raedaahmedrr@
- في بداية مشواري مع الأمومة كانت قوانين الأدوية تخضع لسياستي، فهي تُعطى في أي وقت وبالكمية التي أراها مناسبة ويتم إيقافها عند إختفاء أعراض الحمى، لم أكن أعلم أن ذلك من شأنه مضاعفة حالة طفلي آنذاك أو حتى مقاومة جسده لتلك المضادات فيما بعد ..
- كانت الحمى تتكرر على ابني البكر سراج حفظه الله ورعاه، وكانت ضيفاً ثقيلاً لكنني كنت أجهل سياسة جرعات الأدوية ..وكانت المفاجأة حين بدأت دراسة مادة الصيدلة، أحد المواد المقررة في تخصصي، والذي يهدف إلى ضمان وتوفير وتأمين إستخدام الأدوية إستخداماً آمنًا وصحياً ومناسباً وفعالاً.. حينها عدت بذاكرتي إلى كل وصفة طبية وإلى كل جرعة وإلى كل قارورة مضاد حيوي أسأت استخدامه.. كانت بمثابة تنبيه مهم في مسيرتي كأم يهمها في الدرجة الأولى صحة وسلامة أبناءها الجسدية والنفسية .
- اليوم نشهد حراكاً كبيراً ملحوظاً في توعية المواطن من قبل وزارة الصحة والمؤسسات الطبية التابعة لها وغيرها من الجهات المتخصصة.. وقبل إسبوعين شهدت المنطقة الشرقية حملة توعوية تثقيفية نظمتها وأشرفت عليها إستشارية الباطنية والامراض المعدية الدكتورة القديرة سارة الورثان برعاية معالي رئيس جامعة الامام عبدالرحمن بن فيصل الاستاذ الدكتور عبدالله الربيش، وبالتعاون مع وحدة التوعية الصحية في الجامعة، وهذه ليست المبادرة الأولى لها حيث أن الدكتورة سارة لطالما ساهمت في نشر التوعية عبر مقالاتها الهادفة ومقابلاتها المتلفزة، وركزت على «محور المقاومة «
- ومن أهم ماركزت عليه الحملة، أولاً :لا تشارك المضادات الحيوية مع شخص آخر.. فلكل حالة مرضية تشخيصها حتى لو تشابهت الأعراض .. ثانياً: كثرة استخدامك للمضادات الحيوية دون حاجة ملحة ودون وصفة طبية ستزيد من مقاومة البكتريا للمضادات، نعم حتى البكتريا أصبحت تقاومنا؟ ياللغرابة! ولكن باستطاعتنا التغلب على تلك المقاومة بالحد من الإستخداما الخاطئ لمضادات الحيوية والإلتزام بالإرشادات الطبية في ذلك.
- شكرًا لجنود المقاومة في جميع المستشفيات، وشكراً للكوادر الطبية الذين يحاربون على جبهات كثيرة للقضاء على الأمراض، وعلى صور الجهل الذي توارثته الأجيال عن إستخدام الأدوية.
- أخيرًا :
- جرعة امتنان وتقدير لكل من ساهم في إنجاح تلك الحملة، وجرعة إمتنان لكل الصيادلة المجتهدين على وجه البسيطة الذين يعملون على تقديم شرح مبسط عن كيفية استخدام الادوية.
- جرعة تنبيه:
لكل الآباء الذين يقومون على رعاية ابنائهم، بأن يكونوا أكثر وعياً وفهماً ودرايةً وحرصاً أثناء إعطاء المضادات الحيوية
- ومضة عافية :
- مَرِضَ الحبيب فعدته .. فمرضت من حذري عليه
شُفي الحبيب فعادني .. فبرئت من نظري اليه»
محمد بن إدريس الشافعي