فيديو / صحيفة اليوم

الصيف وتكلفته


دخل فصل الصيف القائظ هذا العام مبكرا قبل أوانه، فدرجات الحرارة مع حلوله كانت شديدة، وعلى الرغم من أننا نعيش حياة عصرية «سهلة» بفضل التقنية والتكنولوجيا وتوافر السلع والخدمات الميسرة، واستخدام التكييف وأنظمة التبريد في كل الأماكن المستخدمة اللاهبة كوننا نسكن في منطقة حارة، إلا أن تلك الخدمات والأنظمة مكلفة وتؤدي بنا إلى استهلاك باهظ للطاقة والمياه والغاز والكهرباء.
ويمكن أن تتسبب في الكثير من المصاريف الجانبية التي قد تخل بميزانية الفرد، فالحرارة الشديدة هذه تتسبب بأضرار دورية على الأجهزة والمستلزمات والأدوات المخزنة والممتلكات، كذلك بزيادة تكاليف السلع الاستهلاكية في قطاع الإنتاج والتوزيع التي تؤثر على سلاسل التوريد، وأهمها المحاصيل الطازجة التي تكون عرضة للتلف السريع، ويمكننا ملاحظة ارتفاع أسعار الفاكهة والخضروات بصورة ملحوظة بالذات المحاصيل الزراعية التي تستلزمها أجهزة توريد وتخزين خاصة.
ولكن تبقى أكبر المشاكل الموسمية لفصل الصيف هي انقطاع توليد والكهرباء، وما يترتب عليه من مخاطر وخسائر.. وعلى عكس فصل الشتاء لدى دول الخليج العربي، يكون فصل الصيف مكلفاً للغاية، ذلك على الرغم من أننا دول نفطية وخدمات الطاقة والإنتاج مدعومة حكومياً، إلا إنها أبداً لا تلغي التكلفة الزائدة التي يدفعها الفرد بسبب استهلاكه المضاعف للكهرباء والطاقة والوقود بقصد استخدام المكيفات والخدمات التي تقلل من المرتفعة، وبالتالي فكل الأماكن والمؤسسات والمنشآت والمنازل والسيارات التي تتعرض لمشاكل عديدة بسبب الحرارة المرتفعة وتتسبب في تكلفة صيانة موسمية عاجلة أو دورية تحتاج لميزانية، وحتى المرافق والخدمات الترفيهية والضيافة والفندقية والمنتجعات التي يستعان بها لقضاء أوقات صيفية منعشة تحتسب تكلفة استخدام الطاقة والكهرباء وضريبتها مما يجعلها مضاعفة مرتين، واحدة لأنها في موسم نشط، والثانية بسبب كثرت الاستخدام والضغط على الخدمات والأجهزة.
وإذا كان فصل الشتاء يكلف شراء الملابس الثقيلة وأجهزة التدفئة، فإن فصل الصيف يكلفنا أكثر من ذلك، إذ أن مضار الشمس اللاهبة تجعل استهلاك الفرد أكثر للمياه وللملابس وأدوات النظافة والوقاية من الشمس وغيرها، وبذلك تكون نفقة الفرد أكبر، مما ينشط السوق الاستهلاكية والتي تجعل السلع المطلوبة لا تنخفض حتى في العروض الموسمية بسبب الطلب عليها، والأكثر من ذلك أن لدينا أفراد يعيشون ويعملون دون تلك الخدمات ما يعرض حياتهم وصحتهم للخطر لذا، في هذا الفصل تكثر الخسائر البشرية.
في الحقيقة لا يوجد حلول مكانية لهذه المشكلة كونها مشكلة عالمية متنامية، فكما قال عنها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش «إن هناك حاجة إلى مخرج من الطريق السريع المؤدي إلى الجحيم المناخي» فهي سمة الحياة العصرية السهلة التي نعيشها وثمنها.
وإذ تنادي الأمم المتحدة منذ أعوام بإجراءات وقائية وحلول مساعدة ولكن دون جدوى، وعليه يجب أن نوازن كأفراد وحكومات في معالجة هذه المشكلة بما يتناسب مع الحلول الممكنة كالمشاريع المساعدة والعوازل الحرارية والأهم من التقنية أن نعود للطبيعة بالتشجير والتشجيع على الزراعة.
@hana_maki00

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا