كل صباح أستيقظ على وابل من الرسائل يتدفق إلى هاتفي وإلى بريدي الإلكتروني رسائل لا تنتهي.
تهاني، أخبار، أسئلة، وأحيانًا كلمات عابرة، تتراكم كما لو أنها تسابق الزمن لكنني فجأة أسأل نفسي: ما جدوى هذه الرسائل كلها؟ كيف أحتفظ بما يستحق منها دون أن أغرق في بحر من الكلمات..
يهمس لي هاتفي، كأنه يعرض حلاً: “اشترِ مساحة أكبر على غيمة أبل السحابية.” ثم يضيف الآخرون نصيحتهم المألوفة: “اقتني الإصدار الأحدث من الآيفون بمساحة تخزين خرافية!” وهكذا، تزداد الرسائل وتنمو بلا نهاية. ومع ذلك، أجدني مقتنعة بأن أجمل الرسائل لا تحتاج إلى مساحة تخزين ولا إلى جهاز جديد.
إنها تلك الرسائل التي تُحفر في الذاكرة وفي أعماق القلب فتظل حية مهما مرّ الزمان. رسائل لا تُكتب على شاشات، بل على صفحات الروح. إنها تلك التي تحمل بين كلماتها الحب، والأمل، والتشجيع. رسائل الزمن الخالدة، التي تضيء أرواحنا وتظل تسكننا ...
ولدا قررت أن أختم هذا العام بكتابة هذه الرسائل :
شكرًا لعام عشرين أربعة وعشرين.
عام حمل بين طياته النجاح ، الفرح والدهشة،التجارب والتحديات وكنت فيه شاهدة على لحظات الصعود والهزيمة وتعلمت أن الصمود هو مفتاح النجاة، وأن في كل تجربة درسًا وفي كل هزيمة بذرة نجاح.
مُمتنة لمملكة العطاء: البلد الذي جعل الطريق ممهدًا لتحقيق الأحلام، ولولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي كلما وقفتُ أمام مشروع جديد حمدت الله على رؤيته الثاقبة وقيادته الملهمة.
مُمتنة لوالدتي الرؤوم فأنتِ الجذر الذي يرتكز عليه قلبي في مواجهة الحياة.
شكرًا لأبنائي.
أنتم النور في عتمة الأيام، ومصدر الإلهام الذي يمدّني بالقوة لأستمر.
مُمتنة للصديقات.
لمن شاركنني الضحكات والدموع، وللأوقات التي خطفناها من زحمة الحياة، فجعلناها لحظات لا تُنسى.
شكرًا لكل درس تعلمته ولكل شخص ترك في قلبي أثرًا، ولكل تجربة دفعتني لأكون أفضل مُمتنة لعملي الذي وهبني فرصة النمو، ولمديري الذي آمن بقدراتي، وكان داعمًا لي في كل خطوة.
شكرًا لصحيفتي الأم «صحيفة اليـــوم» التي كبرت فيها، ولا زالت سفينة أفكاري وملاذ كلماتي.
*ومضة : اخلق لك ذاكرة سعيدة بعوالمها المدهشة تمنحك أجنحة في عامك الجديد
وكل عام وقلوبكم بخير.
@raedaahmedrr
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.