لقد أصبح مصطلح طفشانين متكررا على ألسنة الكثير من الشباب اليوم والشعور بحالة من الملل وعدم الرضا وقد يعود هذا الأمر إلى تربية أبناء بلا مسؤولية حقيقية تجعلهم يعانون ويشعرون بقيمة الأشياء. في الماضي كان من يتعلم ويتعب ويذوق مرارة الجوع ويشعر بمعنى الكد والسعي يقدر كل لقمة تقدم له ويحس بكل لحظة راحة نالها. أما اليوم فإن بعض الأجيال الجديدة قد تعودت على تلبية رغباتها دون أي عناء أو تأخير ما جعلهم غير راضين على كل شيء دون سبب حقيقي.
لقد حرمتنا التكنولوجيا ووفرة الحياة من لذة السعي لتحقيق الأهداف ومن تجربة الحرمان التي تجعل طعم النجاح والنصر حلوا لا ينسى. لم يعد الجيل يشعر بالجهد المبذول أو بالصبر الطويل للحصول على ما يرغبون فيه وهذا أمر خطير على المدى البعيد لأنه يهدد بخلق جيل لا يقدر قيمة الوقت ولا معنى السعي والتعب.
هل نستطيع إعادة أبنائنا إلى ميدان التحدي والتعب حتى يتذوقوا حلاوة الانجاز؟.. الإجابة تتطلب منا إعادة النظر في طريقة تربيتهم واعطائهم فرصا ليشعروا بقيمة الجهد والمعاناة وليس بتقديم كل شيء على طبق من ذهب.
إن تجربة الفشل والعمل الجاد ضرورة، فهي لا تخلق أبطالا فقط بل تصنع أرواحا قادرة على مجابهة التحديات والتقدير، علينا أن نعيد بناء ثقافة الكفاح حتى تعود للحياة نكهتها المفقودة.
ختاماً..
من أجل علاج هذا الوضع واستعادة التوازن الحقيقي في حياة أبنائنا، علينا اتخاذ خطوات عملية تساعد في بناء شخصياتهم وتحملهم للمسؤولية، يجب على الأهل توفير فرص لتجربة الفشل والنجاح وتشجيعهم على العمل الجاد لتحقيق أحلامهم بأنفسهم، ينبغي أن يطلب منهم أداء مهام حقيقية داخل المنزل أو خارجه بحيث يختبرون الجهد والتعب ويشعرون بلذة الإنجاز، كما يجب توعيتهم بقيمة الأشياء، وأن الحياة لا تعطى على طبق من ذهب، بل تكسب بعرق الجبين والسعي المستمر. هذا النهج يعيد للحياة نكهتها المفقودة ويؤسس جيلا قويا قادرا على مواجهة تحديات الحياة بروح إيجابية ومثابرة.
@alsyfean
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.