كتبت أميرة شحاتة

حذر العلماء من أن بيئة أنتاركتيكا على وشك الوصول إلى نقطة تحول لا رجعة فيها، وتُشير دراسات حديثة إلى تغيرات مترابطة وسريعة في الجليد والمحيطات والموائل في أنتاركتيكا، ومن المرجح أن تُسبب ذوبانًا مفاجئًا للجليد خلال العقود القليلة القادمة، ويُثير انهيار الصفيحة الجليدية في غرب أنتاركتيكا قلقًا خاصًا، إذ يُمكن أن يؤدي انهيارها إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بأكثر من ثلاثة أمتار، مما يُعرّض مدن العالم، إلى جانب قارات أخرى، للخطر.

وفقا لما ذكره موقع "Gadgets 360"، تُحذر الباحثة الرئيسية، نيريلي أبرام، من أن ذلك سيكون كارثيًا على الأجيال القادمة، ففي دراسة حديثة نُشرت في مجلة "نيتشر"، أفاد العلماء بفقدان قياسي للجليد البحري في أنتاركتيكا وضعف في التيارات المحيطية، ويكشف تراجع الجليد البحري عن مياه المحيطات الداكنة التي تمتص المزيد من الحرارة، مما يُفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري في المنطقة، كما يُؤدي ذلك إلى تآكل الجرف الجليدي العائم الذي يدعم الصفيحة الجليدية في القارة، مما يجعل أجزاءً من الصفيحة الجليدية غير مستقرة بشكل متزايد.

ويؤكد الباحثون أن هذه التغيرات مترابطة بشكل وثيق، مما يعني أن الضغط على الجليد والمحيطات والنظم البيئية يُفاقم آثار المناخ عالميًا، ويُحذّرون من أن التخفيضات العاجلة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، لتحقيق هدف 1.5 درجة مئوية، هي وحدها الكفيلة بمنع هذه الآثار المتتالية.

يُفاقم ذوبان الجليد في أنتاركتيكا بالفعل من ارتفاع مستوى سطح البحر، ويُهدد المجتمعات الساحلية، وفي حال انهيار الغطاء الجليدي في غرب أنتاركتيكا، من المُحتمل أن يتجاوز ارتفاع منسوب مياه البحار 3 أمتار، ولعل الحياة البرية مُهددة أيضا وعلى رأسها طيور البطريق الإمبراطور المُهددة بالانقراض، حيث تموت مستعمرات كاملة من فراخها عند ذوبان الجليد البحري قبل الأوان.

وتشهد أسماك الكريل والأسماك وأنواع أخرى من أنتاركتيكا انخفاضات حادة، حيث تُقلل المياه الأكثر دفئًا وحمضية من مصادر غذائها.