فيديو / صحيفة اليوم

انتخابات البازين


سألني صديق مقرب سؤال عام عن رأيي في مجمل العملية السياسية التي تدور رحاها في البلاد الليبية منذ ثورة ١٧ فبراير وحتى الفترة الأخيرة .
- السؤال من هذا الصديق مبرر جداً؛ وذلك لجملة من الأسباب السبب الأول لانيي عملت وعشت في البلاد الليبية فترة من حياتهم تزيد أو تنقص قليلاً من عامين، السبب الثاني لأني مختص في العلوم السياسية ولا اقول أني الوحيد لكني واحد من المختصين في هذا الحقل المعرفي، والسبب الأخير لأنني كتب في صحيفة اليوم الغراء وعلى مدى سنوات أكثر من أربعمائة مقال تتحدث عن الشأن الليبي السياسي، والثقافي، والأدبي، والتاريخي.
- وعودة لسؤال الصديق أقول لو أنني سألت فتى صغير أو حتى رجل مسن عن أكلة البازين المشهورة عند الليبيين وهي لمن لا يعرفها طعام لذيذ عبارة عن دقيق يطبخ في الماء بطريقة مشابهة للعصيدة، لو أنني سألت أي ليبي، أو ليبية عن البازين فزنا متأكد أن الرجالة ستكون في متناول الجميع وسنحصل على كم معرفي وفني عن هذه الوجبة، لكن لو كان سؤال لأي مواطن ليبي عن أسرار صناعة صواريخ الفضاء وأسرار الاطباق الطائرة المجهولة هنا سأكون اثقل بل أتعسف عليه والسبب بسيط جدا، ويعود لما يعرف في العلوم السياسية بالثقافة السياسية التي تعني بشكل عام واجمالي أشكال واساليب الممارسات الحياتية المتأتية من خبرات سابقة لدى دولة، أو مجتمع أو مجموعة من الناس.
-إذن الناس في تعرف البازين لكنها لا تعرف ، ولم تألف الانتخابات ولا تداول السلطة ، على الرغم من أن لديهم هيئة وطنية عليا للانتخابات لكنها بعيدة عن ملامسة هموم الناس، مثلها مثل الذي صرفوا عليه ملايين الدولارات وجلبوا له خبرات وعالمية منذ العام ٢٠١١ ولم ير النور. يضاف إلى ذلك وهذا عنصر مهم أن الناس في ليبيا لم يعرفوا في تاريخهم الحديث والمعاصر هذه المعاني التي يتشاجرون عليها وقد يتقاتلون عليها لا سمح الله فبعد الفترة العثمانية جاءت فترة الاستعمار الإيطالي ثم تلاها فترة الحكم الملكي القصيرة وبعدها جاء حكم المتغلب العقيد القذافي الذي استمر قرابة نصف قرن وبعده جاءت ثورة السابع عشر من فبراير هذه الثورة التي لايزال هناك من يبني عليها شيئ من الأمل.
@salemalyami

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا