فيديو / صحيفة اليوم

إجرحيني حتى أُبدع أكثر


هل للناي وجع؟!
نزار قباني يقول: نعم:
«يا امرأة دوخت الدنيا
يا وجعي يا «وجع»النايات»
لماذا مفردة «الجراح» و»الوجع» تتكرر لدى غالبية الشعراء؟
الشعر العربي يرتبط بالأحاسيس والمشاعر العميقة. الوجع والجراح من أعمق هذه المشاعر.
أقسى وجع تجرعه نزار عندما قُتلت زوجته بلقيس في حادثة تفجير السفارة العراقية في بيروت، توجع بقوله:
«بلقيس .. يا «وجعي» .. ويا «وجع» القصيدة
حين تلمسها الأنامل هل يا ترى.. من بعد شعرك سوف ترتفع السنابل»
محمود درويش يشير في قصيدته «عاشق من فلسطين» إلى أن هناك شوكة أوجعته وهي عيون فلسطين «حبيبته» وأنه يحميها من الريح ويغمدها وراء الليل فتشتعل المصابيح بجرحها:
«عيونك شوكة في القلب «توجعني»
وأحميها من الريح وأغمدها وراء الليل و»الأوجاع»
أغمدها فيشعل «جرحها»
يستخدم درويش الاستعارة لوصف عيون المحبوبة بأنها “شوكة في القلب”، مشيراً إلى الألم الذي يشعر به بسبب مشاعره تجاهها، الشوكة تعكس تعقيدات الحب والاشتياق وترمز إلى الإيذاء والألم.
“توجعني... وأحميها من الريح”:
يشير درويش إلى أن هذا الألم ليس عابراً أو غير مؤثر، بل هو مؤلم ومستمر، رغم ذلك، يؤكد الشاعر حبه وتفانيه في حماية المحبوبة من التهديدات مثل الريح، هذا التضاد بين الألم والرغبة في الحماية يعكس طبيعة الحب المتناقضة، حيث يمتزج الشغف بالألم والتضحية.
ونذهب إلى أوجاع بدر شاكر السياب وهو الشاعر المطمور بالوجع والجراح، وكان عبارة عن جراح متحركة، فقد توفيت والدته عندما كان عمره ست سنوات، وكان لوفاتها أثرا كبيرا في نفسه، كما أنه قضى في السجن فترة لميوله السياسية ثم أنهكه المرض حتى مات في المستشفى الأميري بالكويت، ومن قصيدته المشهورة “أنشودة ” يهاجمه الوجع دون أن يذكر المفردة،
وكأنما يناجي أمه التي سقطت من بين يديه.
وفي قصيدة “السماء الثامنة” لأدونيس
ينادي الجرح: «يا جرحَ المشوارِ والظلّ المهاجر بين أمطارِ البلادِ وتحتَ أغصانِ الغصون الناشبة.
استخدم أدونيس «الظلّ المهاجر» ليعزز فكرة الاغتراب والتشرد، كما أن الظلّ عادةً ما يرافق الإنسان أينما حل، هنا يوحي بالانتقال الدائم وعدم الاستقرار.
«أمطار البلاد» قد تعبر عن حُبُور ورخاء، أو حتى عن مشاعر الفرح والأمل، في المقابل «أغصان الغصون الناشبة في الجراح» تدل على الألم والمعاناة.
الشعراء غالباً ما يستخدمون الجراح والوجع كوسيلة للوصول إلى تعبير أكثر جمالا، الألم يمكن أن يكون جزءاً من البحث عن الجمال والكمال في الأدب.
نهاية:
إجرحيني حتى أُبدع أكثر.
@karimalfaleh

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا