها.

وفي هذا السياق، قال البروفيسور فيرون: “بوصفي باحثًا متخصصًا في مجالي الطيران والنقل، فإن مرفق (Robotics Bay) يقدم مساحة مركزية واسعة مثالية لإجراء تجارب التنقل المصغّرة والمتعددة الأنماط”.

وأشار البروفيسور فيرون إلى أن المختبر يفتح آفاقًا واسعة للتكامل مع (أرض التجارب لمستقبل النقل)، وهي أول منصة متقدمة في المملكة لتقنيات النقل البري والجوي والبحري، وتقع أيضًا داخل الجامعي في كاوست، مما يختصر فترات اختبار التقنيات الجديدة.

إعداد الكفاءات الوطنية:

مصدر الصورة “كاوست”.

لا يقتصر دور المختبر على البحث العلمي فقط، بل يُعدّ أيضًا مركزًا لتدريب الجيل القادم من المتخصصين في الروبوتات والذكاء الاصطناعي، إذ يُسهم في تأهيل الكفاءات الوطنية، وتعزيز الخبرات المحلية، وتقليل الاعتماد على التقنيات المستوردة، مما يدعم الأتمتة ويصنع ثقافة ريادية وبحثية في هذا المجال المتقدم.

ويدعم المختبر تطوير تطبيقات عملية تخدم القطاعات الحيوية في المملكة مثل: الخدمات اللوجستية، والزراعة الذكية، والفحص والصيانة، والدفاع، مما يُسهم في بناء منظومة وطنية متكاملة لتقنيات الروبوتات.

السعودية.. نحو مركز عالمي للذكاء الاصطناعي والروبوتات:

يأتي إطلاق مختبر الروبوتات (روبوتكس باي) امتدادًا لجهود المملكة الطموحة لتصبح واحدة من أبرز القوى العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات بحلول عام 2030. فقد حققت السعودية خلال السنوات الأخيرة قفزات نوعية في مؤشرات الابتكار والتقنية، بفضل استثماراتها الضخمة في البحث العلمي، وبناء القدرات البشرية، واستقطاب العقول العالمية إلى جامعاتها ومراكزها البحثية.

ويُجسّد هذا المختبر الجديد رؤية المملكة في التحول من اقتصاد يعتمد على الموارد إلى اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار، إذ تُصبح الروبوتات والذكاء الاصطناعي أدوات رئيسية لصنع المستقبل، وركائز لبناء مدن ذكية واقتصاد رقمي تنافسي يقوده العلماء والمهندسون السعوديون.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة البوابة العربية للأخبار التقنية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من البوابة العربية للأخبار التقنية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا