الارشيف / فيديو / صحيفة اليوم

المناخ والأسرة


نشأة المجتمعات من مجموعات صغيرة مترابطة، وهذه المجموعات لديها القيم والمبادئ، والعادات والتقاليد، والتي تتبلور منها القناعات والأفكار، ومن هنا تمكن أهمية تلك المجموعات الصغيرة «الأسر».

أخبار متعلقة

 

والأسرة هي التي ينشأ فيها غالبية الأطفال، وتتشكل لديهم المفاهيم الأساسية، وتبقى راسخة في عقولهم، ويصبح تغييرها بعد ذلك في غاية الصعوبة، بمعنى أن العقل يتبنى الأفكار الأسبق إليه، ولذلك قيل: التعليم في الصغر كالنقش في الحجر، ومن المثير للدهشة أنه حتى العباقرة من الناس يظل لديهم بقايا هذه القناعات «الرواسب» التي نشأوا عليها حتى مع تطورهم الفكري والعقلي، ونتحدث في هذا المقال عن الأسرة لأن «15» أيار/مايو من الشهر الحالي يوافق «اليوم الدولي للأسر» ، وهو قد انطلق منذ 30 عام.
ومن وجهة نظر الأمم المتحدة التي تحدثت عن هذا اليوم قائلة: «تستطيع الأسر نقل الأعراف والقيم عبر الأجيال بتعليم النشء الجديد وتربيته عليها، وهو ما ينطبق كذلك على التثقيف المناسب بشأن العمل المناخي والحياة المستدامة»، وقد تم الربط بين الأسرة والمناخ لأن الشعار لهذه السنة هو: «الأسر وتغير المناخ» وسبب وراء هذا الربط أننا نريد تعليم الأطفال اليوم أهمية الاهتمام بالبيئة لأن اليوم هو تهيئة للغد.
إن ما نقوم به اليوم من أعمال سلبية تجاه البيئة سوف يتأثر به الجيل الحالي فضلا عن الجيل القادم، ومن علامات التغيير انتشار الجفاف، والأعاصير، والفيضانات، وارتفاع ، وتلوث البحار والأنهار، وكلها سوف تؤثر مباشرة على الزراعة والثروة السمكية، والتي تؤدي بدروها إلى النزوح القسري، وخسارة الأسر المصادر الأساسية للعيش والكسب، وينعكس كل ذلك على الاقتصاد والصناعات في العالم بوجه عام، ومن هنا يأتي دور على الدول والمجتمعات في التوعية والتثقيف والتدريب للأسرة في كيفية المحافظة على البيئة والطبيعة، والتي بدورها ترسخها هذه الأفكار في أذهان النشء ليصبح جزءا من التربية والسلوك.
وبناء على ما أسلفنا لم يعد مقبولا أبدا رمي المخلفات في غير الأماكن المخصصة لها، ومن المسؤولية المجتمعية المحافظة على الأماكن العامة والمتنزهات، والحدائق والمرافق الترفيهية، والمجمعات والأسواق، وكل مكان يطأه الإنسان لابد فيه من المحافظة على البيئة والطبيعة، فإن لم تستطع أن تجعل المكان أفضل مما هو عليه، فلا تجعله أسوأ مما كان!
أضف إلى ذلك تمكن مهمة الأسرة أيضا في مراعاة وتطبيق ثقافة الاستهلاك، والترشيد في استخدام المياه والكهرباء، فالإسراف والتبذير مهما صغر يؤثر في نهاية المطاف على مصلحة الجميع، وأعود وأكرر على أن كلمة «هذا ليس من شأني» قد ولى زمنها، فاليوم نحن نعيش في وطن يتطور سريعا لمواكبة الدول المتقدمة في شتى المجالات، ولم يعد لائقا ولا مقبولا إهمال مسألة البيئة ودور الفرد والأسر في التغير المناخي، لقد أصبحت هذه القضية الشغل الشغال لهيئة الأمم والدول، لأننا بدأنا نرى ونلمس التغيرات المناخية الكارثية في عدة مناطق من العالم.
وقد ركز هذا اليوم العالمي على دور الأسرة لأنها من الركائز الأساسية لتحسين الأوضاع المناخية، إذا تحسن سلوكها الاستهلاكي والبيئي نحو الطبيعة، فهي النواة للمجتمعات، وبالتالي تتحسن أوضاع الكثير من الأسر الفقيرة حول العالم، وبالغ عددهم «حسب هيئة الأمم» أكثر من مليار نسمة.
والخلاصة، مسؤولية التغير المناخي تخص الجميع بلا استثناء، إلا إذا كنت تعيش على كوكب آخر!!
@abdullaghannam

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا