الذوق هو مرآة الرقي والأخلاق، وهو سلوك حضاري يعكس مدى وعي المجتمع واهتمامه بقيم الاحترام والتعاون. وفي الرياضة يُعد الذوق العام أحد الركائز الأساسية التي تسهم في خلق بيئة صحية وممتعة تعزز من قيمة التنافس الشريف وتحترم جميع الأطراف، من هذا المنطلق برزت جهود جمعية الذوق العام التي سعت بكل جدية إلى نشر ثقافة الذوق العام بين الجماهير الرياضية، وجعلها جزءًا لا يتجزأ من تجربة المشاهدة في الملاعب.
لقد أدركت الجمعية أهمية الدور الذي تلعبه الجماهير في تحسين البيئة الرياضية، فبدأت سلسلة من الحملات الإعلامية التوعوية التي ركزت على تعزيز القيم الإيجابية داخل المدرجات، تضمنت هذه الحملات رسائل واضحة تدعو إلى احترام الخصم، والتعامل بروح رياضية مع اللاعبين والحكام، إضافة إلى التشجيع على السلوكيات التي تحافظ على نظافة الملاعب وحسن استخدام المرافق العامة، كما شملت هذه الجهود تنظيم ورش عمل وبرامج تدريبية تهدف إلى تثقيف الجماهير حول أهمية الذوق العام كعامل رئيسي في تحسين التجربة الرياضية.
ولم تقتصر هذه الجهود على الجماهير فقط، بل امتدت إلى مختلف الأطراف المشاركة في المنظومة الرياضية، بما في ذلك الأندية والإداريين وحتى الجهات المنظمة. لذلك، عملت الجمعية بالتعاون مع هذه الأطراف على تضمين قيم الذوق العام ضمن السياسات والأنظمة المتبعة في الملاعب والفعاليات الرياضية، كما ساهمت في تنظيم فعاليات تفاعلية داخل الملاعب، وتوزيع منشورات توعوية وعرض مقاطع فيديو تعليمية على الشاشات الكبيرة، مما ساعد على تعزيز الرسائل الإيجابية بشكل مباشر وفعال.
وعلى الصعيد الدولي، حققت جمعية الذوق العام نجاحًا بارزًا خلال مشاركتها في كأس العالم 2022 في قطر، كانت هذه التجربة فرصة مثالية لإبراز القيم الحضارية للمجتمع السعودي ونقلها إلى العالم، قدمت الجمعية العديد من المبادرات الميدانية التي استهدفت الجماهير المحلية والدولية، بما في ذلك توزيع مواد توعوية ونشر ذلك عبر شاشات الملاعب وتنظيم فعاليات تثقيفية لتعزيز مفهوم الذوق العام، ومن خلال التعاون مع الجهات المنظمة، تمكنت الجمعية من تسليط الضوء على أهمية الاحترام المتبادل بين الثقافات المختلفة ودوره في خلق أجواء رياضية مميزة.
علاوة على ذلك، حرصت الجمعية على إشراك الشباب بشكل فعّال في أنشطتها، وأطلقت مبادرات خاصة تهدف إلى تمكينهم من قيادة التغيير الإيجابي داخل المدرجات، ومن خلال هذه المبادرات، ساهمت الجمعية في بناء قاعدة جماهيرية واعية تسهم في تعزيز الذوق العام كقيمة أساسية في الرياضة ونتيجة لذلك استجابة الجماهير وتفاعلهم، كما نتطلع إلى استمرار وعي المجتمع و تكثيف جهود الجمعية وتعاون الجهات المعنية، تزامناً مع فوز مملكتنا الحبيبة واستعدادها لاستضافة كأس آسيا 2027 وكأس العالم 2034 .
إن جهود جمعية الذوق العام وتضافر الجهود المعنية و تعاون المجتمع خصوصاُ الجماهير الرياضية، لم تتوقف عند حدود تعزيز الذوق في الملاعب فقط، بل تسعى إلى بناء مجتمع رياضي متكامل يعكس الأخلاق الرفيعة والقيم الإنسانية، هذه الجهود المستمرة تؤكد أن الذوق العام ليس مجرد سلوك فردي، بل هو رسالة مجتمعية وإنسانية تسهم في نشر السلام والتفاهم بين الشعوب من خلال الرياضة، وفي ظل رؤية المملكة 2030، تمثل هذه المبادرات ركيزة أساسية لتحقيق أحد مستهدفات الرؤية «مجتمع حيوي» وبرنامج جودة الحياة، عبر بناء مجتمع يتميز بالوعي والتحضر في كل جانب من جوانب حياته.
@BinOthman90
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.