حقق الهلال يوم السبت الماضي كأس السوبر «الدرعية» بعد أن تغلب كعادته على النصر برباعية، إنقسم الجمهور بين مادح للهلال واصفين إياه بالكبير الزعيم معقل البطولات وبالذات بعبارة لا جديد وتعودنا على البطولات وصارت عادة، وبين ناقدين للنصر ومن صبوا غضبهم على المدرب وتخاذل بعض اللاعبين، أما النوع الأخير الذي عزى كل ذلك كعادته للتحكيم وسوء قراراته.
ما علينا فهؤلاء منذ عقود من الزمن يرددون هذا الكلام والهلال ينجح وهم يفشلون، أما أنا فأقول لكل هؤلاء، العمل ليس عادة والنجاح أيضا ليس بعادة بل عمل دؤوب ليل نهار وتخطيط طول وقصير المدى وتنفيذ وعناصر وكوادر بشرية في كل مرة. النجاح ليس قهوة سريعة التحضير وليس أكلا زائدا تضعه في الثلاجة ومتى ما أحسست بالجوع تسخنه وتأكله، النجاح من أشد المتطلبين للعمل والمتابعة يوما بيوم بل لحظة بلحظة، النجاح ليس وراثياً ولا بالفطرة بل هو كالصبي الشقي المتطلب دائما يريدك أن تراقبه وتتابعه وتعمل من أجله طوال الوقت، النجاح ليس جهازا كهربائيا تضبط إعداداته في أول مرة ثم يستمر عليها أبدا.
المشككون هم أكثر من يعرفون الهلال وتركيباته الفنية والإدارية والجماهيرية وما ذا يدور فيها وبالتالي ما هو ناتج كل هذا العمل، على مر الزمن إدارات محترفة أعضاء شرف مساندين نعم مساندين وليسوا متدخلين، حتى مع تطور العمل أصبح العمل مناط بالإدارة ومعها أذرع إستثمارية وفنية وإدارية، كلها تصب في مخرجات النجاح.
العمل ليس مجرد اختيار عناصر او بيع لاعب أو جلب آخر أو توقيع مع مدرب، بل منظومة كاملة خلفها جيش من العاملين، تخيلوا بعد كل هذا العمل المتواتر والدؤوب منذ عقود تخرج أصوات وتقول نادي التحكيم وكلام أول المستفيد منه الهلال الذي يزداد توهجا ونجاحا وهم يستفيدون مزيدا من الحسرة والفشل بجانب شماعات الأعذار المتكررة التي مالت وانكسرت وما زالوا متشبثين بها.
X:@Majid_alsuhaimi