فيديو / صحيفة اليوم

صراع مياه الأمطار


مؤشرات الواقع تعطي حقيقة وضع المستقبل، في أمر المياه تشير إلى أن أكثر من 95% من مياه الأمطار يتم فقدها عن طريق البخر في بلادنا «حفظها الله»، إن حقيقة البخر تزيد عن «6000» ملم سنويا حسب المكان ودرجات الحرارة السائدة، هذه الحقيقة تؤكد نسبة فقد مياه الأمطار المرتفعة، السؤال كيف يمكن لنا الحد من كميات هذا الفقد؟
يتم فقد معظم مياه الأمطار -خارج - مناطقها الجبلية جنوب غرب المملكة، هذا يعني أن زيادة جريان مياه الأمطار من مناطق هطولها إلى المناطق الداخلية شرقا، في شكل فيضانات وسيول، يزيد من فقدها بشكل عالي وسريع.
إن زيادة كميات مياه الفيضانات والسيول مؤشر على حدوث خلل بيئي في مناطق هطولها يزيد من فقدها، ليس فقط في المناطق الداخلية التي تنتقل إليها. لكن أيضا يزيد هذا الفقد في مناطق هطولها. هنا يكمن الأهم والأخطر.
إن فقد مياه الأمطار في أماكن هطولها ليس بسبب البخر وحده، لكن بسبب آخر خطير، وبمحاذير سلبية على المدى الطويل. الحديث سيكون عن هذه الجزئية المهمة، بهدف الشرح عن كيفية الحد من فقد مياه الأمطار عن طريق تبخرها بفعل المناخ الحار.
أعود للتذكير بأهمية المناطق الجبلية المطيرة جنوب غرب المملكة. إنها مناطق تشكل الخزان الاستراتيجي الطبيعي للمياه الجوفية المتجددة، علينا فهم هذه الحقيقة، علينا فهم آلية تغذية هذا الخزان بمياه الأمطار. علينا فهم أهمية هذه التغذية للمناطق الداخلية الساخنة بيئيا. علينا فهم كيفية انتقال مياه هذا الخزان الاستراتيجي إلى المناطق الداخلية دون فقد بسبب حرارة المناخ.
إن فهم آلية تغذية هذا الخزان الاستراتيجي بمياه الأمطار، وأيضا فهم كيفية استفادة المناطق الداخلية، مرورا بهضبة نجد حتى الأحساء على الخليج العربي، تعتبر ركيزة أساسية لفرض العناية بهذا الخزان وبيئته المطرية. ويأتي السؤال: ما هي العناصر التي تزيد من كفاءة هذا الخزان الاستراتيجي للمياه الجوفية المتجددة لصالح المناطق الداخلية من المملكة؟
يتوقف الأمر على سلامة بيئة هذه الجبال المطيرة وعلى حسن إدارتها. سلامتها تعني الحفاظ على كل أجزاء مكوناتها الطبيعية، على رأسها الغطاء النباتي. لكن الأهم في الأمر كله هو الحفاظ على «تربة» هذه المناطق، النادرة كندرة الأمطار في الصحاري؟ هذه الحقيقة هي المحور الأهم للحفاظ على عطاء هذا الخزان الاستراتيجي للمياه المتجددة. خزان طبيعي التفريط فيه تفريط بالحياة.
فقد «تربة» الجبال المطيرة يتعاظم، يتم جرفها بسبب تجمعات مياه الأمطار، تشكل قوة جريان تجرف معها تربة الجبال الثمينة، تفتتها إلى جزيئات صغيرة يسهل حملها مع الماء. يسهل نقلها من مكانها إلى أماكن بعيدة عبر أودية مجاري السيول حتى مصبها النهائي في المناطق الداخلية شرقا أو البحر الأحمر غربا.
مع تكرار جرف هذه «التربة» النادرة، تنكشف الطبقات الصماء في الجبال، ونتيجة لذلك تصبح طاردة لمياه الأمطار في شكل سيول وفيضانات، زيادة حجمها وتكرارها عبر السنين مؤشر علمي على خسارة هذا الخزان الاستراتيجي لهذه المياه الثمينة، لذلك تتوقف تغذيته، إن زيادة كميات السيول مؤشر على فقد مياه الأمطار التي تغذي خزانها الاستراتيجي الطبيعي، ويستمر الحديث.
@DrAlghamdiMH

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا