تكنولوجيا / اليوم السابع

احترس من الويب.. 12 نصيحة تحمى بها نفسك على الإنترنت دون أن تكون خبيرا تقنيا

في زمنٍ أصبح فيه الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من تفاصيل حياتنا اليومية، من أول لحظة نفتح فيها الهاتف صباحًا وحتى آخر تصفح قبل النوم، لم يعد الأمان الرقمي رفاهية، بل ضرورة لا غنى عنها، والأجمل من ذلك أنك لست بحاجة إلى أن تكون خبيرًا تقنيًا لتحمي نفسك، فبضع خطوات بسيطة يمكنها أن تقلل من خطر الاختراق بشكل كبير، وتمنحك راحة البال في عالمٍ مزدحم بالمخاطر الرقمية.

 

1- ثبّت تحديثات الأمان فورًا

يُعدّ تثبيت تحديثات البرامج أول وأهم خطوة لحماية نفسك رقميًا. فعندما يظهر إشعار التحديث على جهازك، لا تؤجله، بل قم بتثبيته فورًا. ليست كل التحديثات متعلقة بالأمان، لكن تلك التي تُعالج الثغرات الأمنية تمثّل درعك الأول ضد الهجمات الإلكترونية.

فعندما يكتشف المطورون ثغرة قد تُستغل، يسارعون بإرسال تحديث لإصلاحها، وبمجرد أن يُعلن عن هذا الإصلاح، يعرف القراصنة غالبًا تفاصيل الثغرة أيضًا. لذا، كل دقيقة تأجيل تُضاعف احتمالية أن تكون هدفًا سهلاً للاختراق.


2- استخدم كلمات مرور قوية

كلمات المرور الضعيفة هي الباب المفتوح الذي ينتظره أي مخترق، إذا كانت كلمة مرورك شائعة أو يسهل تخمينها مثل تاريخ ميلادك أو اسم أحد أقاربك، فأنت عمليًا تمنحهم مفاتيح الدخول بنفسك، وحتى الكلمات العشوائية القصيرة لا تُعد آمنة، فبرامج التخمين الحديثة قادرة على تجربة ملايين التركيبات في وقت قصير جدًا.

الحل بسيط: استخدم كلمات مرور طويلة، معقدة، وغير منطقية. وإذا كان حفظها صعبًا (وهو كذلك غالبًا)، دع ًا لإدارة كلمات المرور يقوم بالمهمة عنك. هذه التطبيقات تنشئ كلمات مرور فريدة لكل حساب وتخزنها بأمان، لتتذكر أنت كلمة واحدة فقط: الكلمة الرئيسية التي تفتح بها خزانتك الرقمية.


3- فعّل المصادقة الثنائية

حتى أقوى كلمات المرور يمكن أن تتسرب في لحظة، سواء عن طريق اختراق موقعٍ ما أو تخزين غير آمن. لذلك، لا تكتفِ بكلمة المرور وحدها، بل أضف طبقة حماية ثانية من خلال المصادقة الثنائية (2FA) أو ما يُعرف بالمصادقة متعددة العوامل.

قد تبدو خطوة إضافية مزعجة حين تُطلب منك رموز عبر الهاتف، لكنها في الحقيقة حاجز قوي يمنع أي شخص من الدخول إلى حسابك حتى لو عرف كلمة المرور. ومع تطور التقنية، لم تعد المصادقة الثنائية تقتصر على الأكواد، إذ توفر شركات مثل وآبل الآن ما يُعرف بـ"مفاتيح المرور" التي تستخدم تشفيرًا متقدمًا يربط بين جهازك والخدمة مباشرة، مما يجعل عملية الدخول أسرع لك وأصعب كثيرًا على المخترقين.

 

4- انسخ كل شيء احتياطيًا

الفدية اليوم ليست مجرد تهديدات عابرة، بل صناعة كاملة تُدر أرباحًا ضخمة على المجرمين الإلكترونيين، إذ تُقفل ملفاتك وتُطالبك بدفع فدية لاستعادتها. الحل الأبسط والأذكى لتجنب هذا الكابوس هو النسخ الاحتياطي المنتظم لكل بياناتك المهمة.

ينصح الخبراء باتباع قاعدة 3-2-1: احتفظ بثلاث نسخ احتياطية من بياناتك، على نوعين مختلفين من وحدات التخزين، مع وجود نسخة واحدة على الأقل خارج الجهاز الرئيسي، يمكنك مثلاً حفظ نسخة على قرص خارجي، وأخرى في السحابة، وثالثة على جهاز منزلي آخر.

والأفضل من ذلك أن تعتمد على خدمات النسخ التلقائي، لتُنشئ نسخًا دورية دون أن تتذكر كل مرة أن تفعل ذلك بنفسك، وبهذه البساطة، حتى لو فُقد جهازك أو تعرّض للاختراق، ستستعيد كل شيء دون خسارة تُذكر.

 

5- تعلم كيفية اكتشاف الهندسة الاجتماعية

الهندسة الاجتماعية ليست خدعة تقنية معقدة بقدر ما هي استغلال بسيط للثقة البشرية. المحتالون يتنكرون أحيانًا في هيئة مسؤولين أو بنوك أو خدمات مألوفة، ويستخدمون ضغط الوقت أو لغة مخيفة لإجبارك على التصرف دون تفكير. السرّ هنا أن أكثر الهجمات نجاحًا تعتمد على قِدَرٍ من الاندفاع لديك، لا على عبقريةٍ تقنية.
كيف تواجهها عمليًا؟ خذ نفسًا واحدًا واعتبر كل رسالة "عاجلة" مشبوهة؛ تحقق من عنوان المرسل بتأنٍ ولا تَثق بالاسم الظاهر فقط؛ إن طلبوا معلومات حسّاسة أو رموز تحقق، ارفض فورًا واتصل بالجهة من رقم رسمي منشور على موقعها؛ لا تنقر على الروابط مباشرة—انسخها وافحصها أو افتح الموقع بنفسك عبر المتصفح؛ افترض أن المرفقات قد تحمل برمجيات ضارة حتى يثبت العكس.


6 - احذر الروابط

ليست كل المخاطر في الإنترنت تتعلق بكلمات المرور أو الحسابات، فالكثير من الهجمات تعتمد على خداعك للنقر على روابط تبدو عادية لكنها تخفي برامج ضارة، هذه البرامج قد تسرق كلمات مرورك، تراقب نشاطك، أو حتى تشل ملفاتك تمامًا.

لذلك، قبل أن تضغط على أي رابط في البريد الإلكتروني أو الرسائل، تحقق أولًا من صحته. انسخ الرابط وألصقه في أداة فحص موثوقة مثل أدوات NordVPN المجانية، أو مرر مؤشر الفأرة فوق الرابط لتعرف الوجهة الحقيقية قبل الضغط. وإذا لاحظت أي عنوان غريب أو سلسلة أحرف غير مفهومة، لا تنقر عليه أبدًا، خاصة إذا كان الرابط يُزعم أنه من بنك أو خدمة مالية. خطوة بسيطة كهذه قد تنقذك من مشاكل كبيرة.

 

7 - لا تُفرط في مشاركة المعلومات

مشاركة تفاصيل حياتك الشخصية على الإنترنت قد تبدو غير ضارة، لكن كل معلومة تنشرها قد تُسهل على المحتالين استهدافك. حتى تفاصيل بسيطة مثل أسماء أطفالك أو مواعيد إجازاتك يمكن أن تُستغل في الاحتيال الإلكتروني، كما يحدث في عمليات النصب التي تستهدف كبار السن عبر انتحال شخصية الأحفاد.

المشكلة تصبح أكبر إذا كانت كلمات مرورك ضعيفة أو معلوماتك العامة تساعد المخترقين على تخمينها أو الإجابة عن أسئلة الأمان. لذلك، فكر جيدًا قبل نشر أي بيانات شخصية أو التفاعل مع أي منشور "اختبار" على وسائل التواصل الاجتماعي، فالحذر هنا هو خط الدفاع الأول.

8- استخدم شبكة افتراضية خاصة (VPN)

شبكة الـVPN ليست حلاً سحريًا لكل مشاكل الأمان الرقمي، لكنها أداة قوية لحماية خصوصيتك على الإنترنت. فهي تعمل على استبدال عنوان الـIP الخاص بك بعنوان آخر يديره خادم الـVPN، مشفرة بذلك حركة بياناتك بين جهازك والإنترنت، مما يصعب على أي طرف ثالث تتبع نشاطك أو ربطه بهويتك الحقيقية.

هذا يحميك من تتبع المواقع لك، من استغلال بياناتك للإعلانات، وحتى من الشبكات العامة المزيفة التي ينشئها المخترقون، ومع بعض الشبكات المتقدمة مثل Proton VPN، تحصل أيضًا على أدوات لحظر الإعلانات وملفات التتبع، مما يزيد من خصوصيتك. رغم أن VPN لا يغني عن كلمات مرور قوية أو الحذر من الروابط المشبوهة، فهو خطوة مهمة تجعل تصفحك أكثر أمانًا وراحة بال.

 

9- قم بإجراء فحص دوري للفيروسات

الوقت الأكثر أهمية لاكتشاف البرامج الضارة هو عند تنزيل أي ملف من الإنترنت، حتى لو بدا آمنًا. فقد تبدأ بعض الروابط التنزيلات سرًا، وبرامج مكافحة الفيروسات الفعّالة يمكنها كشف هذه الملفات فور وصولها إلى جهازك، وعزلها إذا شكّت في خطورتها.

كما أن بعض التطبيقات المتقدمة تستخدم تقنيات التعلم الآلي للتعرف على الأنماط الشائعة للبرامج الضارة، مما يساعد على اكتشاف الفيروسات الجديدة قبل أن تُحدث ضررًا.

وحتى لو كانت البرامج الضارة موجودة بالفعل، يمكن لبرنامج مكافحة الفيروسات فحص جهازك بانتظام للتأكد من خلوه من التطبيقات المشبوهة، بما في ذلك الملفات المتخفية كملفات نظام. أجهزة ويندوز الحديثة تأتي مزودة بـWindows Defender، لكنه من الأفضل دائمًا الاعتماد على برنامج إضافي قوي لمزيد من الأمان.

10- استخدم خدمات إخفاء البريد الإلكتروني ومحركات ٍ خاصة

إذا كنت تهتمّ بخصوصيتك، فحاول تقليل المعلومات الشخصية المتاحة بشكلٍ مباشر على الإنترنت. إحدى الطرق العملية لذلك هي استخدام عناوين بريد إلكتروني مؤقتة أو بديلة عند التسجيل في مواقع وخدمات غير موثوقة؛ هذه العناوين تُعيد توجيه الرسائل إلى بريدك الحقيقي دون الكشف عن عنوانك الأساسي، فتقلل من خطر وصولك إلى قوائم البريد المزعج أو استهدافك بهجمات التصيد.

بالمثل، اعتمد محركات بحثٍ خاصة لا تتعقّب تاريخ تصفّحك أو تُنشئ ملفًا عن اهتماماتك، واستخدم متصفحات ووضعيات تصفّح خاصة عندما تريد البحث عن موضوع حساس. بهذه الخطوات البسيطة تقلل أثر البيانات المتناثرة عنك وتُصعّب على وسطاء البيانات وجامعي المعلومات بناء ملف شخصيّ يمكن استغلاله لاحقًا.

11- استخدم خدمة إزالة البيانات

إذا كنت تستخدم الإنترنت خلال السنوات الماضية بدون حذر، فهناك احتمال كبير أن تكون بياناتك الشخصية محفوظة لدى أحد وسطاء البيانات، وهم شركات تجني المال من تخزين وبيع المعلومات، هذه الشركات غالبًا ما تكون غير منضبطة، وكلما احتفظت ببياناتك لفترة أطول، زاد خطر تسريبها أو استغلالها.

الخبر الجيد هو أن معظم هذه الشركات مُلزمة قانونيًا بحذف بياناتك عند طلبك، لكن العملية غالبًا معقدة بسبب كثرة الوسطاء وكثرة الملفات المرتبطة بك. لتسهيل المهمة، يمكنك الاعتماد على خدمات متخصصة لإزالة البيانات مثل DeleteMe أو Incogni (الشريكة لشبكة Surfshark VPN)، التي تتولى التواصل مع الوسطاء وحذف بياناتك بشكل أكثر فعالية وأمانًا.

12- تدرّب على الأمان المادي

لا تقتصر المخاطر الرقمية على الشاشات؛ فالاختراق يبدأ أحيانًا بلمحة ماديّة بسيطة. ترك الحاسوب المحمول أو الهاتف دون رقابة في مكان عام، أو توصيل وحدة تخزين USB مجهولة المصدر، أو السماح لشخص مجهول بالوصول إلى جهازك لحظة واحدة قد يفتح الباب أمام برمجيات خبيثة أو سرقة بيانات حساسة.

للحماية، اجعل هذه العادات جزءًا من روتينك: احمل جهازك معك دائماً أو قفله بكلمة مرور قوية عند تركه، لا توصل وسائط تخزين غير معروفة بالأجهزة، وفعل قفل التلقائي بعد فترة قصيرة من الخمول. عند وجود أشخاص غرباء في محيطك، راقب شاشة جهازك ولا تكتب كلمات مرور بصوتٍ عالٍ أو على أوراق يمكن لأي أحد رؤيتها. هذه الاحتياطات البسيطة تقلل كثيرًا من مخاطر الاقتحام الجسدي أو السلوكيات المستخفة التي تنتهي باختراق رقمي كبير.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا